قررت سلطات ولاية قسنطينة وعلى رأسها السيد نور بدوي طرد الباعة الفوضويين من شارع فرنسا وسط المدينة، وتوجيههم نحو منطقة البوليقون بحر هذا الأسبوع، وهذا بعدما اكتسحوا المدينة وأغلقوا شارع فرنسا مسببين ازدحاما غير مسبوق و إزعاجا كبيرا للتجار والسكان تشكلت السوق الفوضوية منذ حوالي عشرة أشهر حيث تحولت إلى نقطة سوداء فزيادة على الفوضى والأوساخ فإن حالات الاعتداء والمناوشات والسرقات تحدث يوميا إلى درجة حولت المكان إلى بؤرة للجريمة، ولم يترك به شبر إلا و استغل في عرض مختلف السلع بما فيها المواد الغذائية والدواجن، في مشهد لم يسبق وأن عرفته المدينة من قبل، حيث حولت حياة السكان إلى جحيم ودفعت بالتجار إلى التهديد بالاحتجاج. التجار أيدوا القرار وفرحوا له كثيرا حيث أكدوا لآخر ساعة أنهم على حافة الإفلاس بعد أن كسدت بضاعتهم بسبب ظاهرة التجارة الفوضوية التي عمت الحي وقد استغرب المعنيون تعطل عملية التدخل مشيرين بأن الظاهرة تحمل أكثر من وجه للخطر، وجزم الكثير منهم بأن الكثير ممن يعرضون السلع بشارع فرنسا جاؤوا من خارج الولاية وأن أغلبهم أصحاب شاحنات وتجار وموظفين وليسوا بطالين مثلما يحاولون الإيحاء به للسلطات، حيث قال متدخلون أن السلع تعرض في ساعة مبكرة وان الباعة يدخلون قسنطينة فجرا في ما يشبه الاكتساح، وأن عددهم في تزايد، فبعد أن كان الأمر مقتصرا على الألبسة و الأفرشة أصبحت المواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك تباع بأثمان مغرية كالزيتون و الزبدة والتونة والدجاج وما تحمله من أخطار على الصحة العمومية. أما الباعة الفوضويون وبعد التغلغل في وسطهم وبدأنا في التحاور معهم إذ مجموعة من المراهقين يعترضون طريقنا ويهددونا بالقتل في حال أن التقطنا أي صورة عن السوق إذ يمنع على الصحافة دخولها وكشف ما وراء انخفاض الأسعار أو تصوير الأوساخ أو .... لكن بعد تدخل مجموعة من العقلاء بالحي هدأت الأوضاع قليلا الأمر الذي مكننا من أخد الانطباعات حيث انقسم موقفهم بين مؤيد ورافض للعملية ومهدد بالتصعيد، إذ الكثير يرى أن التجارة الفوضوية هي المصدر الوحيد للرزق، أما البعض الآخر اعتبر القرار بالصائب لأنه حسبهم سيخلصهم من المعاناة وعملية الكر والفر مع المصالح الأمنية ناهيك عن الاعتداءات التي يتعرضون لها من طرف المنحرفين، لكنهم طالبوا بموقع قريب من وسط المدينة. للتذكير فإن العملية تتم بتسخير القوة العمومية حيث يحول الباعة إلى مربعات تجارية تم استحداثها بالمركز التجاري البولويقون بالقرب من المنطقة الصناعية «بالما»، وحسب مصادر مطلعة فإن عملية التحويل تجري خلال الأيام القليلة القادمة وسط تعزيزات أمنية مشددة بهدف القضاء النهائي على السوق الموازية بقسنطينة جمال بوعكاز