لم يخف نجم الخضر السابق عمر بطروني في حديث خص به “الفجر” تشاؤمه الكبير فيما يخص اللقاء المصيري المقبل للمنتخب الوطني أمام نظيره المغربي في إطار الجولة الثالثة من تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012 وأوضح بطروني أن إخفاق أشبال المدرب بن شيخة في كأس إفريقيا للمحليين، جاء ليؤكد الأزمة التي يعيشها الفريق الوطني، حيث عبر نجم الأفناك السابق أن أداء زملاء زماموش لم يرق للمستوى الذي يجعل الشارع الرياضي مرتاح بشأن الخروج بنتيجة إيجابية ضد المنتخب المغربي القوي حسب وصفه. ورغم وصول المنتخب المحلي للدور قبل النهائي وخروجه المشرف على يد تونس بضربات الحظ، إلا أن بطروني يرى أن المحليين لم يكونوا عند تطلعات الجماهير الجزائرية التي كانت ترغب في الفوز باللقب القاري بالنظر للسمعة الطيبة للخضر، وكذا الدعم الكبير الذي حظي به المنتخب في السودان. لا أستطيع تقييم الهجوم.. لأنه لا يوجد مهاجمون أكفاء وبخصوص تقييمه لأداء المهاجمين في الشان، وكذا مهاجمي الخضر المحترفين، فقد انتقد بطروني جميع الأسماء الحالية التي تنشط على مستوى الهجوم والتي فشلت في إقناع المتتبعين في مكانتها في الفريق الوطني. واعتبر المتحدث أن مشكل الهجوم الذي يطرح في كل مرة يلعب فيها الفريق الوطني راجع أساسا لتواضع المهاجمين. واعتبر صانع أفراح المنتخب سابقا أنه لا يوجد حاليا مهاجم يستحق حمل الألوان الوطنية عن جدارة واستحقاق، سواء في البطولة الوطنية، أو خارج الوطن نتاج التكوين السيئ للاعبين في مختلف الفئات العمرية. حيث يفتقد اللاعب الجزائري لأساسيات المهاجم الحقيقي الذي يحسن التعامل بشكل إيجابي مع المرمى ويقوم بجميع أدواره الأساسية في القاطرة الأمامية. المشكل ليس في المدرب فحتى غوارديولا لن ينجح مع لاعبينا الحاليين وأضاف بطروني أنه لو جئنا بأحسن اللاعبين في الجزائر حاليا واستقدمنا بمدرب برشلونة غوارديولا فإنه لن ينجح في العمل برفقتهم، لأنه لن يغير في شيء في لاعب تربى على أسس خاطئة في كرة القدم، حيث اعتبر أن المسؤولية لا يمكن توجيهها إلى إخفاق المدرب وسوء تسييره للقاءات، ما دام أنه لا تتوفر لديه العناصر الأساسية للنجاح. وبالتالي علينا مراجعة القرارات المتخذة بخصوص مستقبل المنتخب الوطني والكرة الجزائرية، وبداية بالعمل على تحسين جودة اللاعب المحلي. ورغم ظهور بعض المدارس الكروية حديثا كمدرسة بارادو ومدرسة إفتيسان بالحراش، إلا أن بطروني لا يعتبرها مدارس حقيقية، لأن المدرسة الكروية تعني أن اللاعب أو التلميذ يدرس صباحا ويتدرب مساء بشكل مستمر وهو ما لا يوجد حاليا في الجزائر. الإنجازات الأخيرة لا تعني أننا نملك فريقا قويا رغم نجاح المنتخب الوطني في العودة مجددا على المستوى القاري والعالمي بوصوله لنصف نهائي كأس إفريقيا للأمم بأنغولا 2010، وتأهله لأول مرة منذ 24 سنة لكأس العالم، بالإضافة لوصول المحليين للمحطة قبل الأخيرة من الشان، إلا أن نجم المنتخب السابق أكد ل”الفجر” أن هذه الإنجازات لا تعني بالضرورة أننا أصبحنا نملك فريقا قويا، وله مواصفات المنتخب القادر على المنافسة في كل المواعيد، لأن كل ما تحقق لم يأت بعمل قاعدي وسرعان ما ستنتهي الوصفة السحرية التي قدمها أنصار الخضر بحماستهم في أم درمان وتضيع في مهب الريح ولن يكتب لها الاستمرار، وتواضع نتائج المنتخب في بداية تصفيات كأس إفريقيا المقبلة دليل على ذلك، حيث أن هناك العديد من المنتخبات المغمورة التي تنجح في فترة معينة بسبب عوامل محددة، إلا أن نجاحها لا يستمر لمدة طويلة بسبب غياب العمل القاعدي، كما حدث مع اليونان التي نجحت في الفوز باليورو بفضل خطة دفاعية، لكن سلاحها لم ينجح فيما بعد.