ونزل برميل النفط في بورصة نيويرك وآسيا عن 36 دولارا ليصل إلى أدنى مستوياته فيما يربو على أربع سنوات مع غلبة تباطؤ الاقتصاد العالمي على تخفيضات قياسية في معروض منظمة أوبك. وذكر المحللون في الشؤون النفطية أن تواصل انخفاض الأسعار بأكثر من 75 فى المائة مقارنة مع الأسعار القياسية التى بلغت 147 دولار منذ 5 أشهر، حيث ما تزال سوق الطاقة تشهد انكماشا مستمرا فى الطلب العالمى رغم تقليص إنتاج أوبك بنحو 2ر4 مليون برميل / يوم خلال العام الجاري. واعتبر الخبراء فشل إقرار أكبر خفض ب 2ر2 مليون برميل نهاية الأسبوع المنصرم لإمدادات أوبك بوهران بداية جانفي 2009 في وقف هبوط الأسعار بالأسواق، علامة أخرى على تفاقم حدة المخاوف المتزايدة بشأن ركود الطلب الاستهلاكي والصناعي وسط انحسار نمو الاقتصاد العالمي. وقال تاو دونغ الاقتصادى الكبير المتخصص فى الشؤون النفطية للصحيفة الصينية ''أوراق شانغهاي المالية''، إن قدرة أوبك بشأن الهيمنة على سوق النفط العالمية تزداد ضعفا، نظرا للتداعيات الكبيرة لأموال المضاربة الدولية التى يعتقد بعض المحللين أنها تعد سببا رئيسيا للتقلبات الحادة فى أسعار النفط. وأضاف المصدر أن العرض والطلب فى سوق البترول لم يعد من أهم عوامل التأثير على أسعار النفط، وأن تراجع أسعار النفط الحالية يعد غير طبيعي وقد يؤدى إلى إثارة أزمة مالية داخلية في البلدان المنتجة له. وتوقع محللون في السوق حدوث عجز فى ميزانيات 11 بلدا من أصل 13 عضوا فى أوبك حاليا قبل أن تنحسب أندونيسا مطلع العام الداخل، بالإضافة إلى منتجين كبار آخرين مثل روسيا والمكسيك مع وصول سعر برميل النفط إلى 40 دولارا للبرميل. وأثار قرار أوبك ردا سلبيا فى الدول المستهلكة للنفط وبدرجة كبيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر المستهلكين، حيث أعربت على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض تونى فراتو عن شكوكها فى نية أوبك نحو تحقيق أهداف المنظمة استجابة للتحول العالمي، داعيا الدول المصدرة إلى الالتزام بضخ إمدادات كافية فى السوق والأخذ فى الحسبان سلامة الاقتصاد العالمى. ويحرص وزراء الدول المستهلكة على وقف التقلبات الحادة في الأسعار من دون أن يعنى ذلك الرغبة فى ارتفاع جديد للأسعار، خصوصا فى ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة. ومن جانب آخر، أكد محللون فى السوق أنه من المؤكد أن تنتعش أسعار النفط خلال الشهرين المقبلين، إذا تم تنفيذ قرار أوبك لخفض الإنتاج بشكل جدي، لأن شهري ديسمبر الجاري وجانفي المقبل يعدان ذروة الموسم التقليدى للطلب على النفط. وتوقع فيل فلاين محلل شؤون الطاقة في مؤسسة السمسرة أن تكون أسعار النفط الخام بمستوى يتراوح بين 25 و50 دولارا للبرميل في العام .2009