استضافت مكتبة سقراط بالعاصمة، أمسية السبت، وفي إطار إحياء ذكرى موريس أودان، الباحث محمد رباح الذي ألقى محاضرة تحت عنوان “الحوار الثقافي”، وقدم من خلالها مؤلفه “دروب ورجال” عن دار نشر “الألف ورقة”، للجمهور الذي حضر اللقاء من مجاهدين، صحفيين، كتّاب وأصدقاء بالإضافة إلى الطلبة الجامعيين. الكتاب الذي ضمّ ثلاث أقسام يعد مرجعا تاريخيا هاما يؤرخ لمسيرة مناضلي الثورة التحريرية خصص القسم الأول منه لمسيرة المناضل مصطفي سعدون في الولاية الرابعة من جويلية 1956 إلى غاية تنقله عنوة إلى الحدود المغربية سنة 1960، وتطرق القسم الثاني من المؤلف للمناضل نور الدين رباح باعتباره صديق حميم ورفيق درب مصطفى منذ انخراطهما في اتحاد الشبيبة الديمقراطية الجزائرية التي أسست في 17 فيفري 1946، ثم التحاقه بصفوف النضال ضد المستعمر إلى أن توفي إثر قصف جوي وهو يحمل قنبلة في يده. أما القسم الأخير من الكتاب فقد تناول نبذات تاريخية عن أسماء ناضلت ضد الاستعمار الغاشم أمثال: بيار غناسية الذي سقط في ساحة الشرف سنة 1957، عبد الحق شوخال الذي قتل أواخر أكتوبر 1957 في غابة ريغة، ريموند بيشار الملقبة بالطاوس المتوفاة في 26 نوفمبر 1959، اودات فواران، عبد الرحمان طالب الذي فارق الحياة يوم 24 أفريل 1958، وموريس أودان. تخلل اللقاء مداخلات للمؤرخ عبد المجيد عزي والمجاهد عبد العليم مجاوي، وكذا محمد لعروسي منسق بقسمة المجاهدين للجزائر وسط، دارت في مجملها حول مساهمة بعض الأصدقاء الفرنسيين في الثورة التحريرية خاصة النساء في الولاية الثالثة وبالضبط الناحية الثانية مثل ريموند بيشار ودانيالا وغيرهن اللواتي انخرطن كممرضات في صفوف جيش التحرير الوطني، وناضلن من أجل الحرية إيمانا منهن بعدالة القضية الجزائرية. واختتم اللقاء بنبذة عن موريس أودان الذي منحت الجزائر اسمه لساحة مركزية بالعاصمة، وعن دوره في مساندة الثورة الجزائرية منذ انخراطه في الحزب الشيوعي الجزائري سنة 1953، إلى أن قبض عليه في 11 جوان سنة 1955 في منزله بأول ماي واقتيد إلى بناية كانت في طور الإنجاز بالأبيار أين أمضى عشرة أيام من الجحيم. ولا يزال مكانه مجهولا رغم ما تحاول عائلة الفقيد معرفته من خلال مراسلاتها الدائمة للسلطات الفرنسية.