أعلنت شخصيات معارضة سورية أن وعود الرئيس بشار الأسد بتوسيع الحريات وتحسين مستوى المعيشة في البلاد ليست كافية “ولا تلبي مطامح الشعب”. كما خرج آلاف السوريين في مدينة درعا بعد إعلان قرارات الأسد في ما يعتبر إشارة لاستمرار الحركة الاحتجاجية في هذه المدينة. وشهدت عدة مدن سورية أمس الجمعة مظاهرات مناوئة للنظام شملت دمشق ودوما واللاذقية وحمص والرقة كانت وكالة رويترز ذكرت أن ألفي شخص على الأقل نظموا مسيرات في مدينة حماة واللاذقية والعاصمة السورية دمشق، أمس بعد صلاة الجمعة تأييدا لأهالي مدينة درعا الذين واصلوا بدورهم ترديد هتافات مطالبة بالحرية. وفي دمشق فضت الشرطة السرية مسيرة احتجاجية مؤيدة للمحتجين في درعا، واعتقلت العشرات منهم. ورفع المحتجون شعارات تصف بشار الأسد بالخائن الذي سمح بقتل شعبه، في إشارة منهم إلى عشرات السوريين الذين قتلوا على يد رجال الأمن السوري منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في سوريا قبل أسبوعين. وقد تباينت ردود الفعل حيال المراسيم الرئاسية التي أعلن عنها الرئيس بشار الأسد أول أمس الخميس، حيث قال البعض إن تلك المراسيم لبت بعض مطالبهم فقط، في حين قال آخرون إنهم ينتظرون تلبية باقي المطالب، وتساءل آخرون عن “دم الشهداء”. وكان الرئيس السوري قد أصدر عدة مراسيم رئاسية تقضي بزيادة الرواتب والأجور للعاملين في الدولة وكذلك لأصحاب المعاشات التقاعدية، عسكريين ومدنيين، وبتخفيض معدل ضريبة الدخل على الرواتب والأجور وبتعديل بعض مواد القانون رقم 41 لعام 2004 حول الأراضي الحدودية وهو أحد المطالب الملحة لأهالي درعا. كما أعلنت المستشارة الإعلامية والسياسية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان عن حزمة أخرى من الوعود كتشكيل لجنة لمحاسبة المتسببين والمقصرين في أحداث درعا وإجراء تقويم واسع للأداء الحكومي والقيادات الإدارية والمحلية واتخاذ قرارات بشأنها ووضع آليات لمحاربة الفساد. كما شملت الوعود دراسة إنهاء العمل بقانون الطوارئ بسرعة وإصدار تشريعات تضمن أمن الوطن وكذلك إعداد مشروع لقانون الأحزاب وإصدار قانون جديد للإعلام يلبي تطلعات المواطنين. وعلى صعيد ردود الفعل الخارجية، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إلى وقف أعمال العنف ضد المتظاهرين في سوريا، معتبراً أنه لا يمكن لأي ديمقراطية أن تقبل بإطلاق النار على محتجين مسالمين. من جانبه دعا وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس سوريا إلى أن تحتذي النموذج المصري، حيث امتنع الجيش عن إطلاق النار وساعد الشعب على الإطاحة بحكم الرئيس السابق حسني مبارك.