رفض خير الدين بوخريصة، رئيس جمعية 8 ماي 1945، الاستجابة لدعوة السفير الفرنسي بالجزائر للاحتفال بيوم 14 جويلية، الذي يمثل اليوم الوطني لفرنسا، نظرا للخلاف الذي لايزال يعكر العلاقة بين البلدين بسبب تعنت بعض القادة الفرنسيين الحاليين في الاعتراف بالجرائم التي اقترفتها بلادهم خلال تواجدها الاستعماري لمدة 132 سنة بالجزائر. ورد بوخريصة على الدعوة التي وجهها إليه السفير الفرنسي في بيان تلقت “الفجر” نسخة منه قائلا: “سوف أشارككم بكل سرور جمهوريتكم، لكن في اليوم الذي يقوم فيه أحد رؤساء جمهوريتكم سواء من التيار اليميني أو اليساري أو حتى متطرف من أمثال “لوبان” بوضع باقة من الزهور على قبر العربي بن مهيدي، ويتوجه إلى الشعب الجزائري عبر ذاكرة شهدائه بالاعتذار وطلب العفو”. وأضاف بوخريصة، أنه “من الطبيعي ضمن منطق الأشياء أن نتشبث نحن الجزائريون بحقنا في المطالبة بالتعويض المادي والمعنوي، كما كان من حقكم كفرنسيين مطالبة ألمانيا النازية بتعويضات تحصلتم عليها، دون التفريق بين أحداث “فال ديف” ومجازر 8 ماي 1945 وهذه الأخيرة أفظع دون ذكر سلسلة المجازر التي ميزت الحقبة الاستعمارية على امتداد 132 سنة”. كما حرص بوخريصة من جهة أخرى على تذكير السفير الفرنسي بأنه إذا كانت الثورة الفرنسية قد عرفت مسارا طويلا قصد تكريس حقوق الإنسان والديمقراطية، فإن الثورة الجزائرية لم تنتزع الحرية إلا بتضحية الملايين من خيرة أبنائها والجروح لم تضمد بعد، ملمحا إلى ضرورة اعتبار العلاقات قائمة على أساس الندية. ولم يمنع رئيس جمعية 8 ماي 1945 التذكير بكل الملفات التاريخية العالقة التي تعكر وتمنع تصفية العلاقات بين الطرفين لحد الآن إلى التوجه بأخلص التهاني للشعب الفرنسي المحب للقيم الإنسانية المشتركة المتعلقة بالحرية والعدالة والأخوة.