أقدم أزيد من 500 مواطن من حي البرايدية، بالجهة الشرقية لبلدية هراوة، على غلق الطريق الوطني رقم 24، الرابط بين بلديتي عين طاية وهراوة، حيث أضرمت النيران في العجلات المطاطية مانعين عبور السيارات وحافلات نقل المسافرين. وحسب المحتجين، فإن مطالبهم هذه أصبحت محل سخرية لدى المجلس البلدي، فمنذ سنة 2007 وهم يراسلون “المير” لتسوية مطالبهم، غير أن مسؤولي البلدية لم يعيروهم أدنى اهتمام. هذا وقد نزل رئيس بلدية هراوة ونائبه إلى المحتجين بعين المكان للاستماع إلى طلباتهم ورفعها إلى المسؤولين، غير أنهم أمطروهما بوابل اللوم والشتم أمام مرأى من أعين رجال الدرك الوطني الذين سارعوا إلى إجلائه من وسطهم خوفا من التصعيد. وفي حديثهم ليومية “الفجر”، عبر جموع المحتجين عن استيائهم الشديد من البيروقراطية والعنصرية التي يمارسها أعضاء المجلس الشعبي البلدي لهراوة ضدهم، منذ توليهم مهام تسيير البلدية، حيث استفادت، حسبهم، كل أحياء البلدية من مشاريع تنموية لفك العزلة، إلا حيهم الذي لم يعرف معنى التقدم المتمثل أساسا في مرافق شبابية والصحة الجوارية ومسجد لعبادة الله وغيرها من المطالب. من جهته، فقد ذكر ممثل حي البرايدية أن أزيد من 450 سكنا بمختلف الصيغ استفاد منه بعض سكان الحياء المنتشرة عبر إقليم البلدية، إلا مواطني البرايدية فلم يستفد منها أحد. ويضيف محدثنا أن “رئيس بلدية هراوة علق قائمة الأحياء المستفيدة من أشغال التهيئة إلا اسم حي البرايدية لم يرد في القائمة. واليوم نسأل عن سر هذا الإقصاء المتعمد، ولا رجوع عن مطالبنا حتى ولو قضي علينا جميعا في سبيل أبنائنا”. وجاء على رأس لائحة المطالب التي رفعها سكان البرايدية، بناء مدرسة ابتدائية لأبنائهم الذين يعانون مشقة التنقل إلى أقرب مدرسة تبعد عن حيهم بثلاثة كيلومترات، توفير النقل المدرسي الذي استغلت فيه البلدية ثلاث حافلات للتضامن لنقل الرياضيين وحرمان التلاميذ من النقل إلى مدارسهم. وفي ذات السياق، فقد حمل المحتجون البلدية التسيير العشوائي للمطعم المدرسي، متهمين نائب رئيس البلدية، بن طبوش، الذي كان حاضرا وسط المحتجين لدراسة انشغالاتهم، بتحويل المرفق الذي أنجزته الدولة ليستفيد منه التلاميذ المعوزون إلى مطعم لعمال البلدية وبعض الأصدقاء من مؤسسات غير تربوية، إذ يتناولون فيه أشهى الوجبات وألذ الفواكه، فيما يتناول التلاميذ وجبات يقال عنها إنها لا تعطى حتى للحيوانات الضالة لخلوها من البروتينات والدسم، إلا أن نائب رئيس البلدية كذب ادعاءهم، ما دفع المحتجين إلى صب جام غضبهم عليه وطرده من ميدان الاحتجاج، متوعدين بالاستمرار في المطالب، وإن تحتم الأمر فإنهم ينتقلون بالمئات من الحي إلى وسط البلدية التي أصبحت ملكية خاصة، حسب قولهم.