بدأت ظاهرة الزواج الجماعي تنتشر في المجتمع الجزائري، حيث أخذت بعض الجمعيات الخيرية على عاتقها التكفل بإقامة مثل هذه المبادرات لإعانة الشبان على إتمام نصف دينهم وهو الأمر الذي لقي استحسانا كبيرا وسط الشباب وأهلهم سواء الفقراء أو ميسوري الحال وقفت ظروف المعيشة الصعبة حاجزا أمام رغبة الكثير من الشبان في تأسيس بيت الزوجية، وصدّتهم المغالاة في المهور وارتفاع تكاليف حفل الزواج من التقدم خطوة إلى الأمام في هذا المشروع، وتحوّل الزواج عندهم إلى حلم يصعب تحقيقه في ظل الظروف الراهنة. وتقف أزمة السكن كأكبر عائق أمامهم ناهيك عن عدم ظفر أغلبيتهم بمنصب شغل مستقر يضمن لهم التكفل بمصاريف عرسهم. ومن أجل ذلك بدأت العديد من الجمعيات وكذا بعض المحسنين وميسوري الحال في مساعدة الشباب وإخراجهم من دوامة الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة عن طريق إقامة حفل زواج جماعي، لأبناء المنطقة الواحدة، وهو ما قامت به جمعية التوعية الاجتماعية بالتنسيق الإعلامي مع فريق فور شباب بورڤلة، نهاية الأسبوع المنصرم، بإشرافها على تنظيم حفل زواج جماعي لفائدة 10 شبان، وهي المبادرة الخامسة من نوعها. قامت الجمعية باختيار العرسان العشرة من بين شباب المنطقة، الذين جهزوا كل الإجراءات والترتيبات ولم يتبق لهم سوى إقامة حفل الزواج، فتقدموا إلى الجمعية وقدموا اشتراكات بمبلغ رمزي يقدر بمليوني سنتيم، وبمقابل ذلك تتكفل الجمعية بمصاريف الحفل. وهو ما حدث، نهاية الأسبوع، عندما عمّت الفرحة بيوت العشرات من العائلات، بعد حفل الزواج الجماعي الذي نظمته الجمعية بحضور فرقة الإنشاد الديني، فعمّ المكان جو خاص، خاصة وأنها قدمت بعض الإعانات للعرسان الجدد متمثلة في وبعض مستلزمات البيت من الأسرة والأغطية إضافة إلى تحمّلها مصاريف مأدبة العشاء، واكتسى الحفل طابعا إنسانيا فلم يقتصر العرس الجماعي على الفقراء بل شارك فيه بعض الشبان الميسوري الحال، من أجل القضاء على الاعتقاد السائد حول أن الأعراس الجماعية مقتصرة على الفقراء فقط. من جهة ثانية، تم تكريم القائمين على هذا الحفل الجماعي الذي ترك أثرا إيجابيا لدى سكان المنطقة، الذين تمنّوا تشجيع مثل هذه المبادرات وتعميمها على كل الولايات، ليبقى العديد من الشباب ينتظر قدوم دوره.