وصفت الناشطة السورية والقيادية المعارضة سهير أتاسي، في تصريحات خاصة ل”الفجر”، مطلب النظام السوري للحوار ب”المطلب المتأخر”، وأوضحت بشأن سبب رفض المعارضة الجلوس إلى طاولة المشاورات التي عقدتها الحكومة السورية أمس قائلة: ”السلطة ارتكبت الجرائم والمجازر.. اقتحمت المدن الآمنة وروّعتها.. قتلت الأطفال.. اعتقلت وشنّعت في التعذيب.. لا يمكن للمعارضة اليوم تجاوز كل هذا”. وأضافت: ”تجاوز مطالب الشارع الثائر الذي ينادي بإسقاط النظام وتنحي بشار الأسد أمر غير ممكن”. وأضافت آتاسي التي أكدت أن النظام السوري يسعى إلى تصفيتها بشكل شخصي: ”يجب على كل القوى الوطنية المعارضة في سوريا ودعم صفوف الثوار الذين قالوا لا للحوار الذي يأتي في وقت لا تزال فيه دبابات الجيش تقتحم المدن السورية وترهب كل من يخرج إلى الشارع مناديا بالحرية”. هذا وأشارت آتاسي إلى أن المعارضة لا تنظر إلى النظام السوري بنظرة انتقامية إنما دوافعها هو تأزم الأوضاع الإنسانية في سوريا التي لا يصر النظام على خيار القمع العسكري. وقالت أتاسي: ”على الرغم من مجيء بشار الأسد إلى السلطة عن طريق الوراثة.. إلا أن المعارضة السورية طوت صفحة الماضي وقتها ودعت للحوار الوطني”. وأضافت: ”كان الرد على دعوتنا للحوار هو اغتيال ربيع دمشق واعتقال الأساسيين في ذلك الربيع”. وقالت: ”نحن نملك تجربة مع النظام السوري الذي قضى على هامش الحرية البسيط الذي أعطته لفترة وجيزة فقط لكسب شرعية غير موجودة”. وعن جلسات الحوار قالت أتاسي: ”سبق وتجاهلت السلطة كل نداءات المعارضة بخصوص إلغاء حالة الطوارئ وإقامة مؤتمر مصالحة وطينة والإفراج عن كل معتقلي الرأي والضمير”. وأضافت: ”اليوم تهرول السلطة لتنفيذ ذلك ولو لفترة مؤقتة من أجل كسب الوقت وامتصاص غضب الشارع الثائر.. ما كان لهذا الحوار الذي تريده الآن السلطة أن يكون لولا ثورة الشباب”. وأوضحت أن هدف هذا الحوار هو الفصل بين المعارضة والشارع الثائر وقالت: ”ليس لدينا أي ثقة بالسلطة التي قتلت الشعب سنفوّت عليها الفرصة.. واليوم الكلمة الأولى والأخيرة للشارع السوري الواضح والصريح في مطالباته”.