وفّت سلطات بلدية قسنطينة، الأسبوع المنصرم، بوعدها المتعلق بفتح سوق جديد للتجار الفوضويين الذين تم إحصاؤهم منذ أزيد من شهر وطردهم بالقوة العمومية منذ أيام قليلة، وذلك بالبوليقون، بالمنطقة الصناعية بالما وقد سجلنا، أول أمس، قيام مصالح بلدية قسنطينة المختصة بعملية إشهار وترويج للسوق المتواجد بالقرب من سوق الفلاح سابقا بالبوليقون، حيث علقت لافتات كبيرة بمدخل شارع 19 جوان "رود فرانس" بقلب المدينة حيث كان ينشط قرابة ألف تاجر فوضوي لفترة تجاوزت الثمانية أشهر كاملة، متسببن في حالة فوضى وترييف غير مسبوقين لأحد أجمل شوارع عاصمة الشرق. كما قام عدد من موظفي البلدية بعملية تحسيس في أوساط المواطنين المترددين على "رود فرانس"، داعين إيّاهم للتوجه إلى السوق الجديد، خاصة وأن البلدية وفّرت وسائل نقل خاصة. واختلفت آراء التجار الفوضويين المرحليين إلى السوق الجديد، خلال لقاءات جمعتنا بهم بالبوليقون، بين مرحّب ومعارض، ففي الوقت الذي تحدث فيه البعض عن استحسانهم للوضع الجديد، خاصة بعد منحهم ما يشبه المحل وممارسة نشاطهم بسجل وفي نطاق القانون، أعرب البعض الآخر عن تذمرهم خاصة وأن السوق يعتبر بعيدا عن وسط المدينة، وهو ما يجعل عدد زوّاره قليل مقارنة بما كان يحدث في "رود فرانس". ومعلوم أن بلدية قسنطينة لجأت من أيام قليلة إلى طرد كل التجار الفوضويين بشارع 19 جوان بالقوة العمومية، حيث تفاجأ الشبان الذين ألفوا عرض سلعهم بتواجد مكثف لقوات الأمن منذ الثالثة صباحا ما منعهم من الاستمرار في مزاولة نشاطاتهم، كما أحصت البلدية حوالي 700 تاجر فوضوي يحق لهم حيازة أماكن في سوق البوليقون، وعدم الأخذ بشكاوى الباقين كون أغلبهم يقيمون خارج محيط ولاية قسنطينة.