دعا شيخ المنشدين العرب، محمد الأمين الترمذي، في حديث جمعه مع”الفجر”، على هامش مشاركته في فعاليات الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي المحلي للإنشاد، الذي احتضنته مدينة مستغانم مؤخراً، فرق الإنشاد الجزائرية إلى تحقيق التزاوج بين الطابع الجزائري والمشرقي كالذي يتعلم لغتين حسب وصفه، مشيرا إلى قدرة الفرق الجزائرية على فرض نفسها في العالم العربي لوجود أصوات مميزة لتنوع التراث الجزائري وطبوعه الغنائية، وهذا من واقع احتكاكه بعالم الإنشاد في الجزائر منذ سنة 1991. وقسم الترمذي فرق الإنشاد إلى ثلاثة أقسام، فمنها ما ينشد أناشيد جزائرية اللحن والكلمة، حيث تبقي على نفسها في إطار المحلية.. ومنها ما ينهل من المشرق العربي فتصبح نسخة فقط دون أي تجديد، ومنها ما يزاوج بين الطابعين ما يمكنها من الاستمرار والتجديد. كما شدد محدثنا على ضرورة الإلمام بالقوالب الموسيقية وتفادي التكرار والبحث عن الجديد في الكلمة واللحن. وقد أعاب الشيخ على بعض الفرق التي تعيد ألحانا بسيطة من التراث بأشعار عادية، وطالبها بضرورة التركيز على الألحان المركبة تتنوع فيها المقامات الموسيقية، مشيرا إلى الأناشيد الخليجية التي لم تخرج عن إطارها المحلي لذات الأسباب. وعن ظاهرة انتشار القنوات الفضائية التي حولت مجال الإنشاد إلى صناعة تبحث عن المردودية بإنتاج الكليبات، أكد شيخ المنشدين أن عددا من القنوات الفضائية قد أصبحت وسيلة للربح السريع على حساب الإنشاد، بينما يعتبر الإنشاد، حسبه، مرادفا للدعوة إلى الله، حيث اعتبر أن الداعي إلى الله بالكلمة الطيبة يساوي المنشد الداعي إلى الله بالكلمة واللحن. كما طالب المنشدين بإخلاص النية واعتبار الإنشاد عملا دعويا وتربويا وليس فرصة للشهرة أو لكسب المال. وفي ختام حديثه معنا شكر الترمذي جمهوره في الجزائر وجمهور الإنشاد عموما على حسن تفاعله. وشهد حفل الاختتام افتكاك فرقة البصائر، القادمة من ولاية غليزان، الجائزة الأولى للمهرجان الثقافي المحلي للإنشاد في طبعته الثانية التي احتضنتها دار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي بمدينة مستغانم على مدار أسبوع.