كشف الفنان والممثل المسرحي علي جبارة في حديث جمعه مع” الفجر”، أن الواقع المرير الذي يمرّ به الفنان الجزائري في مختلف التخصصات، جعلته يبادر إلى إنشاء نقابة مستقلة تعمل على إسماع صوت الفنان لدى الجهات المعنية، وكذا إيصال معاناته إلى القائمين على الثقافة آملين أن يجدوا آذانا صاغية واستطاعت هذه النقابة حسب المتحدث في ظرف وجيز أن تستقطب اهتمام 1400 فنان من ثماني ولايات فقط، ما يعكس تعطّش نشطاء الحركة الثقافية في الجزائر إلى هيئة تدافع عن حقوقهم وتنقل انشغالاتهم للجهات الوصية وتعمل على إيجاد حلول ناجعة وآليات حديثة للنهوض بشتى صنوف الفن، بعيدا عن لغة التسويف والوعود الجوفاء، التي طالما سمعوها. ويضيف جبارة أن مشاكل الفنان في الجزائر لا حصر لها لا سيما في الوقت الحاضر، مؤكدا ما تضمّنته إرسالية الاتحادية الوطنية للفنانين الجزائريين إلى وزيرة الثقافة في هذا الشأن، من أن الجزائر شهدت في السنوات الأخيرة أحداث ثقافية كبرى محليا ودوليا، وكسرت إلى حد ما العزلة الثقافية التي كانت تعيشها، لكن العزلة والتهميش انتقلتا إلى الفنان وأصبح يعاني منهما أكثر مما كان يعانيه في سنوات النار والدمار، منهم من قضى نحبه في صمت ومنهم من اغتيل معنويا إثر ممارسات متسلطة ومفضوحة يقوم بها جل القائمين على القطاع. ويؤكد علي جبارة كرئيس لاتحادية الفنانين أن الاعتمادات المالية المرصودة للتظاهرات الثقافية أصبحت تحرك أطماع الدخلاء على الفن والثقافة، من الوصوليين الذين لا هم لهم سوى تحيّن الفرص واتخاذ كل السبل من أجل الاستفادة والتربح عن طريق الفن والثقافة، والدليل على ذلك تكرار نفس الأسماء في التظاهرات الثقافية خلال الثمانية سنوات الأخيرة على الأقل، أي بعد السنة الثقافية الجزائرية بفرنسا، مضيفا أنّ هذه التصرفات تكرس الرداءة وتقتل الإبداع الذي لا يجد فضاء يتطور فيه، خصوصا وأنها تكاد تشمل فئة الفنانين الشباب دون غيرهم، مستشهدا بوضعية المسارح الجهوية والمسرح الوطني الذي كان فيما مضى منارة ثقافية، وأصبح منذ 2004 مقبرة للفن والمبدعين، فمعظم المسرحيات المنتجة لا ترقى إلى مستوى المسرح الوطني. واستنادا إلى المقاييس الدولية، فإنها تعتبر فاشلة على كافة المستويات، إذ تعتبر المسرحية مقبولة حين تقدم 100 عرض على الأقل بالإضافة إلى أن المسرح الوطني الذي هو مؤسسة وطنية لم تدفع مستحقات فئة كبيرة من المتعاونين الفنيين والممثلين ويتم التحايل عليهم بطريقة أو بأخرى وأكد جبارة أن الاتحادية الوطنية للفنانين الجزائريين تحوز وثائق وعقود تثبت أن هناك أكثر من 120 لم يستلموا مستحقاتهم المالية من المسرح الوطني. ولا يختلف الوضع بالنسبة لدور الثقافة التي تطغى المناسباتية على نشاطاتها، وتقدم حصيلة متطابقة كل عام قد ناشدت الاتحادية خليدة تومي وزيرة الثقافة التدخل لرد الاعتبار للفنان وإحقاق الحق بوضع قانون خاص به، وهو مطلب كل الفنانين. وأكد علي جبارة أن من أهم مطالب الاتحادية هو إضفاء الصبغة الرسمية على شهادات المعاهد الفنية وتسويتها وتكريس مبدأ المراقبة المالية وتوزيع الأغلفة بطريقة عادلة ووضع سبل كفيلة بحماية حقوق الفنان.