إيران تتهم الغرب بالتدخل في شؤون سوريا وصل، أمس، خبراء في الأممالمتحدة إلى الحدود التركية مع سوريا لجمع شهادات حول "العمليات الانتقامية" ضد السكان في سوريا، حيث يواصل الجيش هجومه الدامي شمال البلاد على الرغم من إدانات الغرب. وينفذ الجيش عملية واسعة في شمال غرب سوريا منذ الجمعة وسيطر الاحد على جسر الشغور التي تعد 50 ألف نسمة لقمع التظاهرات غير المسبوقة ضد نظام بشار الاسد. وأرسل الجيش الاثنين دبابات الى شرق البلاد على الحدود العراقية. وأكد الناشط أن "10 دبابات و15 الى 20 ناقلة جند أرسلت الى محيط مدينة البو كمال" على بعد 500 كلم شرق دمشق. من جهتها، أكدت السلطات السورية أن الجيش يلاحق "مجموعات إرهابية مسلحة" متهمة بأنها مسؤولة عن أعمال عنف واغتصاب، الأمر الذي ينفيه اللاجئون الوافدون الى تركيا متهمين سوريا بفتح النار على المدنيين الذين يتظاهرون سلميا. وبلغ عدد السوريين الذين لجؤوا الى تركيا هربا من القمع في بلادهم 8538 شخص الثلاثاء، إضافة الى حوالي خمسة آلاف في لبنان. وأمام رفض نظام الاسد السماح لفرق الاغاثة وحقوق الانسان بالدخول، وصل عدد من خبراء المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الى هاتاي لاجراء "تحقيق حول التجاوزات" في سوريا، كما علمت وكالة فرانس برس من أحد اعضاء هذا الوفد الذي طلب عدم الكشف عن هويته. ومن المقرر أن تجمع البعثة شهادات من السوريين اللاجئين في تركيا. وأكد مقدم منشق عن الجيش السوري وجود خلافات في صفوف الجيش. وقال المقدم حسين هرموش الذي لجأ منذ الخميس الى حدود تركيا قرب بلدة غوفيتشي متحدثا لوكالة فرانس برس "كان الجيش السوري يتقدم في جسر الشغور وكانت وحدات المشاة في الامام والدبابات في الخلف. حاولت حماية المدنيين". على المستوى الدولي، أدانت الولاياتالمتحدة "بقوة" أعمال العنف الاخيرة في سوريا. وجدد المتحدث باسم البيت الابيض، جاي كارني، دعوة القادة السوريين الى "بدء حوار سياسي" من أجل إسماع السوريين أصواتهم لحكومتهم. وقال "على الرئيس الاسد بدء حوار سياسي. ينبغي أن تكون هناك مرحلة انتقالية. إن لم يقدها الرئيس الاسد فعليه التنحي". هذا واتهمت ايران حلفاء اسرائيل بالتدخل في شؤون سوريا بعد أن قال الغرب إن طهران ربما تقدم المساعدة لدمشق على قمع المعارضة السورية. وقال رامين مهمان باراست المتحدث باسم الخارجية الايرانية في مؤتمر صحفي "بعض الانظمة خاصة أمريكا والنظام الصهيوني والتي لها أهداف خاصة تحرض الجماعات الارهابية في سوريا وفي المنطقة لتنفذ عمليات إرهابية وتخريبية." وعبرت إيران عن تأييدها للانتفاضات في معظم العالم العربي لكنها لم تفعل ذلك مع سوريا التي تشارك معها فيما يعرف "بخط الممانعة" ضد اسرائيل وتدعم كل منهما حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) وحزب الله اللبناني. وأيد مهمان باراست ما تقوله الحكومة السورية من أن الاحتجاجات المندلعة منذ ثلاثة أشهر هي جزء من مؤامرة تدعمها قوى أجنبية. وقال "النظام الصهيوني والمدافعون عنه يشعرون بتهديد خطير. لذلك يفعلون كل ما يستطيعون للقضاء على خط الممانعة الذي يقف ضد عدوان النظام الصهيوني". وقال مهمان باراست "ما يحدث في سوريا شأن داخلي. الحكومة والشعب السوري ناضجان سياسيا بما يكفي لحسم القضايا التي تخصهما".وحذر المتحدث باسم الخارجية الايرانية من أي تدخل عسكري صريح من جانب الغرب. وقال "نعتقد أنه ليس من حق الامريكيين بأي حال التدخل عسكريا في أي دولة بالمنطقة، أعني سوريا. نرى أن هذا تصرف خاطئ...يمكن أن يكون له عواقب على المنطقة".