قال أندرس فوج راسموسن، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، إن العالم لن يسمح لنظام الزعيم الليبي معمر القذافي بالاستمرار في مهاجمة القوات المعارضة للحكومة دون محاولة لردعه. وقد لعب حلف الأطلسي حتى الآن دورا حذرا في الأحداث الدائرة في ليبيا، حيث طلب من مسؤوليه وضع خطة لتحرك عسكري محتمل في البلاد، غير أنه يصر على أنه سيستخدم قواته فقط في حال نال تفويضا صريحا من مجلس الأمن الدولي بذلك وقال راسموسن: "يراقب المجتمع الدولي الموقف عن كثب، وفي حال واصل القذافي وجيشه مهاجمة الشعب الليبي بشكل منتظم، فلا أتخيل أن يقف المجتمع الدولي والأممالمتحدة مكتوفي الأيدي". ودعت حركة المعارضة الليبية الوليدة بالفعل القوى الدولية إلى فرض منطقة حظر طيران في سماء البلاد من أجل الحيلولة دون قيام القوات الجوية الموالية للعقيد القذافي بشن غارات ضدهم. ودعا راسموسن إلى توخي الحذر قائلاً إن عملية كهذه تتطلب إمكانيات عسكرية ضخمة. وكانت آخر مرة يقوم فيها الحلف بفرض منطقة حظر طيران، عام 1999 في كوسوفو حيث نفذ 38 ألف طلعة جوية خلال 78 يوما. في الوقت ذاته، قال راسموسن إنه يعتقد بأن "أي عملية للناتو ستتم وفقا لتفويض من الأممالمتحدة، وأعلم حقيقة أن تفويض الأممالمتحدة الحالي لا يسمح باستخدام القوة المسلحة". ومن جانبه قال السفير الأمريكي لدى الحلف، إيفو دالدير، للصحفيين في مؤتمر عبر دائرة تليفزيونية مغلقة، إن إقامة منطقة حظر جوي في سماء ليبيا سيكون لها "تأثير محدود" في إسقاط مروحيات عسكرية تحلق على مستوى منخفض تستخدمها قوات القذافي، مضيفا أن الأنشطة الجوية الليبية تناقصت منذ الأسبوع الماضي. وأضاف بأن "النشاط الجوي بأكمله لم يكن عامل الحسم في الاضطرابات الجارية. هناك بالفعل عوامل أخرى تحدد ما يحدث على الأرض". وأشار دالدير إلى أن الناتو كثف من مراقبته للأحداث في ليبيا من خلال طائرات (أواكس) التي زادت من نشاط عملها من عشر ساعات يوميا إلى 24 ساعة ليكون لديه "صورة أفضل لما يحدث بالفعل في هذا الجزء من العالم". ومن المقرر أن يلتقي وزراء دفاع حلف الأطلسي في بروكسل، يومي الخميس والجمعة المقبلين. وكان الاجتماع مقررا منذ شهور لمناقشة قضايا الإصلاح، لكن يتوقع الآن أن يناقش الاجتماع الموقف في ليبيا. وقال راسموسن: "سيدرسون كيفية قيام الحلف بعمل المزيد من أجل مساعدة شركائنا في شمال إفريقيا والشرق الأوسط الأوسع خلال فترة الانتقال هذه إذا ما أرادوا ذلك".