أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزف بلاتر أنه حسم مسألة مجلس الحكماء الذي سيساعده على تخطي الأزمة التي تمر بها السلطة الكروية العليا، حيث سيتكوّن من وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري كيسينغر ومغني الأوبرا الشهير الإسباني بلاسيدو دومينغو وأسطورة الكرة الهولندية يوهان كرويف. كشف بلاتر، الذي أعيد انتخابه قبل أيام معدودة لولاية رابعة وأخيرة، في تصريح لشبكة “سي آن آن” الأمريكية أنه كوّن لجنة حلول من أجل التعامل مع اللغط الذي ترافق مع عملية انتخابه واختيار البلدين اللذين سيحتضنان مونديالي 2018 و2022. وأضاف بلاتر “هؤلاء السادة (كيسينغر ودومينغو وكرويف) سيلعبون دورا استشاريا نوعا ما. إنهم ليسوا خبراء بل مستشارين وما يجب أن يقوموا به أيضا هو لعب دور مجلس الحكماء - هذا الأمر لن يعجب اللجنة التنفيذية لأنها تعتقد بأنها مجلس الحكماء”. ويحتاج الاتحاد الدولي لأكبر قدر من الحكمة من أجل التخلص من ذيول فضائح الفساد التي عصفت به في الآونة الأخيرة ولعل أبرزها اتهام رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام بالرشوة. وسمح الاتهام الذي وجّه إلى بن همام بفتح الباب أمام بلاتر ليكون المرشح الوحيد لرئاسة الفيفا بعد انسحاب رئيس الاتحاد الآسيوي الذي أوقف إلى جانب رئيس اتحاد الكونكاكاف وعضو اللجنة التنفيذية في الفيفا جاك وورنر بسبب التهمة التي وجّهت لهما بدفع الأموال من أجل شراء الأصوات التي تخول القطري في منافسة بلاتر على زعامة الفيفا. وأشار بلاتر، أمس الأول، إلى أن الأولوية بالنسبة له حاليا هي “إعادة بناء صورة الفيفا”، وهو الوعد الذي أطلقه السويسري بعد انتخابه، مؤكدا أنه سيبدأ مرحلة جديدة من الشفافية بعد فضائح الرشوة والتحقيقات الداخلية التي هزّت البيت الكروي العالمي، خصوصا في ما يخص التصويت لمونديالي 2018 و2022، مضيفا “الفيفا سيراقب الجميع. سيكون كل شيء واضحا تحت شعار “عدم التسامح” مع المفسدين والمرتشين”. وبهدف تحقيق الإصلاح واستعادة هيبة الفيفا، لجأ بلاتر إلى شخصين لا تربطهما علاقة وطيدة بكرة القدم وآخر فاعل جدا في اللعبة الشعبية الأولى في العالم كونه يعتبر من أساطيرها. فكيسينغر (88 عاما) الذي شغل منصب وزير الخارجية الأمريكية من 1973 إلى 1977 في عهدي الرئيسين الجمهوريين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد بعد أن كان أيضا مستشارا لشؤون الأمن القومي للرئيس نيكسون من 1969 إلى 1973، لعب دورا هاما في حصول بلاده على شرف تنظيم مونديال 1994 كما كان من الفاعلين في فريق نيويورك كوزموس خلال السبعينيات كما ساعد اللجنة الأولمبية الدولية في تحقيق بعض الإصلاحات بعد فضيحة التصويت على منح مدينة سولت لايك سيتي الأمريكية شرف استضافة دورة الألعاب الشتوية عام 2002. ولم يعط كيسينغر حتى الآن موافقته الرسمية على الانضمام إلى لجنة الحكماء وهو يتحدث الأسبوع الماضي في تصريح لراديو شبكة “بي بي سي” البريطانية عن الدعوة التي قدمها له بلاتر، قائلا “نعم، لقد دعاني لكنه لم يحدد (ما يريده) واكتفى بالقول إنه يريد إنشاء مجموعة مكونة من رجال حكماء للعمل على المسائل التي حصلت مؤخرا”. وواصل “أنا مشجع متحمس لكرة القدم وكنت كذلك طيلة حياتي. أشاهد المباريات بقدر الإمكان. إذا كان باستطاعتي مساعدة هذه الرياضة فسأشارك لكن يجب أن أعرف هوية المشاركين الآخرين وما هي الشروط المستند عليها قبل أن ألتزم”. وتحدث بلاتر عن دومينغو وكيسينغر، قائلا “بلاسيدو دومينغو سيكون جزءا من اللجنة. إنه سعيد. إنه فخور لأنه جزء من اللجنة. الأمر ذاته ينطبق على كيسينغر. يقولون بأنه عجوز لكنه رجل حكيم. دعوني أعمل مع لجنة الحلول هذه. وإذا ارتأت لجنة الحلول أو لجنة الأخلاق بأن عليها القيام بشيء ما، فلندعهم يتخذوا القرارات”.وسيترأس مسؤول في الفيفا لجنة الحلول التي رأى بلاتر أنها ستؤمّن رؤية مستقلة خارجية للعمل الذي يقوم به الاتحاد الدولي، مضيفا “طلبت مني عائلة الفيفا أن أحل مشكلة الفيفا من داخل الفيفا”، مشيرا إلى استحالة فتح مسألة إيجاد الحلول أمام الجميع، لأن الاتحاد الدولي مؤسسة منظمة جدا ينضوي تحت لوائها 208 اتحادات عضو من ست قارات.