أكد السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، كريم طابو، أن إمكانية مشاركة الأفافاس في اللجنة التي ستشكل لتعديل الدستور ضئيلة جدا، مع إمكانية مقاطعتها مسبقا، قناعة من الحزب بأن “جميع اللجان التي تشكلها السلطة هي من أجل التمويه على الشعب والرأي العام وإعطاء تزكية لتمرير الأفكار والتغييرات التي تريدها”. وأظهر كريم طابو، خلال نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة، أمس، الكثير من التشاؤم بشأن النية الحقيقية للسلطة في إحداث التغيير الحقيقي، مشيرا إلى أن الأفافاس مقتنع مسبقا بأن اللجنة الدستورية، ستسيطر عليها الأحزاب الموالية للسلطة، بما يضمن في نهاية المطالب إخراج دستور أفكاره واضحة مستقبلا. وقال كريم طابو إن ذلك نابع من كون اللجنة الدستورية ستكون على شاكلة اللجان التي عكفت السلطة على إنشائها دائما، وسوف لن تختلف كثيرا عن توجهات السلطة والأهداف التي تسطرها، خاصة وأن الأفافاس لديه تجربة طويلة مع مثل هذه اللجنة التي تكون عادة صورية ولا يتعدى دورها تنفيذ برامج موجودة. كما دافع طابو عن فكرة المجلس التأسيسي لأنها الأضمن للسير الحسن لأي تعديل دستوري، وهو السبب الذي يجعل السلطة ترفض إقامته. ودعا كريم طابو السلطة إلى عدم إغفال المجتمع المدني والفعاليات السياسية وكل المعنيين، لمراجعة وتعديل قوانين الانتخابات، الإعلام والأحزاب السياسية، التي أكد بشأنها أنها سوف لن تكون فعالة في حالة إقصاء الفئات المعنية بتلك القوانين. واعتبر السكرتير الأول للأفافاس، أن التغيير الذي يجري في البلدان الأخرى كتونس ومصر وليبيا، هو درس يجب أن تنهل منه الجزائر لتحسين أوضاعها، وليس أن تجري تعديلات شكلية وتقوم بالترقيع والتمويه الذي تنكشف معالمه بعد فترة وجيزة. وعلى العكس من ذلك لمح طابو إلى وجود احتمالات كبيرة في أن يقوم الأفافاس بتغيير موقفه بشأن الانتخابات التشريعية المقبلة ويشارك فيها، مستدلا بالانفتاح النسبي الذي أعلنت عنه الإدارة والمراجعة التي ستشمل قانون الانتخابات، مع العلم أن الأفافاس يقاطع الانتخابات التشريعية والانتخابات الخاصة بمجلس الأمة منذ فترة طويلة جدا. كما انتقد كريم طابو الموقف الذي أبدته الخارجية الجزائرية إزاء الأزمة اللبيبة، مؤكدا أنه كان من المفروض أن تقوم الدولة بإسناد حركة المقاومة الليبية وليس العكس، انطلاقا من تاريخ الجزائر في مقاومة الظلم والاستعمار، وليس أن تقف موقف الحياد السلبي على حد تعبيره.