أوضح المعارض الليبي الدكتور الهادي شلوف، الخبير بالعلاقات الدولية والقانون الدولي والقانون الجنائي الدولي وعضو المحكمة الجنائية الدولية لاهاي، ورئيس حزب العدالة والديمقراطية الليبي في تصريحات ل”الفجر”: “إن زعماء المجلس الانتقالي الليبي المعارض يقومون بعقد الصفقات التجارية وهو ما يعني، حسب المعارض الليبي، انحرافا خطيرا عن الأهداف التي أعلنتها المعارضة في بداية ثورتهم ضد العقيد الليبي معمر القذافي الانتقالي الليبي يحصد مزيد من الدعم الصهيوني وجهود إفريقية لإقناع القذافي بالرحيل وتأتي تصريحات شلوف، في وقت لا تزال تحوم الشكوك حول طبيعة المجلس الانتقالي الليبي والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها في ليبيا تحت سقف إسقاط نظام القذافي الدكتاتوري. وقال شلوف: “المجلس الوطني هيئة إدارية مهمته الأساسية تسير الأمور اليومية وتحرير البلاد وليس إجراء العقود التجارية أو الاتفاقيات الدولية أو التحدث عن الانتخابات”. وفي سياق متصل، قال رئيس حزب العدالة والديمقراطية الليبي، في حوار سابق مع صحيفة “فويس نيوز” الأمريكية، إن مهمة المجلس الانتقالي الليبي لا بد ألا تتعدى ضمان تنحي القذافي وأن مهمة إنشاء الحكومة الوطنية الليبية القادمة بعد سقوط القذافي ليست من صلاحياته”. كما يقول شلوف أنه وحزب العدالة والديمقراطية التي يترأسه لن يتنازل عن قرار محاكمة القذافي وأبنائه وكل معاونيه بعد القبض عليه، مشيرا إلى محاكمتهم ستتم داخل ليبيا. واعتبر شلوف أن وزير الخارجية المستقيل موسى كوسا ومندوب ليبيا لدى الأممالمتحدة عبد الرحمن شلقم الذي أعلن تمرده على النظام أيضا سيلاحقان لأنهما تورطا في أعمال إجرامية من قبل ضد الشعب الليبي. وعلى الصعيد الميداني زار، أمس، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لمصراتة، برنار هنري ليفي، المعروف بأجندته الصهيونية وانتمائه اليهودي المتطرف، وهو يحمل 5 رسائل تأييد موقعة من عمداء 5 بلديات في فرنسا: ليون وتولوز وستراسبورغ وليل وباريس. وأكد ليفي في مؤتمر صحفي عقد في ختام جولته، تأييد عمدة بلدية ليفي لقضية مصراتة، وبهذا الخصوص أضاف ليفي أنه من النادر جداً أن ترى في فرنسا توافقاً بين السيدة أوبري عمدة المدينة والرئيس ساركوزي، إلا أن قضية مصراتة وحدت الاتجاه بين الاثنين. وعبر ليفي عن اندهاشه لدى زيارته للمنطقة الغربية للمدينة، وقال ليفي “لقد شاهدت في حياتي مدن مدمرة، ومدن أشباح، لكن ما رأيته في مصراتة اليوم لم أره في حياتي أبداً”، وأضاف ليفي قائلاً “لم أر في حياتي دماراً بهذا الحجم، أدوار كاملة من العمارات تدمر، وقطع للكهرباء، ولم أتخيل أني سأرى دماراً بهذا الحجم في شارع طرابلس، فما رأيته لا يتصوره العقل”. وأضاف ليفي: “الشيء الآخر الذي لم أتصوره حجم الشجاعة والبطولة لدى سكان المدينة، صحيح أن المجتمع الدولي تدخل لمنع مجزرة في بنغازي، لكن في مصراتة السكان أنفسهم من أوقفوا حدوث ذلك”، وقال ليفي “لقد كنت صباح اليوم في زيارة لمنطقة عبد الرؤوف غربي المدينة بحوالي 25 كيلومتر، ولم أتصور أن مدنيين بأسلحة بسيطة صدوا هجوم الدبابات، لا أعتقد أن هناك أمثلة كثيرة في تاريخ الحروب لمثل هذه البطولات”. وتحدث الأستاذ خليفة الزواوي، رئيس المجلس المحلي الانتقالي بالمدينة شاكراً المبعوث الخاص للرئيس ساركوزي على زيارته، مثمنا دور فرنسا في دعم الثورة في ليبيا. كما أكد سليمان الفورتية عضو المجلس الانتقالي المحلي مصراتة أن المجلس قد قرر أن يمنح السيد ليفي شرف مواطن المدينة.ورافق السيد ليفي خلال زيارته المدينة، وفداً من المجلس الوطني الانتقالي على رأسه السيد علي زيدان مندوب المجلس الوطني الانتقالي الليبي في أوروبا. من جهته، استقبل أمس، الزعيم القذافي وفد الاتحاد الإفريقي برئاسة رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، وسط دلائل على تضاؤل فرص التوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع المستمر منذ ثلاثة أشهر وانفضاض حلفاء النظام بصورة متزايدة عنه. ولكن الخبراء أكدوا أن الرهانات على المجهود الدبلوماسي رهانات عالية، وسيأتي فشل التحرك الإفريقي في إيجاد حل يقبله نظام القذافي والثوار وحلف شمالي الأطلسي في وقت أكدت بريطانيا وفرنسا دفع مروحيات حربية إلى ميدان العمليات الأطلسية.