أكد مسؤول مركزي بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بأدرار، أن عملية مكافحة انتشار داء الرمد الحبيبي في الوسط المدرسي تستدعي تنسيق الجهود بين كافة الأطراف المعنية من أجل وقاية الأطفال من هذا المرض المنتشر بكثرة في مناطق الجنوب، خاصة وأنه تم تسجيل أزيد من 1700 حالة في ولايات الجنوب. أوضح المدير الفرعي بالوزارة المكلف بالوقاية في الوسط التربوي خلال ملتقى جهوي نظم حول تقييم حملة الوقاية ضد مرض الرمد الحبيبي في الوسط المدرسي بولايات الجنوب، أن هذا المسعى يتطلب “تضافر جهود” كافة الشركاء المعنيين (تربية - صحة - جماعات محلية - أولياء التلاميذ) من أجل مكافحة هذا المرض والحد من انتشاره الذي يشكل “إحدى تحديات الصحة العمومية على المستوى الوطني”. وأكد المتحدث في نفس السياق أهمية التنسيق مع النوادي الخضراء داخل المؤسسات التربوية من أجل بعث النشاط التحسيسي “خاصة وأن هذه النوادي أثبتت نجاعتها بفعل التجارب السابقة في عدة مؤسسات مدرسية”. ويهدف هذا الملتقى الجهوي، الذي نظم بمدرسة شبه الطبي بمدينة أدرار، إلى تقييم الحملة التي أطلقتها الوزارة الوصية لمكافحة مرض في الوسط المدرسي، والتي انطلقت من أكتوبر 2010 إلى مارس 2011 خاصة بولايات الجنوب والوقوف على حصيلة نشاطاتها، وكذا بحث الصعوبات التي واجهها القائمون على البرنامج من أجل تداركها في الحملات المقبلة. وأضاف ذات المسؤول أنه تم إحصاء خلال هذه الفترة أزيد من 1.740 حالة إصابة بمرض الرمد الحبيبي بولايات الجنوب، مشيرا إلى أن ولايات ورقلة والوادي والبيض وإيليزي تصنّف من بين الولايات “الأكثر تعرضا” لهذا المرض بهذه المنطقة. كما أوضح المتحدث أن هناك عدة أسباب للإصابة بهذا الداء منها ما هو مباشر متعلق بالنظافة الجسدية واستعمال أدوات شخصية إلى جانب انتشار حشرة الباعوض وانعدام النظافة البيئية، مؤكدا دور التوعية والتثقيف الصحي كوسيلة مناسبة لمكافحة هذا المرض. وتطرق المشاركون في هذا اللقاء الجهوي إلى كيفية سير عملية توزيع مراهم العيون على تلاميذ المؤسسات التربوية، في إطار حملة المكافحة التي تستهدف هذه العملية المتمدرسين من السنة الأولى إبتدائي إلى السنة الرابعة متوسط، حيث تندرج هذه الحملة ضمن المخطط الوطني لمكافحة داء الرمد الحبيبي في أوساط السكان. ومن جهته، ذكر مدير الصحة والسكان لولاية أدرار السيد توفيق محمد خليل أنه سجلت 115 حالة إصابة بهذا الداء خلال 2010، إلا أنه وبفضل تكثيف جهود الفرق المتنقلة واستقدام أطباء أخصائيين، تم كشف أزيد من 210 حالة إصابة بهذا المرض في حين تم توزيع 100 ألف مرهم للعيون على تلاميذ المدارس المستهدفين بهذه الحملة. للإشارة، فإن الملتقى الجهوي لتقييم حملة مكافحة مرض الرمد الحبيبي بالوسط المدرسي عرف مشاركة 12 ولاية جنوبية ممثلة في ممثلي مديريات الصحة ومنسقي الصحة المدرسية.