اجتاز أمس الأحد ما يزيد عن نصف مليون تلميذ امتحان مرحلة التعليم الابتدائي، في يوم واحد، أمام استنكار قوي من الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين الذي شكك في مصداقية هذا الامتحان، باعتبار أن وزارة التربية الوطنية عمدت إلى تسهيل كل طرق الانتقال إلى الطور الإكمالي بلجوئها إلى احتساب المعدل السنوي مع معدل الامتحان النهائي لتمكين الراسبين من النجاح، واعتماد امتحان استدراكي كفرصة ثالثة شجعت المتمدرسين أكثر على الكسل. وقد أعطى وزير التربية أبوبكر بن بوزيد إشارة انطلاق امتحانات المرحلة الأولى من التعليم الابتدائي من ولاية عنابة، وأشرف الوزير بالمناسبة على فتح الأظرفة ليمتحن التلاميذ في مادة اللغة العربية قبل أن يصرح بأن المغزى من اختيار عنابة هو تقدير للنتائج الإيجابية المحصل عليها على مستوى هذه الولاية بالنسبة لامتحانات مستوى التعليم الابتدائي خلال الموسم الدراسي الماضي “وتشجيعا لها” لتحصيل نتائج في نفس المستوى بالنسبة لامتحانات شهادة البكالوريا. وسهر على ضمان السير الحسن لامتحان مرحلة التعليم الابتدائي وحراسة المترشحين البالغ عددهم 598 ألف و239 تلميذ، 50 ألف معلم، موزعين عبر 3122 مركز وسيتم التصحيح على مستوى 68 مركزا، بعد أن كلفت الوزارة الوصية، 12 ألف معلم لهذه العملية، بعد امتحان التلاميذ وعلى مدار يوم كامل في ثلاث مواد أساسية، اللغة العربية والرياضيات واللغة الفرنسية، على أن يكون الإعلان عن نتائج الامتحان يوم 9 جوان القادم وستتبع الدورة العادية دورة استدراكية يوم 26 جوان وسيكون الإعلان عن نتائجها يوم 4 جويلية. وعرفت هذه الدورة انتقادات من طرف الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين “الإنباف”، حيث استنكر المكلف بالإعلام، عمراوي مسعود، بشدة مواصلة الوصاية وللعام الثاني لجوئها إلى إنقاذ الراسبين بشتى الطرق، على غرار إجراء احتساب المعدل السنوي زائد معدل الامتحان المصيري وقسمة مجموعهما على 2 من أجل الحصول على معدل 5 من 10، وبالتالي تمكن الراسبين في هذه الشهادة من الانتقال إلى الطور الإكمالي، ويأتي هذا حسب المتحدث في وقت هناك إجراء آخر يمكن الراسبين الذين لهم معدلات جد ضعيفة من الانتقال أيضا، مشيرة إلى الامتحان الاستداركي الذي سيكون يوم 26 جوان، وهو ما رفضه المتحدث باعتبار أن وزارة التربية تشجع على الكسل والنتائج الضعيفة. وأكد المتحدث أن الاتحاد دعا الوزارة الوصية في أكثر من مناسبة لإلغاء إنقاذ الناجحين، مقدما سلبيات إعطاء ثلاث فرص لانتقال تلاميذ الخامسة ابتدائي إلى المتوسط، مشتكيا من ضعف مستوى هؤلاء عند وصوله إلى الإكمالي، حيث أكد أن أساتذة المتوسط يعانون بسبب ذلك. وتحدث عمراوي عن عمليات التضخيم في نقاط ومعدلات الفصول التي يقوم بها مديرو الابتدائيات والأساتذة من أجل تسجيل أكبر نسبة نجاح على المستوى الولائي وحتى الوطني، إثر احتساب المعدل السنوي في معدل القبول، محذرا من المساس بمصداقية التعليم بالجزائر، بعد أن قال “كل التلاميذ ينتقلون إلى المتوسط، إلا من رفض ذلك”، مضيفا أن امتحان نهاية المرحلة الابتدائية شكلي فقط.