قال مسؤولون إن سوريا أغلقت معبريها الحدوديين البريين مع الأردن امس الإثنين في أعقاب نشر دبابات سورية في مدينة درعا الجنوبية الحدودية لقمع الانتفاضة المطالبة بالديمقراطية. وأكد دبلوماسي بارز في العاصمة الأردنية إغلاق المعبرين الرئيسيين السوريين في درعا ونصيب على الجانب السوري. وقال مسؤول لرويترز إن التوقيت مرتبط بما يبدو أنها عملية أمنية كبيرة تجري الآن. ومن جهة أخرى، ذكر ناشطون سوريون أن ما لا يقل عن 20 شخصا قتلوا عندما أقتحم المئات من القوات السورية المدعومة بالدبابات مدينة درعا جنوب البلاد صباح أمس الاثنين. وقال نشطاء على شبكة الإنترنت إن الدبابات أطلقت قذائفها على البيوت والأشخاص وأن عشرات الجثث تشاهد في الشوارع. وأضافوا إن قوات الأمن المدعومة بالعربات المصفحة دخلت المدينة الليلة قبل الماضية في عملية قمع واضحة للاحتجاجات المستمرة ضد الحكومة في درعا والتي بدأت في 15 مارس. وليس هناك سبيل لتأكيد أرقام الخسائر من مصدر مستقل. وتحظر السلطات السورية على الصحفيين الأجانب والعرب دخول سوريا حيث توجه الحكومة اللوم في الاضطرابات إلى من تصفهم ب"المتآمرين؟". وذكر أن الخدمات الهاتفية والكهرباء تم قطعها عن درعا، ولكنه يمكن الإتصال بالذين يستخدمون خدمة هواتف محمول أردنية. وقال سائق سيارة أجرة سوري يعيش في درعا لوكالة الأنباء الألمانية إن 3000 من قوات الأمن دخلوا المدينة وإنهم حاليا يداهمون المنازل في درعا. وأضاف إن هناك الكثير من الضحايا وأن سيارات الإسعاف غير قادرة على التحرك بسبب إطلاق النار بشكل كثيف، مبينا أن هذه القوات تابعة لماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد وأنها تطلق النار على أي شيء يتحرك. وفي الوقت نفسه، أصدر الكتاب السوريون بيانا يدينون فيه أعمال القمع. وقع على البيان، 102 من الكتاب والصحفيين يعيشون في سوريا وفي المنفى ويمثلون كافة القطاعات الرئيسية في البلاد. ودعا البيان المثقفين السوريين "الذين لم يكسروا حاجز الخوف بإتخاذ موقف واضح وإدانة الممارسات العنيفة والظالمة للنظام السوري ضد المحتجين". وقالت جماعات حقوق الإنسان إن قوات الأمن قتلت حوالي 400 شخص منذ بدء الاضطرابات الشهر الماضي. إلا أن أعلى رقم للقتلى كان في الأيام الثلاثة الماضية. وقالت سهير الأتاسي الناشطة السورية المدافعة عن حقوق الإنسان الإثنين إن السلطات السورية بدأت حربا على الحركة السلمية المطالبة بالديمقراطية في سوريا بمهاجمة ثلاث مدن. وتابعت في بيان أرسل لرويترز إن هذه حرب وحشية تهدف إلى إبادة السوريين المطالبين بالديمقراطية. وذكرت أن نوايا الرئيس السوري بشار الأسد كانت واضحة منذ أن أعلن استعداده للحرب في الكلمة التي ألقاها في 30 مارس، مضيفة لمن يريد أن يعتقلها أنها في منزلها في ضاحية دُمر بدمشق. ويذكر أن شرارة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالديمقراطية والمناهضة للرئيس السوري بشار الأسد انطلقت الشهر الماضي من مدينة درعا المتاخمة للحدود الأردنية قبل أن تمتد في وقت لاحق إلى مدن أخرى. وقتل تسعة من المتظاهرين على الأقل الأحد عندما اقتحمت قوات الأمن والشرطة السرية بلدة جبلة على الساحل السوري وأطلقوا النار على معزين يشاركون فى تشييع جنازات بعض من أولئك الذين قتلوا في قمع حكومي في وقت سابق لمحتجين.