اقتحمت قوات الجيش اعتمادا على عشرات الدبابات، الليلة ما قبل الماضية، مدينة جسر الشغور الواقعة بالشمال الغربي لسوريا. وحسب ما أوردته وكالة ''رويتر'' للأنباء، فإن عملية الاقتحام تمت بعد عمليات تمشيط واسعة لكل التجمعات السكانية الواقعة بمحيط المدينة من قرى وبلدات صغيرة مع ما رافق ذلك من مطاردات لكل من رأت فيه الأجهزة الأمنية شبهة الرفض للسلطة الحاكمة. وروى شهود عيان أن الدبابات قصفت عشوائيا في كل الاتجاهات، وقامت بإطلاق وابل من نيران المدافع الرشاشة في كل أنحاء البلدة والقرى المجاورة لها، كما روى أكثر من شاهد أن عمليات القصف والمطاردة تسببت في إحراق المحاصيل الزراعية خلال عمليات تمشيط جسر الشغور والقرى المحيطة، فبدت هذه القوات وكأنها تمارس سياسة الأرض المحروقة. عملية الاقتحام خلفت، حسب مصادر تركية وشهادات ميدانية، هروب أكثر من أربعة آلاف وثلاثمائة مواطن سوري من سكان المدينة والقرى المستهدفة باتجاه الأراضي التركية، وهروب ما لا يقل عن عشرة آلاف آخر باتجاه الحدود دون أن تتمكن من عبورها. وهو الأمر الذي دفع بسلطات أنقرة إلى الإعراب عن قلقها من الوضع هناك. ميدانيا، أكد نشطاء حقوقيون أن جسر الشغور وقراها أصبحت خالية تقريبا من كل سكانها الذين فروا في كل الاتجاهات. وتأكيدا لهذه التطورات، أكد أحد سكان المنطقة المقيم رفقة عائلته بمرتفع محاذ للحدود التركية أن الجميع غادر ولم يبق أحد في مدينة جسر الشغور، وأضحت مدينة أشباح. وفي وقت سابق من نهار أمس، ذكر شهود عيان لوكالات ووسائل إعلام عالمية مختلفة، أن قوات عسكرية مدعومة بثلاثين دبابة وستين مدرعة من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر شقيق الرئيس السوري هاجمت بلدة سرمانية وأطلقت الرصاص والقذائف. ومن جهته، ذكر التلفزيون السوري، أمس، أن مقبرة جماعية اكتشفت في بلدة جسر الشغور في شمال سوريا، وقال إن العناصر المسلحة ارتكبتها بحق عناصر المركز الأمني. دوليا قال وزير خارجية بريطانيا، وليام هيغ، إنه على مجلس الأمن الدولي اتخاذ ''موقف واضح'' يدين، لكن موازاة مع هذه الدعوة، قال هيغ بأن احتمالات صدور قرار ضد سوريا ''غير مضمونة''.
