ارتفع متوسط سعر النفط الأسبوعي لمنظمة الدول المصدرة للنفط “الأوبك” إلى 110.29 دولار للبرميل الأسبوع الماضي، وذلك حسب التقرير الأسبوعي للمنظمة، وبالتالي فإن أسعار “الأوبك” لاتزال مرتفعة حتى الآن للأسبوع الرابع على التوالي ويعتقد المحللون أن هذه الجولة من الارتفاع المستمر فى السعر ليست مدفوعة بتغيرات كبيرة فى العرض والطلب فى سعر النفط، ولكنها نتيجة المضاربات فى السوق التي غذتها الاضطرابات فى شمال إفريقيا والدول العربية، ومعظمها من الدول الأعضاء فى المنظمة. وأصبحت الاضطرابات فى ليبيا وعدم الاستقرار فى السعودية، العنصر الرئيسي فى المضاربات فى سوق النفط العالمي. وتعمل المخاوف بشأن أمن الإمدادات المستقبلية للنفط الخام على ارتفاع أسعار النفط، بيد ان الوضع الفوضوي فى شمال إفريقيا والشرق الأوسط لم يتفاقم منذ نهاية الأسبوع الماضي، ما يعمل على هدوء تكهنات السوق. وعلاوة على ذلك، تعمل أيضا بعض عمليات جني الأرباح للشركات المستثمرة فى النفط الخام على وقف سعر النفط عند حد معين، وبالإضافة إلى ذلك يؤثر الزلزال القوي الذي ضرب اليابان، والذي سيضر باقتصادها بشكل كبير ويؤدي الى انحدار كبير فى استهلاك النفط، على علاقة العرض والطلب فى سوق النفط الدولية، خاصة أن اليابان تعد ثالث أكبر مستهلك للنفط الخام على مستوى العالم، حيث يبلغ استهلاكها من النفط الخام 4.37 مليون برميل كل يوم أو 5.22 فى المائة من إجمالي الاستهلاك العالمي للنفط الخام. وتعد أيضا رابع أكبر دولة لتكرير النفط فى العالم، حيث تصل قدرتها اليومية فى معالجة النفط الخام الى 4.62 مليون برميل، وبالتالي فإن استهلاكها من النفط يعتمد تماما على الواردات. وقد أظهرت التقارير الصحفية أن تسونامي اليابان، الذي وقع فى الأسبوع الماضي نتيجة الزلزال، أدى الى إغلاق 5 معامل لتكرير النفط، يصل إجمالي قدرتها الى ربع إجمالي قدرة التكرير فى اليابان.