ضيف هدا العدد من الملحق الرياضي لجريدة »الجمهورية« كان إستثنائيا ومميزا ساهم بفضل أبحاثه المستقاة من عمق التاريخ والمستمدة من النصوص الموثقة في إثراء المكتبة الوطنية بمؤلفاته القيمة التي هي نتاج بحث طويل وسفريات ماراطونية عبر بلدان الشرق الأوسط والخليج العربي أفرزت عصارة من الحقائق والمعلومات الناذرة حول أهم المراحل التاريخية التي عاشتها كرة القدم الجزائرية في الفترة الإستعمارية وما بعد الإستقلال وإلى غاية مشاركة المنتخب في المونديال الإفريقي وتكللت هذه الرحلة الإستكشافية عبر رفوف مصالح الأرشيف إنطلاقا من معهد »أكس أونبرافانس« بفرنسا ومرورا بمحررات الأقدام السوداء ووصولا إلى المكتبة الوطنية بالعاصمة وأرشيف جريدة الجمهورية تكللت بصدور مؤلف تاريخي تحت عنوان ملحمة كرة القدم الجزائرية للكاتب لحسن بلحوسين الذي إستضافته »الجمهورية« لمحاورته في أمور عديدة تمحورت أساسا حول الحقائق التاريخية التي تناولها هذا الكتاب حول أهم المراحل التي مرت بها كرة القدم الجزائرية رغم العراقيل التي شهدتها عملية النشر والتوزيع وتأسف محدثنا على عدم تصنيف إصداره ضمن المؤلفات الثقافية لحد الآن كما راسل »الفاف« ووزارة الشبيبة والرياضة لإطلاعهم على مضمون الحقائق التاريخية لهذا المؤلف كيف لا حياة لمن تنادي . السيد لحسن بلحوسين »مرحبا بك ضيفا في الملحق الرياضي لجريدة »الجمهورية« نود في البداية معرفة سر ولوجك عالم الكتابة والتأليف رغم أنك معروف في الوسط الإعلامي لمقابلاتك التحليلية المتميزةبالمجلة الرياضية 90دقيقة؟ في البداية أشكركم جزيل الشكر على هذه الإستضافة الطيبة التي أسعدتني كثيرا خصوصا وأن جريدة الجمهورية« هي منبر إعلامي ثري واستعنت بأرشيفها في أبحاثي وأعتبره مرجعا هاما وتاريخيا لا غنى عنه بما يضم الكثير من المعلومات والحقائق الهامة التي ساعدتني في تأليف كتاباتي وقبل أن أجيب على سؤالك أحيطكم علما أنني نشأت وترعرعت بالحي العتيق الحمري وأنا فخور لكوني »حمراويا« وأعشق فريق المولودية حتى النخاع ولعل هذا الجانب دفعني للكتابة وتأليف ملحمة كرة القدم الجزائرية الذي صدر في الصائفة الفائتة. قبل الحديث عن مؤلفك الجديد الخاص »بملحمة كرة القدم الجزائرية حدثنا عن مسيرتك المهنية وكيف تلخص تجربتك في مجال الكتابة الصحفية ؟ كما أسلفت الذكر أنا من مواليد 26 أفريل 1951 بالحمري وقضيت أمتع أوقات طفولتي بهذا الحي إلى غاية بلوغي سن السابعة إنتقل البيت العائلي إلى حي »مارافال« وتابعت دارستي الثانوية بمتقنة حي النخيل ونلت شهادة البكالوريا بثانوية باستور ثم سافرت بعدها إلى فرنسا أين أتممت دراستي الجامعية إلى غاية 1971 وتحصلت على شهادة مهندس دولة وتابعت تعليمي العالي بجامعات ليل، أميان، أنجي ، ونيس إلى غاية حصولي على شهادة الدكتراه في المناجمت بتقدير عالي رغم أنني تخرجت بشهادة مهندس تخصص هندسة ميكانيكية . هل تلقيت تحفيزات لإتمام دراستك العليا بفرنسا؟ كان من المفروض أن أتنقل إلى بوستن بعد حصولي على شهادة البكالوريا آنذاك لتلقي تكوين في الخارج تحت رعاية مؤسسة سونطراك خاصة وأنني كنت من ضمن خريجي الدفعة الأولى التي إستفادت من هذه التجربة لكنني أخطرت بتوقيع إتفاقية لمدة 10 سنوات خاصة بالخدمة الوطنية وسافرت إلى باريس بدون منحة دراسية وكيف تدبرت أمورك هناك ؟ كانت لدي شقيقة تقطن بجنوبفرنسا وتحديدا بمنطقة »نيس« حيث عملت في بعض المشاريع العمومية بمقاطعة »موناكو« وسافرت إلى العديد من البلدان بحكم تخصصي في وضع المخططات التنفيذية للمشاريع حيث سمحت لي تجربتي المهنية بزيارة بلدان الشرق الأوسط والخليج العربي وقضيت مدة 10 سنوات بالعربية السعودية وإيران هل ساهمت رحلاتك إلى بلدان الشرق الأوسط والخليج العربي في إثراء أبحاثك التي دفعتك نحو الكتابة؟ إلى حد بعيد ساهمت سفرياتي عبر بلدان الشرق الأوسط وأوربا في كتابة مؤلفاتي رغم أنني تفرغت كثيرا لحياتي المهنية بدليل أنني أشرفت على مشاريع هامة وأنا مهندس شاب لا أحتكم على الخبرة الكافية إذ إشتغلت كمسؤول على المخططات التنفيذية لإحدى المشاريع التي إستحدثت لأول مرة والخاصة بإنجاز الطرق السريعة وكنت أعمل مع فريق من الخبراء والمهندسين الأمريكيين. ألا تعتقد أن تخصصك المهني بصفتك رجل ميدان ومسؤول عن المشاريع العمومية لا علاقة له بفن الكتابة فكيف إستطعت أن توفق بين موهبتك وحياتك المهنية؟ لعلمكم أن بدايتي مع التأليف كانت في صلب تخصصي حيث سبق لي وأن أصدرت مؤلفات حول مخطط صيانة المعدات وكان أولى إصداراتي الكتابية وكتبت أيضا مؤلفا حول صيانة القاطرات وبعد هذه التجربة الأولى تنقلت إلى العربية السعودية وعدت إلى باريس وسافرت إلى السينغال أين عينت مسؤولا على المكتب التقني لصيانة العتاد الخاص بتشغيل حقول الفوسفات بمدينة تيبة علما أن مؤلفي الخاص »بصيانة المعدات« صدر بإيران سنة 1978 والثاني كان في سنة 1976. بحكم تجربتك المهنية الطويلة التي منحتك المزيد من الخبرة والكفاءة في هذا المجال ألم تفكر في توظيفها بالجزائر؟ لقد عملت لفترة قصيرة بالجزائر وتحديدا مع مؤسسة سونطراك حيث أشرفت على مشروع كبير »بروتردام« خاص بتأطير مهندسين أجانب من هولندا واليابان وكان ذلك في سنة 1996 ولا غرابة في الأمر إن قلت لكم بأنني أشرفت على تكوين إطارات يابانية التي إستفادت آنذاك من تجربتي قي مجال الصيانة بمنطقة حاسي رمل وقد كلفت في تلك الفترة بوضع نظام معلوماتي للتحكم في صيانة أنابيب الغاز بالموقع الرئيسي لحاسي رمل وتركيب نظام مماثل ب 8 مواقع أخرى ثانوية بالجنوبالجزائري وكانت هذه التجربة ناجحة . كما أشرفت سابقا على صيانة العتاد الطبي بمستشفى وهران الجامعي وكان ذلك بطلب من المديرية العامة للمستشفى في سنة 1998 وكما ذكرت سالفا لقد إشتغلت أيضا »بموناكو« بشركة تتكفل ببرمجة نظام معلوماتي لتسيير البنوك الدولية التي كانت موجودة »بموناكو« ثم أنشأت شركتي الخاصة (أل. بي . أو) وإستقريت بمنطقة »أكس برافونس« حيث تتكفل شركتي بتقديم خدمات لتأهيل المؤسسات . الأكيد أنكم من ضمن الكفاءات التي إستعانت بها الدولة لتجسيد برنامج تأهيل المؤسسات؟ تتحدثين عن مشروع »ميدا« لقد كنت طرفا مستقلا في هذا المشروع أي بمعنى عملت كمستشار بصفتي خبيرا في المناجمت لكنني لم أتممم مهامي لأنه من الصعوبة تجسيد هذا البرنامج في بلادنا وصراحة فإن الكفاءات الجزائرية معترف بها في الخارج ومهمشة في بلادها ولا أفهم إذا كانت الخبرة تقاس بلون الشعر أو العينين أو المهم الإستعانة بالأجانب في الوقت الذي تتواجد فيه العديد من الكفاءات بالمهجر تتقلد مناصب عليا والحمد لله بفضل »الأنترنت« أصبحنا نتواصل ونتبادل الخبرات والأبحاث ونتابع عن كثب ما يجري بالجزائر. لنعرج إلى الحديث عن إهتماماتك بعالم الكرة المستديرة من خلال إصدارك لمؤلف جديد تحت عنوان »ملحمة كرة القدم الجزائرية« ما مضمون هذا الكتاب؟ وكيف جاءتك الفكرة لتأليفه؟ »ملحمة كرةالقدم الجزائرية« هي نتاج بحث أكاديمي ووثائقي إستمر لمدة عامين كاملين إذ جمعت خلال هذه الفترة كل المعلومات الخاصة بتاريخ كرة القدم بالجزائر وبشمال القارة الإفريقية خلال الفترتين الكولونيالية وما بعد الإستقلال أي منذ سنة 1897 وإلى غاية 1962 والشطر الثاني من هذا الكتاب يتحدث أيضا عن الأجيال التي تعاقبت منذ إنشاء الإتحادية الجزائرية للعبة وأهم الشخصيات الرياضية التي برزت على مسرح الأحداث الكروية وإلى غاية تأهل المنتخب الجزائري إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010. ويتضمن هذا الكتاب قراءة تحليلية في تاريخ الكرة الجزائرية مع سرد أهم المراحل التي مرت بها اللعبة منذ نشأتها إلى غاية آخر مشاركة للخضر في المونديال الإفريقي . وتخللت هذه المراحل أحداث كروية تروي حقائق تأسيس الإتحاد الفرنسي وأهم المنافسات الرياضية البارزة في تلك الفترة وتناولت أيضا تحاليل خاصة بلقاءات المنتخب الوطني الرسمية مع ذكر الأجيال التي ساهمت في صنع الفترة الذهبية لكرة القدم الوطنية ولم أستثن المدربين واللاعبين والحكام ورؤساء النوادي. ما هي أهم المصادر التي إعتمدت عليها في أبحاثك؟ فضلت الإستعانة بكل الحقائق التاريخية المؤرخة أو الموثقة حيث إستنجدت بالأرشيف الموجود بمعهد أكس بروفانس« بفرنسا واكتشفت حقائق عديدة لها علاقة بكرة القدم الجزائرية وجمعت وثائق من الإتحادية الفرنسية والأقدام السوداء وأتممت أبحاثي بالمكتبة الوطنية بالعاصمة وبعض المعلومات إستقيتها من أرشيف جريدتكم. لماذا لم تفكر في تدعيم أبحاثك في تدوين هذا المؤلف بشهادات حية لمن عايشوا هذه الفترة؟ في الحقيقة لقد تجنبت الإستعانة بالشهود الذين عايشوا هذه الفترة الزمنية لإعتبارات عديدة وذلك لتضارب الأقوال وغياب الدقة في المعلومة لأننا إذا تحدثنا مع ثلاثة أشخاص مثلا عايشوا نفس الحدث فإننا حتما لن نقف عند حقيقة واحدة. وهو ما أعتبره فرصة للحقائق التاريخية التي عاشتها كرة القدم الجزائرية ما هو أكيد أن إعداد هذا المؤلف تطلب منك فترة زمنية طويلة في البحث والتنقيب عن المعلومات الموثقة ؟ هذا صحيح لقد إستغرقت فترة إعداد »كتاب ملحمة كرة القدم الجزائرية : »la saga du football Algerein« مدة 4 سنوات كاملة موزعة ما بين البحث وتركيب المادة والتأليف حيث يتكون الكتاب من 327 صحفة بعدما تم تقليص جزء منه لأسباب رقابية وسرية بعض الوثائق والصور التاريخية وذلك من أصل 15000 صورة جمعتها أثناء القيام بعملية البحث. على ماذا ركزت في تحليلك للمراحل التاريخية التي مرت بها كرة القدم الجزائرية بالتحديد؟ الكتاب مقسم إلى جزءين ويتناول فترتين من الزمن مرت بهما الكرة الجزائرية الأولى عالجت فيها بالتحليل واقع اللعبة في الحقبة الإستعمارية وإستنددت إلى أهم المراحل التي شهدتها الرياضة الجزائرية ب 3 أقطاب عاشت على وقع التغيرات السياسية والأحداث الرياضية وهي العاصمة، وهران وقسنطينة والشطر الثاني من الكتاب تطرق للتحولات التي شهدتها المغرب وتونس في سنوات 1956 ثم تناولت بالبحث والتحليل فترة ما بعد الإستقلال وأهم ما عرفته كرة القدم إلى غاية يومنا هذا. ويتضمن مؤلفي بالأرقام والتواريخ مشوار كل جيل مع ذكر التفاصيل الخاصة بمشوار الأندية والهيئات الرياضية وحصيلة المنافسات الرياضية وكل ما يتعلق بالشخصيات البارزة على مسرح الأحداث الرياضية في تلك الفترة وبحثي لم يقتصر على الإحصاء وإنما تطرقت لنظام البطولات منذ إنشاء كريتيريوم وجميع الأقسام والمستويات بالتفصيل والتدقيق. ما هي الدوافع التي جعلتك تؤرخ للأحداث الكروية التي شهدتها البلاد في الأزمنة الغابرة. ما حز في نفسي هو أن الباحث في كرة القدم الجزائري لا يجد ضالته في المكتبة الوطنية لوجود فراغ في سرد الوقائع التي مرت بها الكرة الجزائرية فعدا ما تتناوله المنتديات على المواقع الإلكترونية الخاصة بتاريخ المنتخب الوطني فلا توجد مراجع هامة تتناول بالتحليل تاريخ اللعبة. فعلى سبيل المثال لا نجد معلومات كافية إذا تصفحنا مواقع الأندية حول تفاصيل نشأتها ومسيرتها الكروية وللأسف فريق بحجم نادي مولودية وهران لم يحظ بالقدر الكافي من الإهتمام في تدوين تاريخه الكروي الحافل بالإنجازات وهذا ما جعلني أبحث في النصوص التاريخية لحفظه في المرجع، وهناك الكثير من الحقائق التي غيبت عن واقع الكرة لا سيما بعاصمة الغرب فالكثيرون يجهلون بعض الأسماء التي ساهمت في بناء الهيئات الرياضية على غرار ميلود بن عمر، وزميله ميلود عبدالإله اللذان أساس رابطة وهران في الحقبة الإستعمارية وهما من مؤسسي أيضا الفريق العريق إتحاد وهران وكان بن عمر أيضا من بين اللجنة التي أشرفت على وضع الأسس الأولى لبناء ملعب "فوك ديبراك" (ملعب زبانة حاليا) وذلك في سنة 1955 وإسمه مدون بإحدى الواجهات الرئيسية للملعب. هل هناك المزيد من الحقائق التاريخية التي ينفرد بها كتاب "الملحمة"؟ - المتصفح لهذا المرجع التاريخي سيجد الكثير من المعلومات المتعلقة بتاريخ الكرة الجزائرية. من ذلك الحكام الجزائريين الذين صنعوا تاريخا للتحكيم الجزائري ودونوا أسماءهم في سجل الرياضة يتقدمهم قويدر بن زلاط الحكم الدولي الذي برز إبان الإحتلال الفرنسي للجزائر، وكان أحد مؤسسي فريق "ليمو" سيدي بلال رفقة الجوهرة السوداء ڤناوي وحمو بوتليليس. وماذا عن الأحداث التي عاشها فريقك المفضل مولودية وهران هل أخذت حيزا هاما في صفحات هذا الكتاب ؟ - الأكيد أن فريق مولودية وهران الذي يعد من أرق الأندية الجزائرية له إنجازات عديدة وبطبيعة الحال نال نصيبه في سرد وقائع الكرة الجزائرية لكنني فضلت التطرق لمسيرة النادي في مؤلفي الجديد الذي أحضره حاليا والذي يعد إمتداد لملحمة كرة القدم الجزائرية والخاص بملحمة كرة القدم بغرب البلاد الذي يقوم بتأليفه زميلي وصديقي الدجال الهواري، ويتضمن هذا الكتاب بالتحليل تاريخ أندية الغرب بداية من فريق "ليزمو"، المولودية، الجمعية مرورا بوداد تلمسان، إتحاد بلعباس ووصولا إلى زمن الإحتراف بالجزائر، وسنعتمد على نفس منهجية البحث في النصوص الموثقة. هل تعتقد أن الإعلام الرياضي أصبح يساهم في تدوين تاريخ الكرة الجزائرية في الوقت الراهن؟ - للأسف ما تنتهجه بعض الصحف المتخصصة في الرياضة أصبحت تعتمد على الأسلوب الترويجي الإشهاري أو ما يعرف بكولسة " الأحداث" لأغراض تجارية دون اللجوء إلى التحاليل بالطريقة الإحترافية المثلى ونحن بعيدين كل البعد عن الإعلام الأوروبي وهذا لا يعني أننا لا نملك أقلام صحفية ساهمت في إثراء تاريخ الرياضة مثلما هو الشأن بالنسبة للزميل بسول أحمد المعروف بمقاولاته الشهيرة والزميل الدجال الهواري الذي يحضر حاليا كتاب جديد حول صانعي مجد الكرة الجزائرية " تحت عنوان (Les gloires du football Algerien) كما نجد بفرنسا أسماء مماثلة دونت تاريخ الفرق البارسية أمثال الكاتب "ايفان زاكين" هل حقق كتاب ملحمة كرة القدم الجزائرية منذ صدوره نجاحا وإقبالا كبيرا في عملية تسويقه وكيف يتم نشره وتوزيعه؟ - عملية نشر هذا المؤلف إصطدمت في بادئ الأمر بعدة عراقيل حالت دون إيجاد دار نشر تهتم بنشره، لقد اتصلت بجميع دور النشر الموزعة عبر تراب ولاية وهران وكلها رفضت إصدار المؤلف وساعدني في هذه المهمة زميلي شايب ذراع الذي قام بالعديد من المحاولات لإقناع المعنيين بنشر الكتاب لكن لا حياة لمن تنادي، وحاولت تسويق مؤلفي بفرنسا واتصلت بدار النشر التي إشترط مسؤوليها التكفل فقط بنشر الجزء المتعلق بالفترة الكولونيالية مع حذف ما يتعلق بتاريخ كرة القدم بعد الإستقلال وهو ما رفضته جملة وتفصيلا وواصلت عملية بحثي واتفقت مع "ألف ديزاين| لكن لأسباب مالية توقفت العملية قبل أن تتكفل دار النشر "الحبر" بإصدار هذا الكتاب في جوان 2010 أي قبل أسبوع فقط من مشاركة الفريق الوطني في مونديال جنوب إفريقيا . لم تجبني عن الشطر الأول من السؤال؟ - أنا لست مهتم بالجانب التجاري في عملية توزيع وتسويق مؤلفين لإن نصيبي لا يتعدى 10 ٪ من هذه العملية التي تقتطع من سعر الكتاب ما قيمته 100 دج للوحدة. والأهم من كل هذا هو أنني ساهمت في إعداد مرجع تارخي للأجيال اللاحقة، ويكفيني أن أتصفح إحدى المواقع الإلكترونية عن شبكة الانترنيت على غرار موقع "ويكيدبيا" الذي يستند لهذا المرجع في سرد الحقائق التاريخية للكرة الجزائرية وهو ما اعتبره تحدي ونجاح مهني لا مشير له . وأعلمكم أن بعض وسائل الإعلام السمعية البصرية والمكتوبة ساهمت في هذا المنتوج الفكري على غرار مشاركتي في حصة صباح الخير " لقناة كنال ألجيري" الفضائية وقمت بعرض مؤلفي ونفس الشأن بالنسبة للقناة الثالثة الناطقة باللغة الأمازيغية وراديو وهران، معسكر، بلعباس ، ومؤخرا بإذاعة تلمسان وكذا عبر منبركم الإعلامي " جريدة الجمهورية " التي لعبت دورا هاما في ترويج هذا الكتاب القيم وعرضه للقرائ وهذا المؤلف متوفر حاليا بمكتبة العاصمة. هل لقي مؤلفك الفريد من نوعه بالجزائر لخصوصية المعلومات التي يتوفر عليها إعتراف من طرف القائمين على شؤون القطاع سواءا من وزارتي الثقافة أو الشبيبة والرياضة؟ -لحد الآن لم يصنف كتابي ضمن المنتوجات الثقافية ولم أتلق ردا من الوصاية للتأشير على هذا الإصدار التاريخي ولا أفهم سبب عدم إعتراف المسؤولين بكون هذا المؤلف موروث ثقافي وأحد رموز التاريخ الكروي باعتباره مرجحا نفيسا يتناول بالبحث والتدقيق أهم فترة تارخية مرت بها الجزائر، من المفروض أن يصنف من بين المؤلفات القيمة التي تتوفر عليها رفوف المكتبة الوطنية وأنا شخصيا راسلت أيضا "الفاف" ووزارة الشبيبة والرياضة وأرفقت المراسلة بنسخة من كتاب ملحمة كرة القدم الجزائرية لإطلاعهم على هذا المنتوج لكنني لم أتلق الرد الشافي بخصوص هذا الإصدار الذي سيكون من دون شك مرجعا تاريخيا يستعين به الشباب في أبحاثه المستقبلية. كرة القدم الجزائرية دخلت عالم الإحتراف ما رأيك في هذه التجربة النموذجية الأولى من نوعها في بلادنا؟ - الإحتراف لم يكن موجودا بالجزائر ولا يمكن مقارنته بفترة الإصلاح الرياضي لسنة 1977 حيث كانت المؤسسات الوطنية تتكفل بتمويل الأندية ، أما حاليا فالجزائر من الدول التي كانت مضطرة لتطبيق هذه السياسة التي أقرتها "الفيفا" لتمكين المنتخبات من المشاركات الدولية ونحن وبالرغم من ولوجنا هذه التجربة نبقى بعيدين كل البعد عن مستوى الإحتراف المطبق بأوروبا. قياس ببعض الشخصيات التي تسير أنديتنا والتي لا تملك للأسف المؤهلات اللازمة لتبني هذه السياسة أو إدارة مجلس إداري لشركة رياضية ذات أسهم فعدا القلة القليلة التي تتوفر على بعض المسيرين المؤهلين لهذا المنتخب على غرار شبيبة بجاية، إتحاد العاصمة، رائد القبة وغيرها من النوادي التي سايرت الإحتراف فإن أغلبية الفرق لم تتألق مع النظام الجديد وهي بحاجة للمزيد من التجربة وكسب الخبرة. في رأيك ما هي الحلول المناسبة التي تراها كفيلة بإصلاح الوضع وتمكين الأندية من مسايرة التجربة الإحترافية؟ - يجب أن نتخلص من التفكير الهاوي ونبحث عن الكفاءات القادرة على تسيير شؤون الأندية ولا أعني كفاءة اللاعبين القدامى الذين بإمكانهم تقديم الدعم للفريق من الناحية التقنية أو الفنية لكن ما أقصده هو البحث عن أهل الإختصاص في التسيير الرياضي أو بالأحرى في إتباع منهجية سليمة في إدارة الشركات الرياضية ويجب الإستنجاد بمن لديهم تكوين وقاعدة في تخصص المناجمنت الرياضي ومستقبلا الإحتراف يتوقف على هذا الجانب. لكن الإتحادية لم تشترط على مسؤولي النوادي الإسعانة بمختصين لتسيير الشركات الرياضية في تطبيق سياسية الإحتراف؟ - أظن أنه هذا ليس من صلاحيات "الفاف" التي ينحصر دورها في تجسيد هذا النظام الجديد وإنما النوادي هي المسؤرلة على جانب الكفاءات والأخد بمشورة المختصين في هذا المجال. بصفتك خبير في المناجمنت الرياضي هل تلقيت عروضا من طرف مسؤولي الأندية للاستفادة من تجربتك في مجال التسيير الرياضي؟ - وإن كنت أفضل عدم الكشف عن مشاريعي المستقبلية لكنني أأكد لكم بأنني بصدد دراسته عرض يتمثل في تكوين المناجرة في تخصص المناجمنت بعدما تلقيت إتصالا من أحد النوادي الوهرانية التي طلبت خدماتي للإستفادة من خبرتي في التسيير الرياضي والمساهمة في إنشاء مركز للتكوين تماشيا مع السياسة الإحترافية. هل بإمكاننا معرفة اسم النادي فإما المولودية أو الجمعية؟ - هذا أمر سري وسأبوح به في الوقت المناسب. هل تفكر في كتابة مؤلفات أخرى جديدة؟ - أن حاليا بصدد إعداد كتاب خاص بخريجي مدرسة الفلاح التي تعد رمزا للثقافة الإسلامية بوهران وهدفي هو التطرق إلى أهم الأحداث والمراحل التي مرت بها الحركة الإصلاحية بعاصمة الغرب بداية بعرض مسيرة المشايخة الذين تعاقبوا على مدرسة الفلاح كالشيخ المهاجي وإلى غاية عهد الشيخ الياجوري مرورا بالشيخ الزادوي ويتضمن المؤلف حياة خريجي مدرسة الفلاح القرآنية أمثال الشهيد أحمد زبانة، سويح الهواري المرحوم محمد صغير النقاش، والبرفوسور بوذراع وسيكون هذا الإصدار مرجعا ثقافيا خصبا بالمعلومات التي تمس الجانب التاريخي والحضاري. الحديث معك ذو شجون بماذا تريد أن تختم الحوار؟ - كا ذكرت سالفا هدفي هو إثراء المكتبة الوطنية بالمؤلفات التاريخية المستمدة من النصوص الموثقة خدمة للشباب، كما أنني أهتم بشؤون تسيير شركتي الخاصة وفتح الأبواب لتقديم خذمات إستشارية في المناجمنت الرياضي.