اتسعت، زوال أمس، رقعة أحداث الشغب ببلدية برج الكيفان، ففي حي بن مراد تظاهر أزيد من ألفي شاب، حيث أضرموا النار في العجلات وقطعوا بها الطريق الوطني رقم 24، كما قام المحتجون برشق الحجارة على مقر الأمن الحضري بحي فايزي، حيث هشم زجاج سيارات الشرطة، كما أصيب شرطي بجروح طفيفة على مستوى الرجل. وقد اشتبك الرافضون لهذا الوضع الاجتماعي المتدني مع أعوان الأمن العمومي وقوات مكافحة الشغب التي حاولت تفريق المتظاهرين بالغازات المسيلة للدموع. وغير بعيد عن برج الكفيان، خرج مئات المواطنين ببلدية برج البحري شرق العاصمة بقطع الطريق الوطني رقم 24 الرابط بين عين طاية وبرج الكيفان، وقال بعض محركي هذه الانتفاضة الشعبية ليومية “الفجر” إنها “وليدة مظاهرات أكتوبر 1988 أو ديسمبر 1960 بل هي أقوى وأشد حدّة من سابقتيها، إذا لم تنظر الدولة في لائحة مطالبنا وعلى رأسها التشغيل السكن وتحسين ظروف المعيشة”. وبعد قطعنا مسافة 20 كيلومترا مشيا على الأقدام إلى أن وصلنا إلى بلدية عين طاية التي غطت فضائها غيمة سوداء من دخان النيران التي أضرمها الغاضبون في العجلات المطاطية وحاويات القمامات المصنوعة من البلاستيك، حيث شلت كل المسالك المؤدية إلى عين طاية وسط وبرج البحري والمرسى والرويبة، ما أجبر بالمواطنين الغرباء عن الأحياء الاحتماء عند بعض العائلات في بيوتهم حتى ساعات متأخرة من الليل وذلك مباشرة بعد إخماد النيران وتفرق المتظاهرين. وفي بلدية هراوة فقد اتفق المتظاهرون على كلمة واحدة رددوها وهم يشعلون النيران وسط الطريق الرابط بين عين طاية والرغاية “بركات.. بركات .. لمعيشة راهي اغلات”. ومن الملاحظ، فإن هذه الأحياء المذكورة ببلدية عين طاية وهراوة لم تدخلا الشرطة في تفريق المتظاهرين ما شجع بعض الوجوه الشبانية الغربية عن الأحياء الغاضبة لصبّ الزيت على النّار لتغذية غضب مواطنيها قبل أن يغذوا النيران بالعجلات المطاطية في الطرقات.