توسع الاحتجاجات في سوريا إلى عدة مدن وسقوط أكثر من 15 قتيلا قتل أمس أكثر من 15 سوريا في جمعة دامي نزل فيه الآلاف إلى الشوارع أمس، مدن البلاد، مباشرة بعد صلاة الجمعة احتجاجاً على ما يجري في مدينة درعا الجنوبية. وتحدث شهود عيان لوكالة رويترز، عن خروج حشود كبيرة في دمشق وحمص ودير الزور والرقة وحماة والصنمين، و قال شهود آخرون أن محتجين في مدينة درعا رددوا أمس هتافات ضد ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد ورئيس الحرس الجمهوري،و كان هؤلاء يرددون هذه الهتافات وهم يتجهون صوب الميدان الرئيسي في المدينة بعد تشييع جنازة ضحايا بين المتظاهرين كانوا قد قتلوا برصاص قوات الأمن. و يأتي توسع رقعة الاحتجاجات إلى العديد من المدن السورية رغم إجراءات التهدئة و بعض الإصلاحات السياسية التي أقرها الأسد أول أمس لمحاولة امتصاص الغضب الشعبي . وكان الرئيس السوري قد أصدر عدة مراسيم رئاسية تقضي بزيادة الرواتب والأجور للعاملين في الدولة وكذلك لأصحاب المعاشات التقاعدية للعسكريين والمدنيين وبتخفيض معدل ضريبة الدخل على الرواتب والأجور وبتعديل بعض مواد القانون رقم 41 لعام 2004 حول الأراضي الحدودية وهو أحد المطالب الملحة لأهالي درعا. كما أعلنت المستشارة الإعلامية والسياسية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان عن حزمة أخرى من الوعود كتشكيل لجنة لمحاسبة المتسببين والمقصرين في أحداث درعا وإجراء تقويم واسع للأداء الحكومي والقيادات الإدارية والمحلية واتخاذ قرارات بشأنها ووضع آليات لمحاربة الفساد. كما شملت الوعود دراسة إنهاء العمل بقانون الطوارئ بسرعة وإصدار تشريعات تضمن أمن الوطن وكذلك إعداد مشروع لقانون الأحزاب وإصدار قانون جديد للإعلام يلبي تطلعات المواطنين. ونقلت رويترز عن بعض المصادر وقوع أكثر من 15 قتيلا في مدينة الصنمين المجاورة لدرعا. وأفادت وكالات أنباء أن نحو 3000 شخص انطلقوا عقب صلاة الجمعة من جامع بني أمية الكبير في وسط العاصمة دمشق نحو سوق الحميدية هاتفين (درعا هي سوريا وكلنا فداء درعا( بالمقابل احتشد أنصار للرئيس بشار الأسد في ساحة المسكية المقابلة للجامع حاملين صورا للرئيس السوري ولوالده حافظ . وفي منطقة داعل (شمال درعا) خرج نحو 2500 متظاهر تتقدمهم عشرات الدراجات النارية خرجوا الى الشارع وهم يهتفون (داعل ودرعا ما بتنهان) بينما كان أطفال يلوحون بالكوفية. وعلى صعيد ردود الفعل الخارجية، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي،أمس إلى وقف أعمال العنف ضد المتظاهرين في سوريا، معتبراً أنه لا يمكن لأي ديمقراطية أن تقبل بإطلاق النار على محتجين مسالمين. وقال ساركوزي في قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "أعربنا عن قلقنا الكبير حيال تصاعد أعمال العنف" في سوريا. وأضاف أن "فرنسا تدعو إلى عدم حصول أعمال عنف ضد المدنيين الذين يتظاهرون، إنه حقهم في التظاهر". وقال أيضاً "في كل ديمقراطية هناك تظاهرات ويمكن أن تحصل فيها أعمال عنف. لكن في كل كل ديمقراطية لا يمكن القبول بأن يطلق الجيش الرصاص الحي على المتظاهرين". وشدد على أن "هذا الموقف لن يتغير مهما كانت الدول المعنية". من جانبه دعا وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس سوريا إلى أن تحتذي بالنموذج المصري، حيث امتنع الجيش عن إطلاق النار وساعد الشعب على الإطاحة بحكم الرئيس السابق حسني مبارك. وقال غيتس إن ما تواجهه الحكومة السورية هو في الحقيقة نفس التحديات التي تواجه العديد من الحكومات في أنحاء المنطقة وهي مظالم شعوبها السياسية والاقتصادية التي لم تلب. واستشهد غيتس بسوريا وليبيا وإيران كأمثلة للأنظمة الاستبدادية التي قمعت شعوبها ولديها استعداد لاستخدام القوة ضدها. ق.و/ الوكالات