أكد، أمس، السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، كريم طابو، أن حزبه سجل خلال حملته التحسيسية لمقاطعة الإنتخابات الرئاسية رسائل قوية من طرف المواطنين بضرورة التغيير. وقال طابو، الذي نشط أمس ندوة صحفية بالمقر الوطني للحزب، "المقاطعة هي تكريس رفض الشعب الجزائري للأكاذيب وأن الشعب غير قابل باللعبة السياسية المزيّفة"، مضيفا أن الحملة التحسيسية التي قام بها حزب "الافافاس" في عدة ولايات من الوطن سجل من خلالها أن "الشعب الجزائري على قناعة بضرورة مقاطعة الانتخابات والتغيير وأثرهما الإيجابي على الديمقراطية وحرية التعبير". وفي نفس الإطار، أكد السكرتير الأول ل"الافافاس" أن "التغيير ممكن والملاحظ في الميدان انه تم تجنيد كل الإمكانات المادية والإدارية خلال الحملة الانتخابية من أجل إقناع المواطنين بالمشاركة في الانتخابات مما يعني أن هناك مؤشرا قويا يدل على أن الشعب يريد التغيير". وندد ذات المتحدث بالرفض الذي تلقوه من طرف الإدارة لتنظيم تجمعاتهم بعدة ولايات، على غرار تيزي وزو، معسكر، تيارت، سيدي بلعباس... قائلا "وزير الداخلية قال إن المقاطعين رخص لنشاطاتهم ؛ لكن في الميدان، وجدنا العكس من خلال رفض الإدارة لطلباتنا"، مضيفا أن "الإدارة رفضت منحنا الإشعار بالوصول لطلباتنا لكي لا تترك أي أثر وراءها"، قبل أن يؤكد أن جبهة القوى الاشتراكية حزب معتمد وينشط في إطار القانون. وفي سياق آخر، كشف كريم طابو أن الحملة الانتخابية لرئاسيات 2009 هي أغلى حملة انتخابية عرفتها الجزائر، مضيفا "من غير المعقول أن يصل ثمن بعض الملصقات الخاصة بالمترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة إلى 250 مليون سنتيم، في حين أن المواطن البسيط لا يستطيع أن يشتري كيلوغراما من البطاطا ب 100 دينار أو كيلوغراما من السردين ب 300 دينار". ومن جهة أخرى، قال سكرتير "الافافاس" إن الدولة "لجأت إلى جيش من الناخبين"، مشيرا إلى أنها قامت بمنح بطاقات الناخبين للمواطنين القاطنين في البيوت القصديرية. وعن التجمعات الشعبية التي نشطها المترشحون للإنتخابات، أكد طابو أنه وبعد دراسة شملت كل الجرائد الوطنية خلال فترة الحملة اتضح من خلالها أن الرقم الذي أعلن عنه بتنظيم 12 ألف تجمع بعيد عن الواقع مشيرا إلى أن عدد التجمعات المنظمة لا تتجاوز 17 بالمائة من العدد المعلن عنه. وفي سياق متصل وصف ذات المتحدث التزوير ب"داء الكوليرا الذي يسمم البلاد والعلاقات داخل المجتمع"، مؤكدا أن جبهة القوى الاشتراكية جنّدت كل مناضليها من أجل إعلام الرأي العام الوطني والعالمي بأدق التفاصيل خلال الانتخابات. وفي هذا الإطار، كشف سكرتير "الافافاس" أن الحزب يتواجد داخل الإدارة على مستوى 37 ولاية و200 بلدية وبأنه تم تجنيد 1030 مناضل لتحسيس المواطنين ب"ضرورة المقاطعة". وعن المراقبين الدوليين، قال سكرتير "الافافاس" إن عملهم محدود جدا وليس لديهم الحق في رفع تقارير. أما عن اللجنة الوطنية السياسية لمراقبة الانتخابات، فأكد ذات المتحدث أنه "ليس لديها أي مصداقية والتاريخ يشهد على أن الذي يرأسها يستفيد من منصب بمجرد انتهاء الانتخابات". ومن جهة أخرى وحول إقدام حزب "الارسيدي" على استبدال العلم الوطني براية سوداء، قال طابو "إن ما أقدم عليه حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، خطأ فادح فالمقاطعة لا تكون باستبدال العلم الوطني. نحن كحزب نحترم العلم الوطني الذي ضحى من أجله الشهداء". وعن المصالحة الوطنية، أكد طابو أن "المصالحة الحقيقية هي العودة إلى الديمقراطية والى حرية التعبير الشعبي"، مضيفا "وزير الداخلية تحدث في أكثر من مناسبة عن نجاح سياسة المصالحة الوطني وعودة الأمن، لذلك فأنا أتحداه أن يسمح بتنظيم مسيرة في العاصمة". وفي سياق آخر، تسائل ذات المتحدث عن السر وراء خروج "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" عند حلول أي موعد انتخابي سواء في الجزائر أو ببقية البلدان العربية. وحول قضية "علي مسيلي"، فإن الملف أصبح رهينة بين الدولة وفرنسا.