ضاقت شوارع بلديات ولاية مستغانم، المعروفة بزراعة البطاطا، بمئات الشاحنات التي أضحت تشكل عائقا لحركة المرور، ومصدرا للضجيج والتلوث، إلى جانب خطرها المتزايد على حياة الأطفال، بعد احتلالها لمعظم الشوارع في غياب حظائر مخصصة تكفي لاحتواء العدد المتزايد للشاحنات الآتية من كل جهات الوطن في موسم جني محصول البطاطا مع نهاية شهر مارس من كل عام. وأضحى توافد التجار إلى كل من ببلديات بوقيرات، سيرات، حاسي ماماش وعين النويصي بولاية مستغانم، تقليدا سنويا مع بداية موسم جني محصول البطاطا، حيث تصطف مئات الشاحنات لتحتل الشوارع بشكل فوضوي، حيث لم تأخذ السلطات المحلية على محمل الجد الخطر المتزايد للشاحنات داخل المحيط الحضري لبلديات الولاية، في الوقت الذي تصرف من الخزينة العمومية ملايير الدينارات لإنجاز طرق اجتنابية مخصصة للوزن الثقيل في كل من بلدية ماسرى وبوقيرات، إلى جانب دراسة مشروع مماثل في بلدية سيرات، وهو ما يطرح باب التساؤل حول جدواها، حسب عدد من السكان الذين عبروا ل”الفجر” عن سخطهم من تكرار الوضع في نفس الفترة من كل عام دون تدخل السلطات المعنية لإيجاد حل يضمن إنشاء حظائر مخصصة للشاحنات بعيدا عن المحيط السكني، ما سيسمح بضمان مداخيل إضافية للبلديات تكمل مشاركة تجار الخضراوات في تعزيز الحركة التجارية بالمنطقة والتي لا يمكن إنكارها، حسبهم، في حين يبقى الأطفال أكثر المتضررين باحتلال الشاحنات لمعظم الشوارع كل مساء زيادة على ما تحدثه من ضجيج و تلوث، كما تعتبر عائقا لحركة المرور. وأصبح من الصعب على السكان التمتع بمحيط هادئ أو حتى ركن سياراتهم، لعدم قدرة مراكز البلديات على احتواء العدد المتزايد من الشاحنات التي يتوافد أصحابها تباعا في نفس الفترة التي تمتد من نهاية شهر مارس إلى شهر ماي من كل سنة. وفي سياق متصل، طالب السكان بتدخل السلطات المعنية للتكفل بالعمال الموسميين القادمين من البلديات الشرقية للولاية، كأولاد بوغالم وعشعاشة، حيث لا تتوفر بلديات بوقيرات، سيرات، عين النويصي وحاسي ماماش على أماكن تأويهم، ما يضطر معظمهم إلى المبيت في العراء والتسبب في إزعاج السكان، قبل أن تنقلهم الشاحنات كل صباح لتعود بهم بعد الزوال، وهكذا دواليك إلى غاية نهاية موسم الجني.