أكد المعارض الليبي الهادي شلوف، عضو المحكمة الدولية، في اتصال هاتفي له مع “الفجر” من جنيف، أنه لا يحتكم على أي دليل مادي أو تقرير يؤكد مزاعم بعض قادة المعارضة الليبية في اتهامها للجزائر بأنها تقود حملة المرتزقة إلى ليبيا لدعم صفوف كتائب العقيد معمر القذافي. وقال شلوف: “ليس لدي أي دليل قانوني على تورط الجزائر” القذافي سيسقط على طريقة غباغبو وأدعو إلى التدخل البري للقوات الدولية في هذا الصدد أوضح محدثنا، أن مزاعم المجلس الانتقالي في هذا الشأن غير مؤكدة، بشكل مادي يدين الجزائر. وأعرب شلوف عن احترامه الشديد للجزائر قائلا: “علاقات الشعب الليبي بالشعب الجزائري كانت وستظل إلى الأبد علاقة أخوة، وأكثر من صداقة”. وأضاف المعارض الليبي: “هناك علاقات تاريخية قوية تجمع الجزائر بليبيا ونحن نؤكد على أهميتها في كل الظروف”. وفي سياق متصل، أكد شلوف على أن المجلس الانتقالي الليبي لا يعتبر مجلسا منتخبا من الشعب الليبي، وهو ما يعزز من أن دوره انتقالي من أجل تسيير المرحلة الانتقالية ليبيا إلى غاية ما يتمكن الثوار أو أي قوة أخرى على إقناع القذافي بضرورة الرحيل عن ليبيا. وقال شلوف: “نحن نسعى لتكون علاقات اقتصادية وسياسية جيدة مع الجزائر بعد سقوط القذافي سيكون ليبيا نظام جديد ودستور جديد نؤسس من خلاله لدولة حديثة”. هذا، وأشار الخبير القانوني إلى أن سيناريو الإطاحة بالقذافي سيكون مشابها للمصير الذي عاشه الإفواري غباغبو، الذي ألقت القبض عليه القوات الفرنسية وهو يرتدي ملابس النوم، وتم تسليمه إلى معارضيه لتفصل في أمره، وقال شلوف: “القذافي سيلقى مصير غباغبو عاجلا أو أجلا، وسيسقطه الشعب الليبي”. وأكد المحامي الليبي على أن المحكمة الدولية باتت تصنف الأوضاع في ليبيا تحديدا منها عمليات كتائب القذافي التي تقوم بقتل المدنيين، على أنها إبادة جماعية وجرائم حرب، سوف يتابع القذافي وأبناؤه بسببها وفقا للقانون الدولي. وشدد شلوف على أن من يتحمل عواقب الخراب والأرواح التي تزهق بالمئات كل يوم في ليبيا، هو القذافي وأتباعه، مشيرا إلى أن ثوار بنغازي لا يعتبرون جنودا بأتم معنى الكلمة بقدر ما هم مدنيون في حالة دفاع عن النفس. وأكد شلوف أن المحكمة تمتلك جميع الأدلة الجنائية التي تدين القذافي وأتباعه في هذا الشأن. واعتبر شلوف أن لا حل للصراع في ليبيا إلا من خلال التدخل الأجنبي العسكري لقوات التحالف والأمم المتحدة وبشكل بري على التراب الليبي من اجل تخليص الليبيين من قبضة القذافي. كما يقول شلوف: “القبعات الزرق هي الحل للصراع في ليبيا ولا بديل عن الخيار العسكري البري”. وفي هدا الشأن أوضح محدثنا قائلا: “صحيح أن التدخل البري قد تأخر قليلا إلا أنه يضل الحل والأخير”. وأشار شلوف إلى أنه كان أول من نصح المجلس الانتقالي بضرورة إفساح الطريق أمام التدخل البري للقوات الأجنبية”. وفي السياق ذاته أوضح شلوف أن التدخل البري لن يهدد ليبيا بأن تتحول إلى صومال جديد كما يتحدث الكثير من الخبراء محذرين من سيناريو صومال جديد أو عراق جديد بسبب التدخل البري في شؤون البلدان. وأشار شلوف إلى أن هرم النظام في ليبيا هو القذافي إن سقط يسقط معه جميع رموز النظام، والقبائل الموالية له حينها سوف تؤيد خيارات المجلس الانتقالي للحفاظ على وحدة ليبيا. من جهة ثانية، نفى القانوني الليبي أن يكون وراء الثورة الليبية أياد أمريكية وقال: “صحيح أن أمريكا سعت إلى الإطاحة بالقذافي بعد أن أطاحت بصدام حسين، إلا أن من يحرك الأوضاع في ليبيا اليوم هي إرادة الشعب الليبي ولا دور لأمريكا في المشهد الليبي”.