تشير معطيات محلية من بلدية بوعرفة بولاية البليدة، إلى ضياع ما يناهز 80 بالمئة من مياهها الصالحة للشرب، بسبب رداءة شبكة المياه، إذ تم إحصاء أزيد من 20 نقطة تسرب لهذه المادة الحيوية عبر إقليم البلدية التي يبقى فيها الحصول على الماء الهاجس الأول للسكان مع كل موسم صيف. وحسب مصادر محلية، فإن الشبكة المخصصة لتوزيع المياه الصالحة للشرب ببوعرفة، يعرف ومنذ فترة غير يسيرة العديد من الأعطاب التي تقف وراء حجم التسربات الكثيرة المسجلة هنا وهناك، ما انعكس على معدل تزود سكان بلدية بوعرفة بهذه المادة الحيوية، وهو ما لا يتوافق والمجهودات التي تبذلها المصالح المعنية بما فيها مديرية الري والموارد المائية، من أجل تحسين مستوى توزيع الماء على السكان، الذين يؤكدون في السياق ذاته أن بركا مائية تتجمع هنا وهناك، ما يثير استياءهم في ظل حرمانهم من حقهم في الماء الذي يضيع هباء أمام أعين السلطات المحلية. وذكر السكان في سياق حديثهم ل “الفجر” ما يحدث على مستوى طريق “بن مدالا” بمرتفعات البلدية، حيث تعرف الشبكة الممتدة على 800 متر العديد من الأعطاب، مردّها عدم احترام مقاييس الإنجاز، حيث تم وضع تلك الأنابيب على عمق غير كاف لحمايتها من الاهتراء، والذي يفترض أن يكون حوالي 60 سم، إلا أن تلك الشبكات ترى بالعين المجردة، وهو ما يفسّر ما تعرضت له من أعطاب واهتراء. جدير بالذكر أن مشروع تجديد شبكة مياه الشرب، لم يمض على استلامه سوى ثلاث سنوات، وهو ما يثير الشبهات حول طبيعة الأشغال التي تم إنجازها في حينها، ويدفع بالسكان للمطالبة بإيفاد لجنة تحقيق والتساؤل عن سبب عدم استغلال أودية البلدية، على غرار وادي سيدي الفوضيل أو وادي اسلغو، واللجوء إلى المياه الجوفية، مع ما يقتضيه الأمر من إمكانات وطاقة كهربائية أعلى، عكس ما يقتضيه استغلال مياه الأودية، أو الينابيع التي تنتشر عبر محيط بوعرفة، حيث تبقى مياهها ضائعة في الطبيعة بدلا من استغلالها للتقليل من أزمة نقص التزود بالمياه الصالحة للشرب التي يعاني منها السكان مع كل موسم لارتفاع درجة الحرارة.