تحدث المدرب الوطني السابق، رابح سعدان، لدى استضافته أمس بمنتدى جريدة ”البلاد” الذي أقيم بفندق الهيلتون، عن الكثير من الأمور الشائكة. وتطرق للعديد من القضايا المتعلقة بالمنتخب الوطني، ومسؤولي الفاف، وكذا بعض الأسرار الخاصة ببيت الخضر ”رباعية الفراعنة في الكان سببها غير رياضي ويعرفه المسؤولون” ”نجاح المدرب الأجنبي مستحيل في ظل فوضى التسيير والعشوائية” فجر سعدان مفاجأة من العيار الثقيل عندما كشف لأول مرة أمس، أن خسارة الخضر في نصف نهائي كأس إفريقيا الأخيرة بأنغولا أمام المنتخب المصري تقف وراءها بعض الظروف والخفايا التي لا يمكن الإفصاح عنها، حيث أوضح أن الخضر كان بمقدورهم التغلب على الفراعنة والمرور للنهائي، وحتى التتويج باللقب الإفريقي، لولا بعض الأمور الخارجة عن محيط الكرة. ورغم إلحاح الصحفيين عليه إلا أن سعدان لم يكشف صراحة عن الأسرار التي جعلت الخضر ينهزمون برباعية أمام المصريين، لكنه ألمح إلى أن محاولات المسؤولين في إذابة الجليد بين الشعبين المصري والحزائري بعد توتر العلاقات بين الطرفين على خلفية أحداث القاهرة وأم درمان جعلت الخضر يتساهلون في لقائهم ويغادرون الكان من دور نصف النهائي. كما عرج الناخب الوطني السابق على الخسارة الثقيلة التي تلقاها أشبال المدرب بن شيخة في لقاء مراكش الأخير ضد المنتخب المغربي، مؤكدا أن الخسارة برباعية كاملة كانت نتيجة غير منتظرة وكبيرة على المنتخب الوطني. وأضاف سعدان أنه كان يتوقع أن يتمكن الخضر من تحقيق نتيجة إيجابية بمراكش، بل وحتى العودة بانتصار من هناك بالنظر إلى الضغط الكبير الذي كان مفروضا على المنتخب المغربي الذي كان يواجه شبح الاقصاء المبكر على أرضه، مؤكدا أن الخسارة أثرت فيه كثيرا، وأصابته بالإحباط الشديد. ظروف العمل لم توفر لبن شيخة هذا وأوضح سعدان أنه لم ولن ينتقد خيارات وعمل المدرب بن شيخة الذي اختار حسب رأيه أفضل تشكيلة موجودة حاليا، وبذل ما عليه لكن شروط نجاحه لم تكن متوفرة، وهو ما أدى إلى خروجه من العارضة الفنية للخضر سريعا. وطالب المدرب السابق للخضر بضرورة الحفاظ على الهدوء وتشكيل لجنة من الخبراء قصد دراسة وضعية المنتخب الوطني حاليا والبحث عن حلول ناجعة للخروج من الأزمة التي يعيشها الخضر. كما تفاجأ الشيخ سعدان للتصريحات الغريبة التي أطلقتها الفاف مؤخرا والتي حملت من خلالها مسؤولية تضاؤل حظوظ المنتخب الوطني في التأهل للكان المقبل للتعادل الذي سجله هو في لقاء الجولة الأولى من التصفيات ضد تنزانيا، حيث صرح أن تعادل المنتخب لم يكن سببا في الوضعية الراهنة، باعتبار أن المغرب كانت قد تعثر هو الآخر في الجولة الأولى أمام إفريقيا الوسطى عندما تعادل سلبيا. وأكد سعدان أنه ترك المنتخب متصدرا لمجموعته بفارق الأهداف، والآن يتواجد رفقاء زياني في الصف الأخير فعلى أي أساس يتم تحميله المسؤولية. أنا الذي استقلت ولم أقل كما يشاع وبخصوص رحيله عن العارضة الفنية للمنتخب الوطني، أكد سعدان مرة أخرى أنه هو من استقال من تدريب الخضر، ولم يقل مثلما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام. وبرر الشيخ قراره بالمغادرة بغياب الشروط اللازمة والضرورية للعمل، وازدياد الضغوطات المفروضة على الطاقم الفني للخضر حتى أن هذه الضغوطات طالت شرفه وهو ما جعله يفضل الانسحاب. وفي رده عن سؤال ”الفجر” حول ماهية الضغوطات ومدى صحة الأنباء التي تحدثت عن رغبة الفاف في تدعيمه بمدرب أجنبي في قيادة الخضر، رد سعدان أن رئيس الفاف محمد روراوة لم يفرض عليه أي اسم للعمل معه في تدريب المنتخب، كاشفا أن الفاف كانت قد طلبت منه قبل استلامه مهمته التدريبية العمل رفقة المدرب السابق كافالي لكنه رفض ذلك. وطالب الفاف بالاختيار بين أن يتسلم المهمة لوحده أو أن لا يتسلمها إطلاقا. وأضاف سعدان في رده على سؤال ”الفجر” أنه منذ توليه العارضة الفنية للخضر كان قد أعد ورقة استقالته مبكرا ووضعها على مكتبه تحسبا لأي طارئ، حيث لم يكن يملك حافزا كبيرا للبقاء على رأس الخضر بعد العمل الكبير الذي قدمه للمنتخب. كان على تاسفاوت تصحيح أخطائه بدل الدفاع عن ”الخالوطة” الحالية عاد المدرب سعدان مجددا إلى الحديث عن خسارة المغرب، حيث تمسك بتصريحاته السابقة التي تحدثت عن غياب التنظيم داخل المنتخب. وأضاف أن ما تناقلته الصحف ووسائل الإعلام عن حالة الفوضى التي عاشها الخضر بمراكش تعكس ذلك بوضوح. هذا وحاول سعدان التعقيب على التصريحات النارية التي أطلقها مناجير الخضر، تاسفاوت، في حقه أول أمس، حيث أوضح أنه لم يتحدث إطلاقا عن تاسفاوت ولم يذكر اسمه في أي تصريح. لكن هذا الأخير أبى إلا أن يرد ويدافع عن الفوضى الحاصلة في المنتخب، بدل التعقل والعمل على تصحيح أخطائه، حيث أطلق تصريحات غريبة من وهران، وكأن بعض الأشخاص قد طلبوا منه الدفاع عن ”الخالوطة” الموجودة حاليا في المنتخب. واعتبر سعدان أن الكلام الذي أدلى به تاسفاوت يدل على نقص تجربته في ميدان إدارة المنتخب، مضيفا أن ”تاسفاوت لا يزال صغيرا، لا يملك أي تجربة في مجال التسيير، ولا يعرف ما يقول، وسيأتي وقت يدرك تماما حقيقة الأمور”. واستغرب سعدان تطاول تاسفاوت عليه رغم أن الجميع يعلم العمل الكبير الذي قدمه سعدان للكرة الجزائرية. ولعل تصريحات رئيس الحكومة أويحيى الأخيرة تعبر بشكل صريح عن اعتراف الوزير الأول بقيمة العمل والتضحيات التي قدمها سعدان للكرة الوطنية. وهو ما يدل على أن هناك أشخاص يقدرون جيدا العمل الكبير الذي قدمه هو إلى جانب خالف، كرمالي وآخرون ممن ساهموا في تشريف وتطوير الكرة الجزائرية، لكن للأسف يأتي بعض ”الذراري” حسب تعبير سعدان ليقوموا بتشويه سمعتنا، وانتقادنا بطريقة سيئة. وأضاف سعدان أنه كخبير في مجال المستديرة فإن تصريحاته تعتبر تصريحات بناءة تهدف إلى تطوير المنتخب، حيث كان الأحرى بتاسفاوت مراجعة هفواته بدل التصريحات الهجومية. ”لست صغيرا للدخول في حرب كلامية مع لموشية ومنصوري” كما تطرق سعدان إلى تصريحات لموشية ومنصوري اللذين حاولا التهجم على طريقة عمله وتسييره لبيت الخضر في الفترة السابقة، وأوضح سعدان في هذا الخصوص أن اللاعبين فضلا الصمت طيلة تواجده على رأس المنتخب، لكنهما استغلا خروجه من الخضر من أجل إطلاق الشتائم التي لا تشرفهما كلاعبين في المنتخب، موضحا أنه ليس صغيرا في السن للدخول معهما في حرب كلامية. وأضاف أن لموشية اعتذر منه ليعود للمنتخب، لتنقلب الأمور ويصبح اللاعب بعد عام يشتم مدربه عبر وسائل الإعلام. ”أعيد وأكرر مشاركتنا في المونديال كانت ناجحة” كرر الشيخ سعدان مجددا أن المشاركة الأخيرة للمنتخب في المونديال كانت ناجحة وإيجابية، رغم أن الخضر لم يتمكنوا من اقتلاع أي انتصار في لقاءاتهم الثلاث. واعتبر سعدان أن الخضر الذين غابوا عن نهائيات كأس العالم مدة 25 عام لم ينتظر منهم تحقيق الكثير، كما أن جميع التعداد الذي شارك في النهائيات لم يسبق له خوض كأس العالم مسبقا، عكس المنتخبات الأخرى في المجموعة. وأشار سعدان إلى أن الجزائر قدمت لقاءات جيدة فنيا، ووقفت ندا لجميع المنافسين، ولم يسجل الخضر فضائح كروية مثلما حدث لكوريا الشمالية التي خسرت بالسبعة أهداف وفرق أخرى تكبدت خسائر ثقيلة. العشوائية سبب فشل المدرب الأجنبي مع الخضر وأما بخصوص قضية البحث عن المدرب الأجنبي وفشل سياسة الاعتماد على المدرب المحلي، يرى سعدان أن المدرب يبقى مدربا سواء كان جزائريا أو أجنبيا، واللاعب يبقى لاعبا سواء كان يلعب في البطولة المحلية أو محترفا في بطولة أجنبية. وعن سبب فشل جميع المدربين الأجانب في الخضر، أوضح سعدان أن غياب التنظيم، وعشوائية التسيير من قبل المسؤولين كانت السبب وراء فشل المدرب الأجنبي الذي لا يستطيع العمل في بيئة كهذه. في حين أن المدرب الوطني يتحمل الصعاب والمشاكل، ويضحي من أجل الوطن لينال الانتقادات والإقالات في آخر المطاف. وقال سعدان ”المدربون المحليون ”ركبولهم السكر ومرضوهم وفي الأخير يحاوزوهم”. ولم يرغب سعدان في إبداء رأيه حول المدرب القادم للمنتخب الوطني، سواء كان حليلوزيتش أو غيره، لكن أكد أن نجاحه سيكون مستحيلا في حال بقاء الفوضى حاليا داخل بيت الخضر. ويرى سعدان أن تعيين حليلوزيتش أو غيره يبقى من صلاحيات رئيس الفاف محمد روراوة المسؤول الأول. وعن سر نجاحه مع المنتخب الوطني في الوقت الذي فشل فيه جميع المدربين الأجانب والمحليين، قال سعدان إنه استطاع تكوين فريق متلاحم، ونجح في غرس الروح الوطنية والعزيمة الكبيرة في صفوف التشكيلة وهو الأمر الذي افتقده المنتخب مؤخرا. ونفى سعدان أن تكون هناك تكتلات ومشاحنات بين لاعبي المنتخب، حيث أكد أن الأجواء داخل المنتخب كانت عائلية، والعلاقات مترابطة بين الجميع، وهو السر في نجاح المنتخب. وأكد أنه لم يظلم أي لاعب خلال إشرافه على المنتخب حيث كانت خياراته تعتمد على الأسس الفنية لا غير، والجميع أدرك بعد رحيلي سبب استغنائي عن بعض الأسماء التي فشلت في تقديم الإضافة للمنتخب. سعدان لمنتقديه ”راني بعيد عليكم، اخطوني، والكرة خلاص ليا في الجزائر” وختم سعدان حديثه بالتعبير عن عدم تحمسه للعودة مجددا إلى تدريب المنتخب أو العمل داخل الوطن، حيث أوضح أنه لم يعد مهتما بما يجري في الساحة الكروية حاليا، ويحاول التركيز على حياته الخاصة وتخصيص وقته للعائلة، وطالب منتقديه بعدم زجه فيما يحدث للمنتخب ما دام لم يعد فاعلا في ميادين الكرة حاليا. ”المدربون المحليون ”ركبولهم السكر ومرضوهم وفي الأخير يحاوزوهم” ”تاسفاوت لا يزال صغيرا، لا يملك أي تجربة في مجال التسيير، ولا يعرف ما يقول، وسيأتي وقت يدرك تماما حقيقة الأمور”.