سجلت أسعار بذور البطاطا بولاية مستغانم ارتفاعا محسوسا خلال الأيام الماضية بنسبة قاربت 40 بالمائة، ما سيرهن محصول هذه السنة مع عزوف أغلبية الفلاحين على المغامرة في ظل غياب ميكانيزمات محددة لضبط الأسعار، رغم استقبال ميناء مستغانم أكثر من 100 ألف طن من البذور خلال السنوات الأخيرة، حسب إحصاءات مديرية المصالح الفلاحية بالولاية بعد استقبال شكاوى عدد من الفلاحين الذين طالبوا بتدخل مديرية التجارة لضبط السوق، انتقلت “الفجر” إلى بعض نقاط البيع المنتشرة بولاية مستغانم، حيث أكد أغلبية التجار المتخصصين في بيع بذور البطاطا تسجيل تذبذب للأسعار منذ بداية موسم الغرس قبل أكثر من شهر. ففيما انخفضت أسعار البذور بداية الموسم مع عزوف الفلاحين على المغامرة بعد تراجع سعر البطاطا خلال العام الماضي، عادت مرة أخرى للارتفاع بنسب كبيرة، حيث ارتفع سعر بذور البارتينا من تسعة آلاف دينار إلى 12 ألف دينار في ظرف أيام قلائل، بينما قفز سعر بذور الديزيزي من ستة آلاف دينار إلى ثمانية آلاف و200 دينار بنسبة قاربت 40 بالمائة، ما سيؤثر حتما على محصول هذه السنة حسب أحد الفلاحين الذي أضاف أن تذبذب الأسعار يمكن أن يقضي على نتائج البرنامج الحكومي القاضي بدعم الإنتاج الفلاحي عن طريق تسهيل القروض البنكية. وقد اختلف التجار في تفسير هذا التذبذب، ففي الوقت الذي يرى بعضهم أن هذا الارتفاع ناتج عن عزوف المستوردين عن إدخال كميات إضافية بالنظر إلى الكساد الذي عرفه السوق قبل أسابيع بفعل تراجع عدد من الفلاحين عن غرس البطاطا، التي أصبح الاستثمار فيها مخاطرة حقيقية بعد تسجيل انخفاض سعرها خلال العام الماضي، أكد البعض الآخر أن سبب الارتفاع وجود طلبات معتبرة من خارج الولاية، وتحديدا من الولايات المعروفة بزراعة البطاطا كالوادي وعين الدفلى، إلا أنهم اتفقوا على التأثير السلبي لتذبذب الأسعار على إقبال الفلاحين على غرس البطاطا هذا الموسم، الأمر الذي سيؤثر حتما على كمية المحصول وبالتالي على السعر، خصوصا وأن ميناء مستغانم يمون السوق بقرابة 100 ألف طن من البذور سنويا. يذكر أن موسم الغرس بمستغانم يبدأ أواخر شهر نوفمبر في المناطق المنخفضة الدافئة نسبيا في بلديات سيرات وبوقيرات، فيما يبدأ في شهر فيفري بالمناطق المرتفعة نسبيا كبلدية الصفصاف، مع انخفاض درجات الحرارة تجنبا للجليد الذي يؤدي إلى خسائر معتبرة، وتسجل ولاية مستغانم محصولا سنويا يقدر بحوالي مليوني قنطار حسب أرقام مديرية المصالح الفلاحية.