طالبت المعارضة البحرينية بضرورة اتخاذ بعض الإجراءات لإنجاح الحوار الوطني الذي دعا إليه ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة، أهمها إقالة الحكومة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتحييد الإعلام الرسمي لتخفيف الاحتقان الطائفي. لكن القوى القريبة من الحكومة قالت إن الوضع لا يحتمل تقديم أي شروط مسبقة. وقال الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، الشيخ علي سلمان “إنه إذا كانت السلطة جادة في إنجاح الحوار مع مختلف القوى السياسية فيجب أن يكون ذلك من خلال مجلس تأسيسي منتخب ومن دون الالتفاف على المطالب الشعبية”. وأضاف سلمان -خلال حلقة حوارية، بثت مساء الخميس على قناة الجزيرة مباشر- أن هناك آلية معتمدة لدى دول العالم سارت عليها الثورات التي حصلت في تونس ومصر وتحصل حاليا في ليبيا، وهي اللجوء لمجلس تأسيسي منتخب لكتابة دستور جديد نابع عن إرادة شعبية. واعتبر علي سلمان أن الحوار الذي دعا له ولي العهد ليس له مدخل ولا مخرج وبالتالي فإن المشاركة فيه ستؤدي إلى أزمة حقيقة وسيتفاقم الوضع بسبب غياب الآلية الواضحة للمشاركين فيه، إضافة إلى غياب مرجعية يحتكم إليها المتحاورون عند الاختلاف أو آلية التصويت فيه، وكذلك عدم وضوح أجندة هذا الحوار أو سقفه الزمني. وأكد سلمان أن المطالبة بمجلس تأسيسي لا يهز من شرعية النظام الحاكم أو من أسرة آل خليفة، مطالبا بالإسراع في تنفيذ المطالب السياسية التي رفعتها الجمعيات المعارضة. وأعرب علي سلمان عن أمله أن يتفهم العاهل البحريني مبكرا مطالب الشعب والاستجابة لها، داعيا في الوقت نفسه العائلة الحاكمة لتقديم مزيد من التنازلات. وبدوره، أكد عضو مجلس الشورى البحريني صلاح علي أن الحوار الوطني ينبغي أن تشارك فيه جميع الطوائف والتوجهات السياسية، مطالبا بوضع جدول زمني وآلية عمل والاتفاق على تقديم التنازلات من جميع الأطراف. وأضاف “أن ما يطرحة شباب دوار اللؤلؤة يتقاطع مع ما يطرحه شباب ساحة الفاتح، ولكن لا أحد يستطيع أن يتحدث باسم الشعب البحريني”. وأوضح صلاح علي أن المرحلة التي تعيشها البحرين في الوقت الحاضر تتطلب تقديم المصلحة الوطنية وتقديم تنازلات للخروج من ما وصفه بالمأزق، ورفض وضع شروط مسبقة قبل بدأ الحوار. ورأى أن هناك دستورا قائما بعد ميثاق العمل الوطني الذي جاء بعد التوافق عليه وبالتالي يمكن أن تجرى عليه إصلاحات دستورية تؤدي إلى صلاحيات أكبر لمجلس النواب. وقال عضو الشورى البحريني إن الطريق الأفضل حاليا هو الجلوس إلى طاولة الحوار الوطني من دون تأخير، واصفا الحوار المقترح بالصناعة البحرينية، وقال إنه مدعوم عربيا ودوليا وإنه سيؤدي إلى خلق مرحلة جديدة من الإصلاحات.