أدانت المحكمة الجنائية لدى مجلس قضاء بومرداس الشاب “ح. يونس”، في العشرينيات من العمر، الذي يعمل كمربي وتاجر أبقار، بالإعدام تأييدا لطلبات النيابة العامة لمتابعته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد كما سلطت ذات المحكمة عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا ضد شريكيه في القضية “ط.م” و”ب.ح”، بعدما التمست في حقهما النيابة 10 سنوات سجنا ومليون دج غرامة، عن جناية تكوين جمعية أشرار ومحاولة السرقة بالعنف والتعدد. وقائع القضية، التي اهتز لها سكان الرغاية وما جاورها، تعود إلى يوم 21 سبتمبر سنة 2010، عندما كان المتهمون على اتفاق مسبق قصد سرقة مبلغ مالي من المدعو “أ.ناصر” الذي يعمل هو الآخر في بيع وشراء الأبقار مقابل 10 ملايين سنتيم للثاني والثالث. حيث أن المتهم الرئيسي “ح. يونس” الذي كان تحت تأثير المخدرات كان دائنا بمبلغ 13 مليون سنتيم للضحية “أ. ناصر”، وقد فكر في استرجاع دينه رفقة شريكيه عن طريق السرقة، حيث تم إعداد خطة محكمة متمثلة في استدراج المدعو ناصر من طرف المتهم الرئيسي إلى الإسطبل بحجة أن لديه أبقار للبيع، وطلب من هذا الأخير أن يجلب معه مبلغا لا يقل عن 100 مليون سنتيم، على أن يصطحب المسمى “ناصر” إلى الإسطبل، فيما يقوم صديقاه بسرقة المبلغ من شاحنته، إلا أن عنصرا جديدا لم يكن بالحسبان أفسد حبك الجريمة، وهو الضحية “س. محمد” الذي اصطحبه معه ناصر لمعاينة الأبقار. وعندما قام يونس باستدراج ناصر إلى زريبة الأبقار تفاجأ شريكاه لدى اقترابهما من الشاحنة بالمسمى “محمد” الذي كان على متنها، وما إن شاهد أحدهما أطلق المنبه الصوتي للشاحنة وبدأ بالصراخ، فهرب المتهمان قبل أن يتظاهر يونس بملاحقتهما بعدما أخذ منهما الخنجر الذي كان بحوزتهما. وقد كانت زريبة الأبقار الخاصة بالقاتل فارغة بعدما أخد والده الأبقار للرعي، حيث عرض الجاني على المسمى ناصر التوجه إلى شخص آخر يدعى “عيسى” بحجة أن لديه بقرة للبيع، ودخل بهما المتهم وسط الأحراش المحاذية لبحيرة الرغاية، ولم يتمكن ناصر من مواصلة السير لكونه طاعن في السن، فيما رافق الضحية محمد القاتل الذي لم يتردد في التخلص منه بعدة طعنات قاتلة في مناطق مختلفة من أنحاء جسمه، قبل أن يقوم بذبحه مثلما تذبح الشاة. وقد عاد القاتل بعد ذلك بكل برودة إلى ناصر ليحاول استدراجه هو الآخر، إلا أن هذا الأخير راوده الشك ورفض مرافقته، حيث اتصل الجاني في حدود الحادية عشرة ليلا بأحد العاملين معه مخبرا إياه أن جثة الضحية متواجدة بالغابة المحاذية لبحيرة الرغاية، فقام هذا الأخير بإبلاغ مصالح الأمن بالجريمة.