وصف المدرب الوطني السابق رابح سعدان التصريحات التي أدلى بها، مؤخرا، المناجير العام للمنتخب الوطني عبد الحفيظ تاسفاوت، بتصريحات صبيانية، أو بالعامية ''هدرة دراري''، مؤكدا أنه لم ينتقد تاسفاوت كشخص، وإنما انتقد التنظيم بشكل عام في المنتخب الوطني، مضيفا أنه كخبير في كرة القدم الجزائرية من حقه الإدلاء برأيه في الوقت الذي يريد، ولا يمكن لأي كان إيقافه. بدا المدرب الوطني السابق رابح سعدان، في ''منتدى جريدة البلاد''، الذي نُظّم أمس بفندق الهيلتون، متأثرا بما صرّح به عبد الحفيظ تاسفاوت في حقه، حيث قال ''كان من الأجدر على تاسفاوت أن يحترمني ويحترم كل ما أقول، لأنني سبقته في هذا الميدان، ولدي الشرعية الكاملة للتحدث عن المنتخب الوطني الذي دربته، منذ أن كان تاسفاوت صغيرا، حتى لا أقول لم يولد بعد، لكن أعتقد أن ثقافة نكران الجميل، أصبحت السمة المميزة في الوسط الكروي''. مضيفا ''صحيح أنني انتقدت التنظيم، لكن لم أقصد تاسفاوت كشخص، لأن المنتخب الوطني مؤسسة كبيرة يشتغل فيها العديد من الأطراف، لكن تاسفاوت فهم عكس ذلك، وراح يدلي بتصريحات صبيانية''. وذهب سعدان أبعد من ذلك، حينما قال: ''التنظيم أمر مهم، ففي عهدي كانت لي الفرصة أن أعمل مع إطارات كبيرة لها كفاءة عالية، ومن هذا المنطلق نجح المنتخب الوطني في مهمته''، خاصا بالذكر المناجير وليد صادي والمكلف بالأمور اللوجيستيكية جهيد زفزاف، حيث أضاف ''هذا الثنائي من خيرة ما أنجبته البلاد في مجال التسيير''. وقال سعدان في رده عن تصريحات تاسفاوت ''على الجميع أن يفهم أن سعدان لا يهمه المنتخب الوطني الأول، فأنا أريد العيش مرتاح البال مع عائلتي، وعليه كل ما أصرّح به بشأن المنتخب، فهو في مصلحة المنتخب لا غير، ولا أريد لا جزاء ولا شكورا''. الحكم كوفي كوجيا لم يكن المتسبّب في هزيمتنا ضد مصر أما عن الهزيمة الثقيلة التي مُني بها المنتخب الوطني أمام المغرب، قال سعدان ''عندما تحدثت عن الهزيمة كنت أدرك ما أقول، فالمنتخب الوطني، ودون المساس بالعمل الذي قام بن شيخة، كان بإمكانه الفوز، وحتى وإن انهزم فكان من المعقول أن ينهزم بهدف أو هدفين، وليس أربعة أهداف كاملة''. ورفض سعدان مقارنة هزيمة مراكش، بالهزيمة التي تلقّاها المنتخب في أنغولا أمام مصر بنفس النتيجة، حيث قال، ولأول مرة ''الحكم كوفي كوجيا لم يكن سبب هزيمتنا أمام مصر، فهناك أسرار خطيرة لا يمكنني البوح بها الآن ولا مستقبلا ''، مضيفا ''أترك التاريخ الوحيد الذي سيكشف هذه الأسرار''. كنت رجل مطافىء في المنتخب الوطني أكد المدرب الوطني السابق رابح سعدان أن معظم فترات مشواره التدريبي في الجزائر كان بمثابة رجل المطافيء، يستعان به عندما يعجز آخرون في وضعيات صعبة مر بها المنتخب الوطني، مستدلا بما حدث سنة 1999، عندما كانت حظوظ الخضر في التأهل لكأس أمم إفريقيا عام 2000 تكاد تكون شبه منعدمة، مضيفا'' هذه ليست المرة الأولى، بل أشرفت على المنتخب في وضعيات أصعب من ذلك، وأنجزت عملي على أحسن ما يرام، والدليل على ذلك سنوات 2004، و2007 و2009، إلى غاية المباراة الأخيرة في شهر سبتمبر 2010 أمام تانزانيا.'' ''طعنوني في شرفي بعد لقاء تنزانيا'' وقد بدا المدرب الوطني السابق رابح سعدان متأثرا، عندما حمّلته الفاف في اجتماع مكتبها التنفيذي الأخير مسؤولية تراجع نتائج الخضر، مذكّرة في بيان لها عبر الموقع الإلكتروني أن الجزائر ضيّعت نقطتين هامتين أمام تانزانيا، حيث رد سعدان بالقول ''عندما غادرت المنتخب الوطني، كان هذا الأخير في المرتبة الأولى، والآن بعد مرور ثلاث جولات أخرى يتواجد في المرتبة الأخيرة، فكيف أتحمّل المسؤولية''، مشيرا إلى أن البعض ''يتنكر للجميل، وهذا من أجل التقليل من العمل الذي قمت به. لكن أقولها وأكررها، مهما حاول هؤلاء فلن يتمكنوا من محو ذاكرة الجمهور الجزائري الذي يحترمني كثيرا، وما قلته في السابق، وقف عليه الآن، فالجميع تأكد أنني كنت على حق''. وعن أسباب استقالته الحقيقية من العارضة الفنية للمنتخب بعد مباراة تانزانيا، قال سعدان ''صحيح أنني قلت للاعبين أنني تعبت، وقلت لهم أيضا أنني بعد مباراة إفريقيا الوسطى سأنسحب، غير أنه لما تعلّق الأمر بشرفي، استقلت مباشرة دون نقاش''. وفي هذه النقطة بالذات، ترك سعدان الانطباع أنه بعد مباراة تانزانيا بساعات قليلة قرر الإستقالة، حيث قال دون أن يوضح كثيرا في حديثه ''وصل الحد بأحدهم إلى المساس بشخصيتي وبشرفي، فقررت الاستقالة دون رجعة''. ''لم أسمح لأحد بالتدخل في صلاحياتي'' ودافع سعدان، خلال المنتدى، عن نفسه، حينما قال ''على عكس ما يتداوله البعض، فلدي شخصية كبيرة في عملي، ولم أسمح ولو مرة لأحد أن يتدخل في مهامي كمدرب للمنتخب الوطني''، مستدلا بما حدث قبل مباراة إنجلترا في المونديال الأخير، ''قبل المباراة الثانية ضد المنتخب الانجليزي، أدركت أن هناك لاعبين ممن وضعتهم في كرسي الإحتياط بدأوا يشكّلون تكتلات، وعليه استدعيت إجتماعا بحضور رئيس الفاف روراوة، وقلت لهم بالحرف الواحد من لا يريد الامتثال لتعليماتي، فما عليه إلا مغادرة التربص من الآن والعودة إلى الجزائر''. في الأخير، أكد سعدان نيته في مساعدة الكرة الجزائرية، قائلا ''أنا جزائري ومستعد لتقديم خبرتي من أجل العودة بالكرة الجزائرية إلى الواجهة.''