أعرب وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، موسى بن حمادي، عن رغبة الجزائر في الاستفادة من خبرة ومهارات كوريا الجنوبية في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، في إطار مقاربة تشمل التعاون بين البلدين وأوضح بن حمادي، خلال تدشينه للمركز الجزائري الكوري لتكنولوجيات الإعلام والاتصال بحظيرة المعلومات لسيدي عبد الله، أن كوريا الجنوبية شريك قوي للجزائر وخبرتها في تكنولوجيات الإعلام والاتصال تعتبر من بين الأقوى في العالم. واعتبر الوزير أن هذا التدشين يشكل نجاحا أكيدا لإرادة البلدين في تعزيز علاقاتهما الثنائية في جميع المجالات، لاسيما تكنولوجيات الإعلام والاتصال. من جهته أشار نائب الوزير الكوري المكلف بالاقتصاد والمعرفة، كيم جونغ كوان، أنه على ضوء هذا التدشين انتقل التعاون بين الجزائر وكوريا الجنوبية إلى مرحلة أعلى. كما ذكر أن التعاون بين البلدين يعود إلى سنة 2006، حيث تم الإعلان عن الشراكة الإستراتيجية بين الجزائر وكوريا الجنوبية، موضحا أن مؤسسات دولية ذائعة الصيت ستستقر على مستوى هذا المركز بعد أن يحقق انطلاقته الفعلية. من جهة أخرى، أكد بن حمادي أن حوالي 80 بالمائة من مناطق التراب الوطني موصولة بالألياف البصرية، ولاحظ الوزير في لقاء مع ممثلي القطاع في 10 ولايات من جنوب الوطن أن تعميم الألياف البصرية سينعكس بالإيجاب على نوعية الاتصالات ومنه على الخدمات المقدمة للمواطنين. وألح الوزير، بالمناسبة، على أنه يحق لسكان الجنوب، مثل سكان الشمال، أن يستفيدوا من مزايا تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة، مؤكدا أن الألياف البصرية واسعة التعميم ستسمح بتحسين الخدمة العمومية ووضع حد للفوارق المسجلة بين منطقة وأخرى في مجال الربط الرقمي من خلال خدمة هاتفية ذات نوعية وتطوير شبكة الأنترنت ذات التدفق العالي التي تضمنها. وتابع بن حمادي أنه يجب بذل كل الجهود من أجل تمكين سكان الجنوب من الاستفادة من تكنولوجيات الإعلام والاتصال حتى يتم التخفيف من حدة العزلة التي يعانون منها. وقال، في هذا الصدد، إن جعل سكان الجنوب يستفيدون من الخدمات الخاصة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال سيسهم كذلك في تثبيتهم في مناطقهم الأصلية، ما سيمكنهم - كما قال - من مزاولة المهن التقليدية والنشاطات الرعوية التي تميزهم. وبخصوص عمال اتصالات الجزائر وبريد الجزائر العاملين بجنوب البلاد، أكد الوزير على ضرورة تحسين ظروف عملهم، مضيفا أنه من غير المعقول أن لا تكون مكاتب البريد مزودة بأجهزة تكييف في وسط الصحراء. وعلاوة على تحسين ظروف عملهم، فإن الوزير قد أكد على دور تكوين العمال الذي ستكون له آثار إيجابية على المردود العام وكذا على نوعية الخدمات. كما طلب بن حمادي من مستخدمي قطاعه باستغلال الفرصة المتاحة من خلال هذا اللقاء من أجل إثارة المشاكل والصعوبات التي يواجهونها حتى نتمكن على المستوى المركزي من المساعدة على حلها، وشجعهم في هذا الإطار على إنشاء مخطط عمل يكون في مستوى التحديات المطروحة، وتلك الخاصة بالعولمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار.