تعرف ولاية ميلة هذه الأيام نقصا حادا في سيارات الأجرة، خاصة على مستوى أحياء التحصيص الشمالي والطيايبة وحي 500 مسكن، حيث أصبح التنقل صعبا وغير ممكن في أغلب الأحيان، ما يجعل المواطنين هذه الأيام ينتظرون لساعات أمام موقف السيارات، رغم تدعيم الخطوط من وإلى وسط المدينة في المدة الأخيرة بأعداد إضافية من سيارات الأجرة، كما يعرف النقل من ميلة إلى قسنطينة مشاكل كثيرة تستدعي تدخلا عاجلا من قبل الجهات الوصية. وقد عبّر المواطنون عن تذمرهم وامتعاضهم الكبيرين اتجاه سائقي هذه السيارات، وذلك لفرضهم دفع حق “الكورسة” للتنقل خاصة وأن الظاهرة في استمرار منذ أيام، حيث يستغلون الظروف المناخية الحارة وامتحانات نهاية السنة للضغط على المواطن الذي يبقى ضحية تعسف سواق سيارات الأجرة. ومن جهة أخرى، يشتكي المواطنون القاطنون بولاية ميلة من النقص الفادح في وسائل النقل التي تقلهم من ولاية ميلة نحو قسنطينة وخصوصا منذ بداية امتحانات نهاية السنة بالجامعات. ويشهد موقف سيارات الأجرة بمحطتي المسافرين بميلة وقسنطينة، وكذا محطة الحافلات التي تقل المسافرين على الخط الرابط بين الولايتين اكتظاظا كبيرا يوميا، وخصوصا من طرف الطلبة الجامعيين الذين يتنقلون من الولاية المذكورة نحو عاصمة الشرق. ووقفت “الفجر” على حالة المواطنين في موقف سيارات الأجرة، حيث لا تكفي أكثر من عشرين سيارة لتسد احتياج المواطنين في النقل الجماعي نحو ولاية قسنطينة، رغم أنها تتوفر منذ الساعات الأولى للفجر إلى غاية الساعة السادسة والنصف مساء. كما وجد المسافرون الذين يتنقلون إلى ميلة قادمين من قسنطينة صعوبات كبيرة للعودة مساء إلى بيوتهم في الساعات الأخيرة من النهار للنقص الكبير في سيارات الأجرة في محطة النقل الجماعي لسيارات الأجرة بالمحطة القديمة بقسنطينة، ما يحتم على المواطنين التوجه إلى سيارات “كلونديستان” ودفع ضعف قيمة النقل أي 200 دينار، كما أكد بعض المسافرين أنهم يلاقون معاملات سيئة من أصحاب سيارات “الفرود”. ولم تستطع الحافلات الخاصة بالنقل بين الولايتين أن تسد الحاجيات وترضي الزبائن خلال الأيام الأخيرة وهو ما دفع الكثيرين إلى استئجار سيارات “الكلونديستان” وإيجاد حل أمثل لنقلهم رغم دفعهم تكاليف باهظة جدا مقارنة بأسعار سيارات الأجرة العادية قد تصل إلى 500 دينار للشخص الواحد. وقد طالب المواطنون تدخل السلطات ومديرية النقل من اجل إنهاء معاناتهم شبه اليومية وهذا بزيادة عدد الحافلات وسيارات النقل الجماعي إضافة إلى تنظيم وقت دخول وخروج الحافلات، وهم يلحون اليوم على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة في حق سائقي السيارات الذين تثبت في حقهم تجاوزات. وأفاد مسؤول بمديرية النقل لولاية ميلة أن تظلمات المواطنين تعد معقولة، معترفا أن هناك تجاوزات فردية لسائقين لا يحترمون المهنة وينشطون حسب الأهواء، والمديرية تسعى جاهدة لوضع حد لمثل هذه التصرفات، كما وجه نداء إلى المواطنين إلى التقدم من مصالح المديرية ومعهم رقم السيارة إن حدثت تجاوزات في حقهم.