يبدو أن اختيار الخليفة الذي سيأخذ مكان بن شيخة على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني لن يكون سهلا، ويستلزم من الفاف دقة كبيرة في دراسة الملفات المطروحة على طاولتها وتفادي أخطاء الماضي عندما تم جلب مدربين أجانب أخذوا ملايين الأورو مقابل نتائج هزيلة. وحتى وإن كانت الأسماء المتداولة لم يتم تكذيب الاتصال بها من طرف المعنيين إلا أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ستجد خياراتها محصورة بين الأسماء الفرنسية وتلك القادمة من البلقان. الفرنسي فيليب تروسي.. الخبرة الإفريقية الكبيرة، والنجاح البارز مع اليابان يعتبر من أكثر المدربين الفرنسيين خبرة على المستوى الإفريقي، حيث درب فيليب تروسي العديد من الأندية والمنتخبات في القارة السمراء، وحقق نجاحات معتبرة طوال مسيرته التدريبية التي تمتد لأكثر من 20 سنة. وتعد قيادته اليابان لثمن نهائي كأس العالم 2002 أبرز ما حققه على الصعيد العالمي كما أنه أفضل دور تأهل له اليابانيون في تاريخ مشاركتهم في نهائيات كأس العالم. أما على المستوى الإفريقي فقد أشرف تروسي على كل من منتخبات جنوب إفريقيا والمغرب وكوت ديفوار ونيجيريا وبوركينافاسو، وحقق نتائج معتبرة معها حيث قاد الأخير إلى المربع النهائي للكان في أحسن إنجاز لمنتخبها قاريا، كما قاد منتخب جنوب إفريقيا في نهائيات كأس العالم سنة 1998. هذا ولم تدم مهمة تروسي مع المنتخب المغربي سوى شهرين بعد توتر العلاقات بينه وبين الجامعة المغربية، ليقرر الرحيل عن تدريب أسود الأطلس وأثناء تواجده بالمغرب اعتنق فيليب تروسي الإسلام، وتعد محطة المغرب آخر مهمة تدريبية له على المستوى القاري. وكان تروسي قد أعلن صراحة تحمسه لقيادة المنتخب الوطني، حيث أكد في حديثه لراديو مونتي كارلو أنه جاهز لإدارة دفة محاربي الصحراء، كما أكد أن لديه علاقات طيبة مع الرئيس محمد روراوة وبالتالي فإن فرص نجاحه في قيادة الخضر تبدو كبيرة. الصربي أنتيتش.. المدرب السابق للريال والبارصا لا يملك أي خبرة إفريقية يعتبر المدرب الصربي أنتيتش البالغ من العمر 62 عاماً من أشهر المدربين على المستوى العالمي، ويملك مسيرة تدريبية طويلة في التدريب كان آخرها الإشراف على منتخب صربيا في المونديال الأخير بجنوب إفريقيا. وإذا كان حليلوزيتش يملك خبرة تدريبية كبيرة في البطولة الفرنسية، فإن للمدرب أنتيتش باعا طويلا على مستوى التدريب في الدوري الإسباني حيث أشرف على تدريب سبعة أندية إسبانية هي على التوالي ريال سرقسطة وريال مدريد وريال أوفيدو وأتليتكو مدريد ثم ريال أوفيدو مرة أخرى، وبعدها برشلونة ثم سلتا فيغو، ولا يملك أنتيتش أي تجربة على المستوى الإفريقي، حيث لم يخض أي مغامرة بالقارة السمراء وبالتالي فإن معرفته بالكرة الإفريقية تبقى محدودة، وهو ما يعد من أكبر العوائق التي قد تؤثر على فرص التحاقه بقيادة المنتخب الوطني. البوسني وحيد حليلوزيتش.. معرفة قوية بالبطولة الفرنسية وخبرة دولية ضعيفة يعد المدرب البوسني حليلوزيتش أبرز المرشحين لتسلم مهمة تدريب الخضر خلفا للمدرب المستقيل بن شيخة، وقد رشح حليلوزيتش بقوة لتدعيم العارضة الفنية للخضر رفقة بن شيخة بعد استقالة المدرب السابق رابح سعدان، لكن إصرار بن شيخة على قيادته المهمة التدريبية منفردا حالت دون التحاق البوسني بالخضر. أما فيما يخص مسيرة حليلوزيتش على المستوى التدريبي فلا يملك المدرب البوسني تجربة كبيرة على مستوى المنتخبات، حيث لم يشرف سوى على منتخب كوت ديفوار خلال تصفيات كأس العالم الأخيرة وكذا لقاءات كان 2010 بأنغولا حيث أقصي زملاء دروغبا من الدور ربع النهائي على يد المنتخب الوطني، وكان ذلك الإقصاء السبب المباشر في إقالته من العارضة الفنية للفيلة. هذا ونجح حليلوزيتش في كتابة نجاحه التدريبي خلال إشرافه على العديد من الأندية الفرنسية على غرار باريس سان جرمان ورانس وليل، فيما كانت آخر مهمة تدريبية له على رأس دينامو زغرب لكنها لم تكن طويلة حيث تمت إقالته بعد فشله في تحسين نتائج النادي على مستوى البطولة الصربية هذا الموسم. وبالنظر إلى مسيرته التدريبية فإن حليلوزيتش يملك معرفة قوية بالأندية الفرنسية وهو ما يسهل عليه التعامل مع اللاعبين المحترفين، لكنه يفتقد إلى الخبرة الإفريقية الكبيرة التي تتوفر لدى المدرب تروسي. وأفادت تقارير صحفية أمس أن ليون الفرنسي قد ربط اتصالات معه قصد الإشراف على عارضته الفنية وقد تكون فرنسا محطته القادمة.