إسرائيل تتصل بمصر لمتابعة قضية الجاسوس.. وواشنطن تتعهد بالدفاع عنه “هو طالب ربما يكون غريبا نوعا ما أو طائشا. ليست لديه صلة بأي جهاز مخابرات لا في إسرائيل ولا في الولاياتالمتحدة ولا في المريخ” هكذا علق وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان لراديو الجيش الإسرائيلي،أمس، عن نبأ اعتقال مصر للإسرائيلي إيلان جرابيل بتهمة التخابر لصالح جهات خارجية وإثارة الفتنة والنعرات الطائفية في مصر التي كانت أخرها حادثة حرق كنيسة إمبابة المصرية وما ترتب عنها من هزة طائفية كادت أن تطيح بمصر في متاهة تعجز عن الخروج منها. تؤكد الأدلة التاريخية أن حكاية مصر مع الجواسيس الإسرائيليين تعود إلى عقود غابرة بحكم التقارب الجغرافي الحدودي مع الكيان الصهيوني الذي دفع بقادة إسرائيل في عدة مناسبات لاختراق دولة مصر اعتمادا على الجواسيس الذين أخذوا أشكالا مختلفة فكان منهم مارسيل نينو وهي فتاة يهودية،كانت آنذاك في الرابعة والعشرين من عمرها، ومعروفة كبطلة أولمبية مصرية شاركت في أولمبياد عام 1948 وتمكنت من اختراق ضباط الجيش المصري في أواخر حكم الملك فاروق وأيضا الجاسوس الإسرائيلي إبراهام دار،الذي اتخذ لنفسه اسماً مستعارا هو جون دار لنج في عام 1951 والذي يعتبر واحد من كبار العملاء الإسرائيليين فتلك الفترة. كما أن لمصر تجارب سابقة في الإطاحة بشبكات تجسس إسرائيلية. كتل التي سقطت في أيدي أجهزة الأمن المصرية سنة 1960 بعد جهد شاق استمر حوالي عامين في العملية الشهيرة المعروفة ب”عملية سمير الإسكندراني” الفنان المعروف، الذي تمكن بالتعاون مع جهاز المخابرات المصرية في إسقاط 10 جواسيس من الوزن الثقيل. وتوالى سقوط الجواسيس والعملاء الذين يعملون في مصر لحساب إسرائيل إلى عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك عندما قادت شبكة آل مصراتي الاستخباراتية الإسرائيلية عدة عمليات تجسس وكانت أجهزة الأمن المصرية قد ألقت القبض عليها بعد ثبوت قيامها بعدد من الأنشطة المشبوهة داخل مصر. من مصر إلى ليبيا يؤكد الخبراء أن المشهد الليبي أضحى وكرا شاسعا لشبكات الاستخبارات الأجنبية وعلى أكثر من مستوى من أجل تحقيق مكاسب بعيدة الأمد في ليبيا التي تتمتع باحتياطي عالمي من النفط وتعتبر بوابة المهاجرين غير الشرعيين باتجاه أوروبا لشساعة شريطها الساحلي. وأكدت تقارير أمريكية أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا قامتا بدس عملاء استخبارات سريين في ليبيا للاتصال مع الثوار ولجمع معلومات توجه الغارات الجوية للتحالف.وتعطي حالة وزير الخارجية الليبي موسى كوسا الذي اتجه إلى بريطانيا بعد انشقاقه عن القذافي صورة عن الجهود البريطانية لتكوين لوبي استخباراتي يعزز من تواجدها في ليبيا ويضمن لها المضي قدما نحو تحقيق أجندة تواجد القوات الدولية في ليبيا بحجة حماية المدنين. وترى وسائل الإعلام الغربية أن موسى يقدم معلومات عن الأحداث الأخيرة التي اندلعت في بنغازي ومدن الشرق والقرارات التي اتخذت لإطلاق النار على المتظاهرين، ما يعين على تحضير ملف لتقديم القذافي وأركان نظامه لمنظمة جرائم الحرب الدولية، إضافة لمعلومات عن تفجير لوكربي وان كان القذافي نفسه قد أمر به. ورفض البيت الأبيض التعليق حول الحرب الخفية التي تدور على ما يبدو في ليبيا وحول تقرير آخر بأن الرئيس باراك أوباما وقع مذكرة سرية تجيز لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) القيام بعمليات سرية في ليبيا. لكن صحيفة “نيويورك تايمزî أكدت في وقت سابق أن وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي ايه “أرسلت عملاء سريين إلى ليبيا لجمع معلومات من أجل الضربات الجوية. ويقول خبراء ومسؤولون عسكريون أمريكيون سابقون أن الضربات الجوية غالبا ما تتطلب “عيونا على الارضî لإرشادها ولتحديد أهداف العمليات العسكرية.وهذا ما حصل في أفغانستان والعراق وكوسوفو والبوسنة وغيرها من الدول التي شهدت نزاعات. الفايس بوك.. جاسوس قاتل على صفحته على موقع فيسبوك لم يخف جرابيل وجوده في مصر وكتب أنه “خطب في الأزهر” وذكر أنه درس بجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور بولاية ماريلاند ثم اختفت الإشارة للأزهر من على الصفحة في وقت لاحق. وتتطابق صور جرابيل على صفحة (مشروع إسرائيل) على موقع فيسبوك وهي جماعة مؤيدة لإسرائيل تدرب فيها على العلاقات الإعلامية عام 2008 وفي نشرة إلكترونية لمنظمة تجمع أموالا لجنود إسرائيليين مع تلك التي نشرت في لقطات فيديو للمشتبه به في مصر. ونشرت مقالات عن خدمة جرابيل العسكرية في إسرائيل في صحيفة نيويورك ديلي نيوز وصحيفة هاآرتس الإسرائيلية في عام 2006. وذكرتا أنه أصيب في حرب لبنان في نفس العام وانه هاجر لإسرائيل من كوينز في نيويورك عام 2005 وكان عمره 22 عاما.وقال تسيكي عود الذي أفاد بأنه صديق لجرابيل لراديو إسرائيل “إنه شخص مميز جدا. أنه ذكي جدا.. يتحدث العربية أمل أن يتجاوز هذه المشكلة.” وفي تعليق على الصفحة الخاصة بالبرنامج على موقع مشروع إسرائيل على الإنترنت قال جرابيل إنه متأثر بتصريح لمسؤول بوزارة الخارجية الإسرائيلية بشأن توصيل مواقف إسرائيل للعالم العربي. وكتب جرابيل يقول “سأكون سعيدا جدا اذا تمكنت من التواصل بنفس الفعالية (التي تواصل بها المسؤول) في هذه المناخات المناهضة لإسرائيل”. إسرائيل تتصل بمصر لمتابعة قضية الجاسوس.. وواشنطن تتعهد بالدفاع عنه نقلت صحف معاريف وهاآرتس ويديعوت أحرونوت والقناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلية وإذاعة صوت إسرائيل، تصريحات مسؤولين رسميين في حكومة بنيامين نتانياهو، أكدوا فيها أن إسرائيل على اتصال مع الإدارة المصرية والإدارة والأمريكية لمتابعة هذه القضية، وذلك على الرغم من أن تل أبيب حققت في اتهامات القاهرة للمواطن الإسرائيلي “إيلان تشايم”، وتأكدت من أن هذه الاتهامات غير صحيحة ومجرد “هراء”. وأوضح المسؤولون الإسرائيليون، أن “إيلان تشايم” المتهم بالتجسس على مصر، يحمل الجنسية الأمريكية بجانب جنسيته الإسرائيلية، لهذا بدأت السفارة الأمريكية في القاهرة بالتدخل في القضية لتتولى أمر مواطنها الذي يجمل جنسية الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقام القنصل الأمريكي في مصر بزيارته لمعرفة المكان المحتجز به والاطمئنان على حالته. من جانبه، رفض القنصل الأمريكي في القاهرة، التعليق على اتهام السلطات المصرية “إيلان تشايم” بالتجسس”، وقال: أن ننتظر نتائج التحقيقات التى ستستمر عدة أيام حتى نتمكن من الدفاع عنه، ولكن في الوقت الحالى تأكدت فقط خلال زيارتى للمواطن “إيلان تشايم” الذي يحمل الجنسية الأمريكية، أنه يعامل معاملة إنسانية، وحرصت على طمأنة أهله وأقاربه عليه.