أرسلت وزارة التربية الوطنية منشورين وزاريين إلى مختلف مديريات التربية تطالب من خلال الأول بأهمية فتح الحوار مع النقابات المستقلة وجمعيات أولياء التلاميذ، وتلبية مختلف انشغالاتهم قبل الدخول المقبل تفاديا لأي احتجاجات قد تقع، فيما أعطت تعليمات في المنشور الثاني بإعداد دراسة للدخول 2012/ 2013، وتقديم تصورها حول كيفية مواجهة الاكتظاظ الذي ستعرفه الثانويات، حيث ستستقبل أزيد من نصف مليون تلميذ جديد. وبناء على المنشور الوزاري الأول، الذي يتعلق بالدخول المدرسي المقبل، فإن الوزارة الوصية في صدد التحضير لاستقبال سنة دراسية جديدة مستقرة على غرار السنة الجارية، حيث تحاول إخماد غضب النقابات التي توعدت بشل القطاع في سبتمبر في حالة عدم تلبية مختلف مطالبهم، ومن أجل تفادي ذلك سارعت الوزارة لمطالبة مديري التربية بفتح كل أبواب الحوار وحل كل المشاكل العالقة والتشاور مع الشريك الاجتماعي، قصد إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة في القطاع واتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان تمدرس التلاميذ في جو عادي، والعمل على حسن استقبال التلاميذ وأوليائهم والأسرة التربوية بصفة عادية عند افتتاح السنة الدراسية والتكفل بطلباتهم في إطار القوانين المعمول بها. ويأتي هذا في الوقت الذي أكد المنشور أن الدخول المدرسي القادم يتميز بجملة من المستجدات، منها تنصيب التنظيم الجديد للزمن الدراسي في مرحلة التعليم الابتدائي مع تطبيق مناهج مكيفة لها، والشروع في عملية تنمية وترقية نشاطات المطالعة في المؤسسات التربوية، وكذا تنظيم عمليات التكوين والإعلام للأساتذة بخصوص المواقيت الجديدة والمناهج، فضلا على الشروع الفعلي والتدريجي لرقمنة التسيير البيداغوجي والإداري والمالي على مستوى مديريات التربية، والعمل أيضا على احترام المقاييس البيداغوجية في عملية توجيه التلاميذ. وشدد المنشور بالمناسبة، على منح الأولوية للتكفل بولايات الجنوب وبعض ولايات الهضاب العليا من خلال وضع برنامج متكامل طيلة السنة الدراسية للمتابعة البيداغوجية لثانويات هذه الولايات قصد مرافقة الأساتذة والتلاميذ من قبل مفتشي التربية، بهدف تحسين الأداء التربوي وبالتالي تحقيق نتائج أفضل، كما أكد على إعطاء أهمية للتقويم والتوجيه والقبول لما لها من دور في التوجيه السليم للتلميذ وتحديد الشعب. وفي المقابل، دعا المنشور الثاني المديرين إلى إعداد دراسة استشرافية في المنظور القريب للدخول الخاص ب 2012/2013، يتضمن جملة الاقتراحات والحلول التي ستسمح بمواجهة ما يقارب 518 ألف تلميذ جديد سينتقلون إلى المرحلة الثانوية لأول مرة، على إثر وصول دفعتين من التلاميذ إلى هذه المرحلة، يتعلق الأمر بتلاميذ الإصلاحات وتلاميذ السنة السادسة من النظام القديم، ما سيرفع عدد الثانوي إلى الضعف. ويأتي هذا، باعتبار أن تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي “النظام التعليمي الحالي” وتلاميذ السنة السادسة ابتدائي “النظام التعليمي القديم” انتقلوا إلى المرحلة المتوسطة خلال الموسم الدراسي 2008 / 2009 بعدد يفوق المليون و216 ألف تلميذ وإذا ما أضيفوا لتلاميذ الطور المتوسط فإنهم سيصلون إلى قرابة 3 ملايين، بزيادة تقارب نصف مليون مقارنة بمجموع تلاميذ الموسم الدراسي 2007 / 2008. وأكد المنشور، على أهمية إعطاء كل المقترحات والحلول لاستقبال هذا العدد الهائل من التلاميذ لتسخير إمكانيات مضاعفة والبحث عن الحلول الممكنة لتجاوز الاكتظاظ وتوفير الهياكل والإسراع في إنجاز المبرمج منها، مؤكدة أنه ستكون هناك درجة الاكتظاظ بين المؤسسات ما يتطلب من مديريات التربية إعادة النظر في التقطيع الجغرافي للمقاطعات للتخفيف من الظاهرة فيما ستضطر مؤسسات أخرى إلى اللجوء إلى مرافق إضافية، فيما سيتم إجراء دراسة حول توقعات مديريات التربية بفتح مؤسسات جديدة.