قد تؤدي كثرة استعمال صبغات الشعر الكيميائية عند بعض السيدات اللواتي يرغبن بمظهر أنيق إلى الوقوع في مشاكل وأضرار من شأنها أن تؤثر على مظهرن الخارجي، خاصة وأن العناية بالشعر أهم ما يشغل بال المرأة العصرية لما يضفيه من جمال وجاذبية وسحر، استنادا إلى المثل القائل “نصف جمال المرأة شعرها”، في حين فضلت أخريات استعمال خلطات طبيعية من أجل الحصول على مظهر أنيق وجذّاب تسعى بعض السيدات دائما إلى البحث عن الجديد في عالم الموضة والجمال من لباس واكسوارات وغيرها من الأمور التي تميزهن عن الأخريات، ولعل الشعر هو أهم مرحلة تفكر المرأة في تغييره، عن طريق اختيار لون يتلائم مع لون بشرتها، شرط أن لا يؤثر على صحة الشعر ويفقده بريقه ولمعانه. ولمعرفة الكثير حول هذا الموضوع ارتأت “الفجر” القيام بجولة استطلاع في بعض الشوارع وكذا محلات بيع مواد التجميل، وهناك قابلنا سيدات يعشقن الأناقة والجمال وأخريات يفضلن البساطة، وفي هذا الإطار قالت سيدة التقيناها بإحدى المحلات في شارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة عن ولعها الشديد بكل ما يخص عالم المرأة من لباس وعطور وحلاقة وغيرها، قائلة “أريد أن أبدو بمظهر جذّب دائما، لذا فأنا أغيّر لون شعري باستمرار وفقا للألوان الدّارجة مع الموضة”. وقالت سيدة أخرى كانت بصدد شراء صبغة شعر في اللون الأشقر الفاتح “أرغب في أن تبدو بشرتي أكثر إشراقا ونضارة، وهو ما جعلني أفضل استعمال الألوان الفاتحة”. انتقلنا بعدها إلى سوق علي ملاح بالعاصمة، ووجدنا نساء كثيرات على اختلاف أعمارهن يشترين صبغات شعر، بعضهن اخترن ماركات أجنبية غالية الثمن مقارنة بالماركات الأخرى، عندها اقتربنا من إحداهن وسألناها عن سبب اختيارها للماركة الأجنبية بالذات فردت قائلة “صحيح أنها غالية الثمن، لكنها بالمقابل مضمونة وتدوم لأسابيع طويلة”. من جهة أخرى، ترى منال وهي موظفة بشركة خاصة بأنها تستعمل صبغات شعر مختلفة في كل مرة، سواء كانت ماركات أجنبية أو محلية، مشيرة إلى أنها تخصص ميزانية خاصة لاقتنائها كي تبدو أكثر أناقة. ..وأخريات تفضّلن الخلطات الطبيعية وفي جولتنا الميدانية التي قادتنا إلى بعض محلات بيع الأعشاب بالعاصمة وخارج ضواحيها، لاحظنا أن الخلطات الطبيعية التي تستعمل في صبغ الشعر، تلقى إقبالا لا بأس به من قبل بعض السيدات اللواتي يئسن من استعمال صبغات الشعر الكيميائية، نتيجة للضرر التي ألحقته به من تساقط وتكسر وحتى جفاف. وفي هذا الشأن، قالت السيدة (ب.ف) ربة منزل وأم لأربعة أطفال بأنها قررت العزوف نهائيا عن استعمال صبغات الشعر الكيميائية التي تسببت في تساقط شعرها وفقدانه لمعانه، واستبدالها بالخلطات الطبيعية كالحنة الورقية أو قشور الرمان التي تغذي الشعر حسب قولها وتجعله حيويا. وأخبرتنا زكية من الجزائر العاصمة، بأن الشيب أخذ حيزا معتبرا في شعر رأسها، وحاولت إخفائه مرارا وتكرارا وبشتى الطرق، لكنها لم تفلح أبدا في استعمال صبغات الشعر، وهو الأمر الذي جعلها تبحث عن بديل آخر ولم تجد مرادها سوى في الخلطات الطبيعية التي ساعدتها على إخفائه. وفي السياق ذاته، قالت موظفة بإحدى شركات التأمين بأن استعمال صبغات الشعر الكيميائية، وخاصة تلك التي يستعمل معها ماء الأكسجين تسبب لها حساسية طفح على مستوى الجلد. من بين نقائصها عدم توفرها على جميع الألوان تتوفر صبغات الشعر الكيميائية على جميع الألوان، فمنها الداكنة والفاتحة، وهو الأمر الذي يسهل على المرأة اختيار اللون الذي ترغب فيه، على عكس الصبغة التي تعتمد على المواد الطبيعية التي من الصعب اختيار اللون المراد. وهو ما أكده محمد صاحب محل في ولاية تيبازة، حيث أبلغنا أن هذه الصبغات تلقى رواجا كبيرا خاصة السيدات الكبيرات المتقدمات في السن، وكذا الفتيات السيدات اللاتي تفضلن البساطة والظهور بمظهر طبيعي يجعلهن تبدين أكثر شبابا. من جهته، قال لنا صاحب محل بيع الأعشاب بشارع محمد بلوزداد إنه توجد أنواع كثيرة من المواد الطبيعية التي تستعملها لصبغة الشعر كقشور الرمان، الحجرة السوداء، الشاي الأخضر والحنة بأنواعها، تلك التي لونها أشقر وأخرى أحمر آجوري، مضيفا بأن سعر العلبة الواحدة يقدر ب50دج وفي متناول الجميع. وفي هذا الشأن كشفت أخصائية الأمراض الجلدية الدكتورة ندور بأن كثرة استعمال صبغات الشعر الملونة التي تحتوي على المواد الكيميائية تسبب تقصف الشعر وتؤدي إلى حدوث أعراض قد تتحول إلى أمراض في المستقبل، كما أنها تؤثر على الكبد وتجعله لا يقوم بوظيفته التي تكمن في تنقية الجسم من المواد السامة، حيث تمتص الشعيرات الدموية المتواجدة على فروة الرأس محتوى هذه الصبغة وتنقلها إلى الدم ومن ثمّ إلى باقي أعضاء. كما أن صبغة الشعر تؤدي إلى إصابة الشخص بحساسية وطفح في الجلد، ما يؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد أو حدوث مرض الفطريات. وتنصح أخصائية أمراض الجلد بعدم الإفراط في استعمال صبغات الشعر الكيميائية وتعويضها بالمواد الطبيعية لتفادي الإصابة بأخطار.