قد يكون البوسني، وحيد حليلوزيتش، المدرب رقم 36 في تاريخ الخضر وعاشر أجنبي يشرف على العارضة الفنية للمنتخب الجزائري عندما تعلن الفاف اليوم عن خليفة بن شيخة. ففي الوقت الذي نجد فيه مثلا أن منتخبا عالميا مثل ألمانيا غير المدرب 11 مرة فقط في 103 سنوات كاملة (منذ 1908) أي بمعدل مدرب كل عشر سنوات فإن مدرب المنتخب الوطني تغير 46 مرة في 49 سنة! أي بمعدل مدرب في كل سنة، حتى لا نقول مدربا بعد كل تعثر أو إقصاء.. وهو رقم مخيف، يؤكد أن غياب الاستقرار هو ما أثر سلبا على المنتخب الوطني وجعله يكتفي عادة بالمشاركات فقط دون تحقيق إنجازات كبيرة إذا ما استثنينا التتويج بكأس إفريقيا 1990 وذهبية الألعاب المتوسطية في 1975 والألعاب الإفريقية في 1978 وإن كانت هذه المنافسات الثلاث قد نظمت بالجزائر فإننا نبقى غير ذلك بعيدين عن صنع الأحداث ويكون لنا ذلك بالمقلوب فقط. أكدت العديد من المصادر، أمس الاثنين، أن الفاف قد توصل لاتفاق مع البوسني وحيد حليلوزيتش لتولي منصب المدير الفني للمنتخب الأول للبلاد خلفا لعبد الحق بن شيخة. وكشفت ذات المصادر أن اتحاد الكرة كان يفاضل بين حليلوزيتش والفرنسي بول لوغوين، مشيرة إلى أن الاتفاق النهائي مع المدرب البوسني سيتم الإعلان عنه في غضون الساعات القادمة بعد أن اتفق معه رئيس الفاف على كل الأمور ولم يتبق سوى إمضاء العقد الذي سيكون قبل نهاية الشهر الجاري. خيار يطرح تساؤلات حاول روراوة إقناع الرأي العام الكروي في الجزائر أن حليلوزيتش هو من طينة المدربين الكبار، لكننا لن نقتنع في كل الحالات، لا لسبب سوى أن الرجل لا تتوفر فيه المواصفات التي تحدث عنها رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مؤخرا، عندما أكد ضرورة جلب مدرب عالمي كبير يملك ألقابا وتاريخا وسمعة وخبرة في مجال التدريب. وحيد حليلوزيتش في سطور ولد وحيد حليلوزيتش في 15 أكتوبر 1952 وخاض 15 مباراة دولية ضمن صفوف منتخب يوغسلافيا السابقة وسجل خلالها ثمانية أهداف للفريق، كما فاز مرتين بلقب هداف الدوري الفرنسي خلال مسيرته مع فريق نانت، وبعد اعتزاله كمهاجم في أندية يوغسلافية وفرنسية، قضى حليلوزيتش سبع سنوات حقق فيها نجاحا نسبيا كمدرب مع أندية ليل ورين وباريس سان جيرمان الفرنسية. وقاد حليلوزيتش فريق ليل إلى بطولة دوري أبطال أوروبا كما فاز بلقب كأس فرنسا مع باريس سان جيرمان واتجه حليلوزيتش بعدها لتدريب طرابزون سبور التركي في موسم 2005/2006 واتحاد جدة السعودي في عام 2006 قبل أن يتولى مسؤولية تدريب المنتخب الإيفواري في ماي 2008 قبل أن يمسح به سعدان الأرض ويفوز عليه في ربع نهائي الكان الأخير لتتم إقالته دون أدنى تردد. سمير. ع الأجانب التسعة الذين أشرفوا على “الخضر” من أصل 35 مدربا تداولوا على العارضة الفنية للمنتخب الوطني هناك 9 مدربين أجانب سنحاول أن نعرفكم بهم من الأقدم إلى الأحدث مع التذكير بأهم حصيلة لكل منهم وما قدمه للمنتخب الوطني أثناء فترة إشرافه. الفرنسي لوسيان لوديك .. أول من أوصل الخضر إلى الكان بقي على رأس العارضة الفنية أكثر من سنتين بين نوفمبر 1966 وجانفي 1969، أهل الجزائر إلى نهائيات كأس إفريقيا 1968 لكنه أقصي من الدور الأول، كما أقصي من الدور ذاته في ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1967 بتونس، وتمت تنحيته بعد الإقصاء في الدور الأول لتصفيات كأس العالم 1970 أمام تونس. الروماني فلانتين ماكري .. تونس أخرجته من أضيق الأبواب أشرف على “الخضر” بين فيفري 1974 وجوان 1975، وأقصيت معه الجزائر منذ الدور الأول في التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا 1976 والألعاب الأولمبية لنفس السنة، والإقصاء كان أمام تونس في المنافستين، وهو ما عجل بإقالته. الصربي زدرافكو رايكوف .. بصمات خالدة قاد المنتخب الوطني على فترتين، الأولى رفقة خالف بين سبتمبر 1979 وسبتمبر 1980 وفيها وصلت الجزائر إلى نهائي كأس إفريقيا 1980، كما تأهلت إلى الألعاب المتوسطية وحازت فيها على الميدالية البرونزية، وتأهلت كذلك إلى الألعاب الأولمبية لأول وآخر مرة وخرجت من الدور ربع النهائي. ثم واصل رايكوف العمل وحده إلى غاية ماي 1981 وفي هذه الفترة أوصل الجزائر إلى نهائيات كأس إفريقيا 1982 وإلى الدور التصفوي الأخير للمونديال، ليكون أنجح مدرب أجنبي على الإطلاق. الروسي إيفغيني روغوف .. العبقري الروسي الذي لم نستفد منه كثيرا أشرف على الجزائر مرتين، الأولى بين جويلية 1981 وفيفري 1982 بمعية معوش وسعدان وساهم في تأهيل المنتخب إلى مونديال 1982، والثانية بين سبتمبر 1986 ومارس 1988 وفيها تحصل مع “الخضر” على المرتبة الثالثة في كأس إفريقيا 88 بالمغرب. ويوصف هذا الروسي بالعبقري، لكنه لم يأخذ فرصته كاملة مع الخضر، فبعد أن ساهم في أول تأهل لنا للمونديال أجبر على الانسحاب، وبعد مونديال مكسيكو تولى المهمة في ظروف عسيرة وتمكن من تحقيق نتائج مقبولة. الروماني مارسال بيغوليا .. جاء لجني الدوفيز وفقط عمل في الطاقم الفني مع إيغيل مزيان بين مارس وديسمبر 1998 ولم يحقق أي شيء يذكر سوى بدايته المتعثرة في تصفيات كأس إفريقيا 2000 قبل أن يغادر الجزائر قبل إيغيل وقد اتهم بكونه جاء ليستفيد من الدوفيز أكثر من سعيه في تطوير الخضر. الروماني ميرسيا رادوليشكو .. سلبي على طول الخط اشتغل مع جداوي بين سبتمبر 2000 وفيفري 2001، حصيلته كانت سلبية في التصفيات وانسحب قبل خسارة الجزائر في مصر (5-2). البلجيكي جورج ليكنس .. مر دون أن يشعر به أحد استلم العارضة الفنية خلفا لزوبا بين جانفي وجويلية 2003، خاض لقاء رسميا واحدا فقط أمام ناميبيا (1-0)، لكن طريقته لم تعجب أحدا وتعرض لانتقادات لاذعة قبل أن يغادر بعد التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا 2004. البلجيكي الآخر روبرت واسايج .. أسوأ أجنبي قاد الخضر هو أسوأ مدرب أجنبي على الإطلاق، أشرف على العارضة الفنية بين ماي وسبتمبر 2004، أحسن ما حققه العودة بالتعادل من زيمبابوي (1-1) لكنه ساهم في كارثة العصر أمام الغابون في عنابة (0-3) لتقصى الجزائر بنسبة كبيرة من التأهل إلى “الكان 2006” قبل أن يجهز عليها فرڤاني. الفرنسي جون ميشال كافالي .. إبداع أمام الأرجنتين والبرازيل وعجز أمام غينيا صحيح أنه لم يؤهل الجزائر إلى كأس إفريقيا 2008، لكن فترة إشرافه بين جانفي 2006 وأكتوبر 2007 خانتها فقط الخسارة أمام غينيا في ملعب 5 جويلية التي أقصت الجزائر، وماعدا ذلك فإن بقية النتائج كانت إيجابية وقاد الجزائر لأداء مباراتين كبيرتين أمام عمالقة كرة القدم العالمية: الأرجنتين والبرازيل.
بين مؤيد ومعارض .. لكل حجته المفاوضات المتقدمة التي تجريها الاتحادية مع المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش تحظى بمتابعة الملايين من عشاق الكرة الجزائرية بالنظر لرغبة الكل في تعيين خليفة بن شيخة في أقرب وقت، في حين يرى البعض الآخر أن التقني المذكور سيمر جانبا كسابقيه. الرأي الأول .. حليلوفيتش مدرب ناجح...؟ مؤيدو فكرة التعاقد مع حليلوزيتش أكدوا أن نجاحاته فاقت كل الحدود سواء على مستوى النوادي أو ما فعله مع المنتخب الايفواري الذي أخرجه من عنق الزجاجة بغض النظر عن الأسماء الذي يضمها “الفيلة” وأحرج الكثير من المنتخبات العالمية في المونديال وكأس إفريقيا رغم إقصائه أمام الجزائر، بل وكان مرشحا لانتزاع الكأس لولا سوء الحظ الذي لازمه في الكثير من المواجهات الحاسمة. قادر على حل مشكلة العقم وراح البعض الآخر إلى أبعد حد بربطهم بأن استلام المعني زمام الأمور سيجد حتما الحل للعقم الهجومي الذي لازم المنتخب منذ لقاء كوت ديفوار من خلال طريقة اللعب الهجومية بتواجد اكبر عدد ممكن في القاطرة الأمامية رغم أنها مغامرة تكون مفيدة في الكثير من الأحيان، ووصف أحدهم التقني البوسني بعاشق الآلة الهجومية بالنظر إلى عدد الأهداف المسجلة في أي ناد أو منتخب يشرف على عارضته الفنية. تواجد قريشي معه سيكون رائعا وعن المساعد المرتقب، قريشي، يرى نفس المتحدثين أنه دفع إيجابي بالنظر لخبرة الأول سواء كلاعب مع المنتخب أو كمدرب لبعض الفرق الفرنسية بالإضافة إلى معرفته لخبايا الكرة الجزائرية سيكون عاملا مساعدا في نجاح حليلوزيتش مع “الخضر“ على أن يكون المناجير العام جزائريا هو الآخر لتسهيل عملية إقناع بعض المغتربين بحمل الألوان الوطنية. الرأي الثاني .. مشكلة الخضر لا تنحصر في المدرب وعلى النقيض، يرى الطرف الآخر أن تعيين حليلوزيتش لا يعني شيئا بالنسبة لهم، لأن سياسة التغيير من أجل التغيير تعودوا عليها منذ سنوات، ويرون أن وفرة الأموال تقتضي التعاقد مع مدرب أكبر من طراز الايطالي ليبي أو الفرنسي فيليب تروسي، اللذان يملكان سجلا حافلا مع المنتخبات على وجه الخصوص واستقدامهما رغم غلائهما يعني الشيء الكثير وسيدفع بعجلة الرياضة الأكثر شعبية إلى الأمام لتحقيق أفضل النجاحات. استقدام مدرب أجنبي لذر الرماد في الأعين وبين هذا وذاك، يرى البعض الآخر أن استقدام حليلوزيتش أو غيره ما هو إلا ذر الرماد في الأعين وأنه لن يغير شيئا لأن المشكل لم ولن يكون في العارضة الفنية، لأن الكرة الجزائرية مريضة وتحتاج إلى طبيب فعال ليداوي الجرح على كامل المستويات، بداية من البطولة الوطنية التي أضحت عاجزة عن توفير لاعبين يمكنهم اللعب بدون عقدة في المنتخب الأول مع متابعة الفئات الصغرى بصورة دائمة دون نسيان بناء المنشآت الرياضية ومراكز التحضير على الطراز العالمي. كل هذا يعد أولوية قبل التفكير في مدرب جديد سيصطدم حتما بالواقع المرير عند جولته بمختلف النوادي الجزائرية بقسميها الأول والثاني.