اعتبر رئيس جمعية 8 ماي 1945، خير الدين بوخريصة، تصريحات السفير الفرنسي بالجزائر، كزافيي دريانكور، في الحوار الذي خص به »صوت الأحرار«، تعبيرا عن التوجه السياسي للرئيس ساركوزى، حيث يعمد الطرف الفرنسي دائما إلى القيام »بمبادرات وتصريحات محشوة بالكراهية والعنصرية تجاهنا، والتي يتعامل بها دائما الرئيس الفرنسي«. قال خير الدين بوخريصة، في بيان أصدره أمس، أن السياسة التي ينتهجها قصر الإيليزي لا تخدم على »الإطلاق العلاقات بين البلدين، ما دام لا يمكن الاعتراف بالجرائم التي ارتكبت في ظل الحكم الاستعماري«. وردا على التصريحات التي وردت على لسان السفير الفرنسي بالجزائر، أبدى بوخريصة امتعاضه من سياسة الهروب إلى الإمام التي تنتهجها فرنسا فيما يتعلق بملف الذاكرة واعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية في الجزائر، حيث »قرر تأجيل محتوى العلاقات الثنائية بين البلدين وإعادة ترتيب قضايا الذاكرة إلى أجل غير مسمى«. وأبدى رئيس جمعية 8 ماي 1945 تساؤله من تصريح السفير بتأجيل »الاعتذار والتوبة«، مشيرا إلى أن هذا »يضع الجزائريين في موقف غير مريح«، خاصة وأن »فرنسا تحتل المرتبة الأولى على الصعيد الاقتصادي في الجزائر، وتعتبر هذا البلد مجرد وعاء واعد لإحياء اقتصادها الذي هو في تراجع دائم، استثماراتها بالجزائر ضعيفة كل الضعف« في الوقت الذي »تبني مصانع للسيارات الكهربائية في إسرائيل وأوربا، وتعطي تكنولوجيا الطائرات للصين«. وذهب بوخريصة أبعد من ذلك، حيث قال أنه »ليس من المستغرب أننا لا نزال في الفكر الفرنسي الرسمي، حتى لو لم تعلن ذلك صراحة، مجرد أنديجان«، كما أن تصريحات السفير الفرنسي حسبه »هي في الأصل تعبير عن التوجه السياسي للرئيس ساركوزى، أضف إلى ذلك تعيين الأخير »لابنة حركي في الحكومة الفرنسية والذي هز عواطف ومشاعر للمجاهدين وأبناء الشهداء في منطقة المدية«، معتبرا هذا دلالة واضحة وقاطعة على التعامل غير المحترم بين البلدين. وفي هذا السياق دعا بوخريصة إلى ضرورة بناء علاقات تضمن الاحترام بين البلدين، مؤكدا أن »مستقبلنا المشترك يجب أن يعتمد على قرار قوي وتطهير جميع القضايا الأخلاقية، وبسبب عدم وجود إرادة سياسية حكيمة بين الطرفين تبقى الأمور متعلقة».