الكاريكاتير هو بارومتر حرية التعبير قال رساما الكاريكاتير الشهيران جان بلانتو الرسام بجريدة لوموند الفرنسية و علي ديلام رسام ليبرتي الجزائرية أن الرسم الكاريكاتوري يعتبر معيارا لقياس درجة حرية التعبير و بارومتر لمعرفة مدى حرية التفكير في أي بلد و لكن الرسم يخضع لمحددات منها الرقابة الذاتية و واجب احترام الآخرين و معتقداتهم و الأخلاق العامة. رسام جريدة لوموند بلانتو الذي يعتبر مدرسة في الميدان قال بتواضعه الطفولي أنه يتعلم أحيانا من علي ديلام و يتساءل حين يرى رسوماته كيف لم تخطر بباله الأفكار التي يعبر عنها رسام ليبرتي المثير للجدل. بلانتو قال أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إشتكى منه لمسؤولي جريدة لوموند و خاصة أنه يرسمه محاطا بالذباب و كلما تزايد عدد الذبابات في الرسم زاد سخط نيكولا ساركوزي و ذات يوم بوساطة من إدارة جريدة لوموند تم الإتفاق على رسم ثلاث ذبابات، و حين رسم بلانتو ساركوزي محاطا بأربع ذبابات سخط الرئيس الفرنسي و اتصل يحتج على خرق الاتفاقية مع بلانتو. الرسام أوضح أن جريدة لوموند العريقة تمنع أحيانا نشر رسوماته و أن خطوطا حمراء لا ينبغي تجاوزها تقف في طريقه لأنها تصنف في خانة غير المقبول سياسيا، بينما الكاريكاتير في الصحافة وسيلة للتعبير كغيرها و كالمواضيع الصحفية التي توضحها الرسومات و تعبر عنها للقارىء بشكل مختلف لا أكثر. ديلام من جانبه سرد بداياته في جريدة الجزائر الجمهورية مع المرحوم سعيد مقبل و كيف كان رسمه الأول لرئيس الجمهورية آنذاك الشاذلي بن جديد حينما عبر عن شغفه برياضة التنس. ديلام لدى حديثه عن الممنوعات قال أنه يصبح أصوليا عندما يتعرض رسام كاريكاتير للرسول محمد و قد عبر عن موقفه هذا للرسام الدانماركي الذي نشر الصور المسيئة للرسول، لأنه لا يرى مدى النضال من أجل حرية التعبير حينما يتعرض رسام في الدانمارك بعيد كل البعد عن المعاني التي تحملها الإساءة للرسول للموضوع و قال أنه حينما كان الرسم الذي أثار زوبعة عبر العالم قد اساء لوالدته فهم لماذا يغضب المسلمون من الرسام الدانماركي دون ان يعني ذلك بالمقابل القيام بأعمال عنف بسبب تلك الرسومات لأن الذين راحوا ضحايا ردود الفعل تلك كانوا أبرياء من فقراء الدول الإسلامية. ع.شابي