كشفت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة “الفاو”، أول أمس، عن ارتفاع “مفاجئ” في مؤشرها لأسعار الغذاء العالمية، بفعل زيادة في أسعار السكر واللحوم والحليب، ولقد ارتفعت توقعاتها لإنتاج الحبوب، لتعكس أحدث البيانات الأمريكية وقالت المنظمة العالمية في بيان صادر عنها، إن المؤشر الذي يقيس التغيرات الشهرية في أسعار سلة الحبوب وزيوت الطعام ومنتجات الألبان والحليب واللحوم والسكر، قد بلغ 234 نقطة في المتوسط خلال شهر جوان الماضي، مسجلا ارتفاعا قدره 231 نقطة، مع إعلان تعديل نقاط شهر ماي الفارط. واعتبرت المنظمة نقاط شهر جوان هي الأعلى بكثير مقارنة بذات الشهر من 2010، والفارق بينهما 39 نقطة، ما يؤكد الاضطرابات التي تعيشها الأسواق الدولية، لا سيما الأسواق المصدرة، متأثرة بما يحدث على مستوى الحركات الاحتجاجية والثورات الشعبية، وكذا اضطرابات أسعار صرف العملات الكبرى، من الأورو إلى الدولار مرورا بالين الياباني واليوان الصيني، وصولا إلى الجنيه الإسترليني. هذه المؤشرات تهدّد كثيرا الاقتصاد العالمي، وتهدد الدول العربية والإسلامية على وجه الخصوص، والجزائر من بين أكبر المهددين، بما أنها سوق مستهلكة، كما تصفها تقارير منظمة “الفاو”، والخطر الذي يهدد هذه الدول المستهلكة هو زيادة الطلب خلال شهر رمضان الكريم، وإقبال المواطن على القفة أكثر مما يقبل عليها خلال الأشهر الأخرى. ولقد اعتبر بعض الخبراء هذا الارتفاع “المفاجئ” كما وصفته منظمة “الفاو”، بأنه “مفتعل ومدروس” لتأكيد التحكم في الأسواق العالمية، والتحكم أيضا في القدرة الشرائية وتسييرها بالنسبة للشعوب المستهلكة. وكان من المتوقع أن يدفع تراجع أسعار القمح والذرة وفول الصويا المؤشر للهبوط ويهدئ تضخم أسعار الغذاء، حسبما نقلته “رويترز”، كونه أحد العوامل التي أثارت اضطرابات في دول عربية بداية العام الجاري، لكن ذلك لم يحدث. وجدير بالذكر أن مؤشر “الفاو” يسجل مستوى قياسيا مرتفعا بلغ 238 نقطة شهر فيفري الماضي، بفعل صعود أسعار الحبوب وشح الإمدادات، ما أثار مخاوف من تكرار أزمة الأغذية العالمية لعام 2008، حين ارتفعت أسعار الغذاء بقوة مخلّفة أعمال شغب في عدد من الدول النامية والعربية. وبالنسبة لمؤشرات منظمة “الفاو، فإن مؤشر سعر السكر قد بلغ 359 نقطة في المتوسط خلال شهر جوان، مرتفعا بنحو 14 بالمئة مقارنة بشهر ماي، وعلى أساس ذلك رفعت منظمة “الفاو” توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي بين 2011 و2012 إلى 2.313 مليار طن، بزيادة 11 مليون طن عن توقعها السابقة الصادرة في 22 جوان المنصرم و3.3 بالمئة عن إنتاج العام الماضي، وذلك بعد إجراء تعديلين متتاليين لتوقعات المحصول والرقعة الزراعية في الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال العام الجاري.