استعرض، مساء أول أمس، بالمركز الثقافي الفرنسي بالجزائر، كل من علي ديلام، ووجان بلانتو، تجربتهما الشخصية في عالم الكاريكاتير، موضحين أوجه التشابه والاختلاف بينهما على مستوى حرية التعبير التي يتمتع بها هذان الثنائيان في الوسط الجزائري والفرنسي، حيث ينشر الأول أعماله في يومية “ليبيرتي” الجزائرية، أما الثاني فيعرض أعماله بيومية “لوموند” الفرنسية قال جان بلانتو، إنه طوال مسيرته في عالم الصحافة لم يحظ بهامش الحرية الذي يتمتع بها صديقه وزميله ديلام، خاصة أنه يرى أن هذا الأخير لا يتلقى الضغوطات التي تمارس عليه في الوسط الإعلامي الفرنسي، واستعرض المتحدث تجربته الخاصة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي اشتكاه في عديد المرات إلى مسؤوليه بجريدة لوموند، من جراء الرسومات التي تعرض فيها لسياسته. وفي هذا الصدد، أوضح الرسام أنه على الرغم من العراقة التي تتمتع بها الجريدة إلا أنها تمارس في الكثير من الأحيان رقابة صارمة ضد ما ينشر لديها من مواضيع ورسومات تنتقد أجهزة الدولة، وتصنفها في خانة غير المقبولة سياسيا.. وأضاف مخاطبا ديلام:”أنت تستطيع أن تنتقد رئيسك أما أنا فلا يمكنني فعل ذلك”. من جانبه، استعرض علي ديلام بداياته الأولى في عالم الكاريكاتير الذي بدأه في يومية “الجزائر الجمهورية”، وكيف جال وصال في العديد من اليوميات وصولا إلى تجربته المتميزة اليوم في يومي”ليبيرتي”، مرورا بأهم المراحل التي عرفتها هذه التجربة في الجزائر التي شهدت تحولات كثيرة منذ ذاك الحين إلى اليوم. كما نوه المتحدث بالرقابة الصارمة التي تعرضت لها أعماله في فترة من فترات حياته العملية، دون أن ينسى التطرق إلى أهم الأعمال التي ندم على تقديمها، خاصة تلك التي تناول فيها بعض الشخصيات الثقافية والفنية والسياسية في الجزائر. وفي سياق حديثه عن الأحداث التي تمر بالمنطقة العربية اليوم، والتي أدت إلى سقوط بعض أنظمة الحكم، وكذا المظاهرات التي شهدتها الساحة الجزائرية في الأسابيع القليلة الماضية، قال ديلام إن هناك اختلافا كبيرا بين المظاهرات التي أقيمت في تونس ومصر وبعض الدول العربية الأخرى وبين ما تم الدعوة لإقامته في الجزائر التي غاب عنها صوت الشباب.. لهذا فشلت تلك المظاهرات. ونوه المتحدثان أن فن الكاريكاتير هو بارومتر حرية التعبير في أي وسط إعلامي، مهما كان حجم الرقابة المفروضة على الإعلام هناك، ولعل هذه النقطة هي التي جعلتهما يواصلان تسليط الضوء على مختلف القضايا المحيطة بهما في قالب هزلي ساخر، في كل مرّة، وهو ما قدماه طوال الأيام القليلة الماضية، أين جاب الفنانان كل من ولاية وهران ، قسنطينة والعاصمة قدما من خلالها نظرة شاملة عن فن الرسم الكاريكاتوري، وسلطت هذه اللقاءات التي بادرت جمعية “مؤسسة الرسوم الكاريكاتورية من أجل السلام“، بالشراكة مع سفارة فرنسابالجزائر، الضوء على موضوع “الرسم الكاريكاتوري انزلاق تحت الرقابة”.