81 قضية استهلاك للمخدرات بالمدارس أمام العدالة تكشف تحقيق أجرته الهيئة الوطنية لترقية الصحة "فورام" تزايد عدد مستهلكي المخدرات في الجزائر، وقالت الدراسة التي كشف عنها أمس رئيس الهيئة الدكتور مصطفى خياطي خلال منتدى يومية "المجاهد" أمس، أن ظاهرة تعاطي المخدرات بين الشباب والبطالين وحتى الطلبة في الأحياء الجامعية تعرف توسعا مشيرا بان الظاهرة أصبحت لا تقتصر على المناطق الغربية للبلاد كما كان الحال في السابق، بل امتدت إلى مناطق الوسط والشرق، والتي تزايد فيها حالات الإدمان على مختلف المواد المخدرة والحبوب المهلوسة .قال رئيس الهيئة الوطنية لحماية وترقية الصحة البروفيسور خياطي إن تعاطي المخدرات في بلادنا أخذ منحذى كبيرا خلال السنوات الأخيرة، مبرزا أن الآفة أصبحت ظاهرة خطيرة بالنظر إلى النتائج التي سجلتها المصالح المعنية بمكافحتها حيث تم خلال السنة الفارطة حجز 94 طنا من هذه المادة التي تهدد حياة ومستقبل الشباب.وقد عرض البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس "فورام" تفصيل التحقيق الذي أجرته الهيئة خلال الفترة بين 10 مارس و 31 ماي 2010. والذي شكل عينة تضم 11156 شخصا عبر 10 ولايات هي الجزائر العاصمة ، بجاية ، تيزي وزو ، المسيلة ، بومرداس ، الشلف، الوادى ، البويرة وورقلة. وبالنسبة للعاصمة شمل التحقيق ثلاثة مراكز جامعية، بما في ذالك الاحياء الجامعية، وقد تم تحديد ثلاث مجموعات : الطلبة بنسبة 43 من العينة والعمال بنسبة 35 بالمائة والعاطلين عن العمل 22 بالمائة. وبحسب رئيس "فورام" فانه من بين إجمالي الأشخاص الذين شملهم التحقيق، فان 4208 يعترفون بأنهم استهلكوا مخدرات باستخدام أي بنسبة 37.71 بالمائة. وهو نفس النسبة المسجلة خلال الدراسة التي أجراتها الهيئة قبل ثلاث سنوات بالمنطقة الغربية للبلاد، وأشار البروفيسور خياطي. بأن أكثر من نصف مستهلكي المخدرات هم عاطلين عن العمل، بحيث اظهر التحقيق أن 56 بالمائة من المدمنين لا يشغلون أية وظيفة، بينما بتعاطي قرابة 34 بالمائة من الطلبة يستهلكون المخدرات خاصة في الاحياء الجامعية، بحيث تشير الدراسة أن 73 بالمائة من الطلبة الذين يتعاطون المخدرات مسجلين في المراكز والإحياء الجامعية الواقعة شرق العاصمة على غرار باب الزوار ودرقانة من الطلاب تعاطي المخدرات بما في ذلك 73.50 ? في المجمع الجامعي شرقي الجزائر العاصمة. وأشار التحقيق أن القنب هو النوع الأكثر استهلاكا بين المخدرات بنسبة 70 بالمائة، بينما يتناول 22 بالمائة من الطلبة مضادات الاكتئاب وما شابه ذلك. وتعرف هذه الحبوب رواجا بين الفتيات بنسبة 47 بالمائة، مقابل 35 بالمائة بين الرجال.وبحسب التحقيق فإن 67 من المستجوبين يعترفون أن المخدرات مضرة بالحصة، في حين أن 15 بالمائة من العينة التي شملها التحقيق يعتقدون أن للمخدرات فوائد لهم ومناسبة، بينما يعتبر 15 بالمائة من الطلبة بأن استهلاك المخدرات هو محاولة للهروب من الأمر الواقع، إذ يعتبرون أن استهلاك المخدرات هو وسيلة لمعالجة مشاكلهم أو على الأقل نسيانها.وفيما يتعلق بدرجة الإدمان ووتيرة الاستهلاك، يظهر المسح أن 23 بالمائة من مستهلكي المخدرات بشكل عام يتعاطونها بشكل دائم، وهو ما يضعهم في خانة المدمنين. ولوحظ أن أعلى معدل للإدمان هي في أوساط العاطلين عن العمل بنسبة 60 بالمائة. وبحسب الدراسة فإن غالبية المستهلكين يفضلون استهلاك المخدرات ضمن مجموعات تأو بين الأصدقاء. وعن كيفية الحصول على المال لشراء هذه المخدرات، أثبتت الدراسة مسؤولية الآباء بنسبة كبيرة في حالات الإدمان، بحيث يظهر التقرير، أن 42 بالمائة من المستهلكين يحصلون على المال عبر الأولياء، وهو ما لوحظ بين الطلبة حيث تصل النسبة إلى 75 بالمائة، بينما يعترف 9 بالمائة من العاطلين أنهم يحصلون على المال لشراء المخدرات من خلال عمليات السرقة والسطو على بعض الممتلكات.وفيما يتعلق بالمكانة الاجتماعية لمستهلك المخدرات، يظهر المسح أن تعاطي المخدرات لا يقتصر على فئة معينة. بل يمس جميع الطبقات الاجتماعية. كما تشمل الظاهرة المدن الكبرى والقرى النائية على حد سواء دون استثناء، ويعتقد "الفورام" بأن المخدرات تحولت في الفترة الأخيرة إلى "مصدر للتسلية والهاء عن المشاكل التي تواجه بعض الأشخاص"، مشيرا في الوقت ذاته إلى تزايد معدلات الاستهلاك بين النساء. وهو ما دفع المنظمة إلى "دق ناقوس الخطر" والمطالبة بوقف المعالجة الطبية للمدمنين في المراكز والتحول إلى أنظمة علاجية أخرى بديلة ومنها المعالجة النفسية، مشيرا بان المعلومات حول الظاهرة لا تزال "غير كافية" وهو ما يزيد من صعوبة مواجهتها، مشيرا انه بالرغم من التقدم الذي تحرزه مصالح الأمن في حملاتها ضد مروجي المخدرات، إلا انه اعتبر أن الحل يبقى ناقص بسبب نقص الفعالية على مستوى التوعية والوقاية من هذه الآفة.وأشار في السياق ذاته، إلا أن مصالح الأمن تمكنت خلال الربع الأول من عام 2010، من حجز أزيد من 10 أطنان من الحشيش وأزيد من 1648 من نبتة الأفيون، في الجنوب الغربي للبلاد، مضيفا انه خلال شهر ماي الماضي فقط ، تم حجز أزيد من 800 كيلوغرام من القنب الهندي، توقيف 245 شخصا بتهمة الاتجار بالمخدرات، وقال أن التقارير الأمنية الخاصة بالعام الفارط، تشير إلى مصادرة 74 طنا من المخدرات وسجن 10 ألاف شخص بتهمة حيازة وبيع المخدرات، بينما يوجد 310 أشخاص ضمن المطلوبين.