تحرير وسط مدينة قسنطينة من الباعة الفوضويين وسط تعزيزات أمنية غير مسبوقة تمكنت أمس الأول سلطات ولاية قسنطينة من إخلاء شارع فرنسا بوسط المدينة من الباعة الفوضويين الذين يحتلونها منذ شهر جانفي الماضي بتسخير قوة مشتركة من الأمن والدرك رابطت بمداخل الحي والمناطق المجاورة. عملية الإخلاء تمت في أجواء هادئة بعد أن احتلت وحدات الأمن والدرك الشارع في ساعة مبكرة من اليوم للحيلولة دون دخول الباعة إليه، حيث تم نشر قوة مدعمة بكلاب مدربة على طول الشارع وبنقاط مجاورة كالبريد المركزي، مجلس قضاء قسنطينة وسوق بومزو ومختلف الشوارع الفرعية المؤدية إلى الشارع، وبدت المدينة أمس في حالة تأهب للتواجد المكثف لعناصر الأمن والدرك لكن لم تسجل أي حوادث سوى تعبير عشرات الشباب عن تذمرهم ورفضهم للقرار. وعلى عكس الأجواء الهادئة التي سادت وسط المدينة عرفت عملية توزيع أكثر من 530 مربعا تجاريا موجهة للباعة بحي البوليقون اضطرابات بعد أن وجد مئات الباعة أنفسهم غير مدرجين ضمن القائمة، حيث بدأ التوافد في حدود العاشرة صباحا لتزداد تدريجيا حدة الغليان وتبلغ أقصى درجاتها زوالا، وقد عبر عدد من المعنيين عن تذمرهم مما أسموه بالتلاعب بالقائمة وقال لنا بعضهم أنهم من سكان حيي 19 جوان و ديدوش مراد المشكلين لما يعرف بشارع فرنسا وأنهم أقصيوا بشكل تعسفي فيما أدرج قصر و غرباء ولصوص وأشخاص لم تسبق رؤيتهم بالشارع، وقال لنا آخرون أنهم أسقطوا بسبب سجلات تجارية للتجارة المتنقلة تحصلوا عليها من مديرية التجارة في سبيل التسوية التي فشلت منذ سنوات، بينما أشار البعض بأنهم فعلا أودعوا ملفات لدى وكالة أونساج وصندوق البطالة و استصدروا بسببها سجلات لكنهم إلى اليوم لم يتحصلوا على الموافقة أو التمويل مستغربين حرمانهم من التسوية قبل التأكد من كونهم يزاولون نشاطا آخر. وانتقد المحتجون طريقة الإحصاء التي قامت بها مصالح مديرية التجارة التي وصفوها بالعشوائية وقالوا أن الأعوان أحصوا زبائن و أشخاص مروا بالشارع في تلك اللحظة متسببين، حسبهم، في حالة فوضى كبيرة وطالبين بتطهير القائمة عن طريق الباعة أنفسهم لأنهم الأعرف من غيرهم بالباعة الفعليين. مدير التجارة قال بأن القائمة طهرت بناء على تحقيقات مسبقة ووجه المعنيون لإيداع طعون مبقيا على احتمال إضافة ما يقارب 200 مربع وتعويض غير الملتحقين لكنه قال بأن شروط الاستفادة محددة بمرسوم رئاسي وان من لديهم سجلات تجارية لن يستفيدوا فيما عبر أعضاء من إتحاد التجار عن تذمرهم لحالة الفوضى التي سادت عملية توزيع المربعات وأكدوا بأن الكثيرين ممن سجلوا لدى مصالحهم أقصيوا. وقد هدد من لم يتحصلوا على مربعات تجارية تقع خلف المركز التجاري البوليقون أنهم سيعودون إلى وسط المدينة لممارسة نشاطهم في حال لم تسو وضعيتهم لأنهم يعولون عائلات بينما قال مدير التجارة أن من تتوفر فيهم الشروط سيستفيدون بعد دراسة الطعون التي فاقت 300 طعن، وسجل إداريون حالة تهافت غير طبيعية لأشخاص لا علاقة لهم بالتجارة بغرض الاستفادة من الوضع.