أظهر تحقيق أجراه المركز الوطني للدراسات والتحاليل الخاصة بالسكان والتنمية، أن الجزائر صنفت ضمن البلدان العربية الأقل استهلاكا للمخدرات، حيث لا تتعدى نسبة انتشار القنب الهندي 0.6 بالمائة. وحسب المناطق الجغرافية الكبرى، فإن الجنوب الكبير ورغم ضعف الكثافة السكانية، فقد سجل به أكبر انتشار لاستهلاك المخدرات والمهلوسات. وتتمثل المنطقة التي تأتي في المركز الثاني في الناحية الغربية متبوعة بالمنطقة الشرقية، في حين أن منطقة الوسط هي المنطقة التي أحصت أقل عدد من مستهلكي المخدرات، حسب نتائج التحقيق. وبلغ عدد مستهلكي المخدرات بالجزائر من الفئة التي تتراوح أعمارها بين 20 و39 سنة أكثر من 180 ألف شخص، من مجموع ما يفوق 300 ألف شخص، كما أظهر ذات التحقيق أن أكثر من 90 ألف مستهلك للمخدرات ممن تبلغ أعمارهم أو تفوق 40 سنة، بينما تتراوح أعمار أكثر من 24 ألفا ما بين 16 إلى 19 سنة، فيما تعدى عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و15 سنة ثلاثة آلاف شخص. كما كشف التحقيق بأن نسبة 15.04 بالمائة من المستجوبين صرحوا بأنهم عرفوا أشخاصا تناولوا المخدرات في الشوارع مقابل 2.40 بالمائة في الأوساط الجامعية أو المدرسية، في حين أن 1.05 بالمائة صرحوا أنهم شهدوا أشخاصا يتناولون المخدرات في أوساط العمل. وكشف التحقيق أن نسبة 53.29 بالمائة من الأولياء يفضلون الحوار مع أولادهم المدمنين على المخدرات و10.18 بالمائة يعتقدون أنه من الأفضل استشارة مختص و7.85 بالمائة فقط يفضلون المستشفى. أما بخصوص السلوك الواجب اتباعه مع المدمنين، فقد اقترح 56.82 بالمائة من الأشخاص المستجوبين العلاجات الملائمة كسلوك يجب اتباعه، فيما اقترح 22.58 بالمائة مساعدة هذه الفئة، بينما دعا 14.40 بالمائة فقط إلى العقوبة أو السجن. وتشير التصريحات، حسب مجموعات العمر، إلى النتائج التي تشجع المساعدة والعلاجات بدل القمع وهذا مهما كانت فئة عمر المستجوب. وأثناء التطرق إلى مصادر المعلومة المفضلة، أبرز التحقيق أن التلفزيون يشكل المصدر الأساسي الذي يمكن من الإعلام حول المخدرات بنسبة 35.20 بالمائة من التحقيقات، مقابل 19.83 بالمائة أشاروا إلى الطبيب و6.79 العامل الاجتماعي. أما المصادر الأخرى المقترحة فهي موزعة بين الأنترنت والشرطة والإذاعة والمدرسة والجامعة والصحافة والعائلة والمسجد والأصدقاء والجيران. وأنجز التحقيق الطبي الوطني والشامل حول انتشار المخدرات من طرف المركز الوطني للدراسات والتحاليل الخاصة بالسكان والتنمية، بطلب من الديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان عليها خلال الفترة الممتدة من نهاية 2009 إلى بداية 2010 على عينة متكونة من 9240 عائلة موزعة على 46 ولاية. وتميز استثمارات الأسئلة أربع فئات للسكان الذين تتراوح أعمارهم بين 12و15 سنة وبين 16 و19 سنة وبين 20 و39 سنة وفئة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة.