يعتصم آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة في دوار (ساحة) اللؤلؤة التي أضحت رمزا لقضيتهم مع عودة الهدوء ودعا البعض أمس الأحد لتغيير سياسي فوري بينما يأمل آخرون بإجراء محادثات لتسوية الأزمة. وبدأ البعض يطلق على دوار اللؤلؤة "دوار الشهداء" إحياء لذكرى أربعة أشخاص قتلوا حين شنت شرطة مكافحة الشغب هجوما - خلال الليل ضد محتجين اعتصموا هناك - لإخلاء المكان. ويوم السبت تدفق المحتجون عائدين إلى دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة بعد أن أصدر ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة أوامره بسحب قوات الجيش والمدرعات من الدوار وقال أنه سيقود حوارا وطنيا بعد اضطرابات أسفرت عن سقوط ستة قتلى. وهتفت امرأة "لن نجلس مع قتلة. لا للحوار." فيما قام مواطنون بتوزيع خبز وفاكهة وعصير. والى جانب إقامة مركز طبي وقسم للمفقودات يجري تنظيم الخيام ووضع مراحيض متنقلة. ويمثل شيعة البحرين 70 في المئة من السكان ويشعرون بأنهم لا يشاركون في صنع القرار ويشكون من معاملة غير عادلة فيما يتعلق بالحصول على الوظائف الحكومية والإسكان. ويعد البرلمان المنتخب منذ سبعة أعوام صمام أمان ويستخدم الحكام ثروة النفط لتهدئة شكاوي الشيعة. ويتوقع أن تقدم المعارضة البحرينية مطالب لولي العهد. وكررت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيعية مطلبها بإقامة نظام ملكي دستوري وحكومة منتخبة بشكل مباشر. وقال مصدر بالمعارضة طلب عدم نشر اسمه لرويترز أن المعارضة تريد سحب قوات الأمن والإفراج عن المعتقلين السياسيين وإجراء محادثات بشأن وضع دستور جديد. وقال ولي العهد في حديث مع شبكة سي.ان.ان الإخبارية عن الحوار مع المعارضة "جميع الأحزاب السياسية في البلاد جديرة بان يكون لها صوت على المائدة" وأضاف أن ملك البحرين كلفه بأن يقود الحوار وبناء الثقة مع جميع الإطراف. وعلن الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية المعارضة الشيخ علي سلمان السبت أن "قرار الحوار مع الحكم ليس قرار الوفاق وحدها بل قرار القوى السياسية" مشددا على ضرورة توفير الظروف الملائمة لإنجاح هذا الحوار. وقال سلمان بعد لقاء للقوى السياسية قبل قليل من عودة آلاف المتظاهرين إلى دوار اللؤلؤة "أن القوى السياسية المعارضة مصرة على ضرورة السماح للمتظاهرين بالعودة إلى دوار اللؤلؤة والسماح بحرية التعبير بعيدا عن تدخل قوات الأمن". وبشأن الدعوة إلى الحوار التي وجهها ولي العهد الأمير سلمان بين حمد آل خليفة، قال الشيخ علي سلمان الذي تمثل جمعيته التيار الشيعي الرئيسي في البحرين "أن الحوار يحتاج لتوفير فرص النجاح وبالتالي لا بد من ضمانات كي لا يتحول إلى مجرد استهلاك للوقت بل يقود إلى ثمار حقيقية" حسب تعبيره. واعتبر سلمان أن "إعلان خطوات للإصلاح" و"استقالة الحكومة شرط أساسي لأنها جزء من المشكلة وأثبتت فشلها في الوفاء بمتطلبات الناس المعيشية"، مضيفا "الحكومة جزء من المشكلة وبالتالي لن يكون هناك انسجام في الحوار معها".