انفردت "الفجر" بنجم الأغنية العربية الطربية الأصيلة، الفنان السوري نور مهنا، على هامش مشاركته في فعاليات الطبعة السابعة من مهرجان "جميلة"، العربي الذي وقّع حضوره الأول فيه، سهرة أول أمس، بمدينة سطيف، لتسأل الفنان عن رأيه في ما يقدم اليوم في الساحة الفنية العربية، وعدّة قضايا فنية أخرى.. أعشق رائعة رابح درياسة "نجمة قطبية"ويعجبني ما يقدمه الكينغ خالد تقدم الأغنية التراثية في الوقت الذي توجّه فيه عدد كبير من الفنانين الكبار إلى تقديم الأغنية التجارية المطلوبة بكثرة من قبل كبريات شركات الإنتاج في الوطن العربي، ترى ما أسباب إصرارك على تقديم هذا النوع من الفن؟ ليس لي أي علاقة بأي فنان، فنور مهنا في واد والآخرين بواد ..أنا رجل عُرفت بما أقدمه من فن طربي ومن تراث وفقط، أما ما يقدم اليوم في الساحة الفنية العربية، فلا تربطني به أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد، ولا بما تقدمه الفضائيات العربية. يعني كل موجّه للأسف..كل شيء موجه.. هناك من يقول بأن خارطة الفن في الوطن العربي ستتغير بعد هدوء الأوضاع في الأوطان العربية خاصة مع ما أحدثته وتحدثه الثورات أو ما يعرف بالربيع العربي؟ صحيح وهذا التغيير سيكون نتيجة لتغير الظروف السياسية التي كانت سائدة في الأوطان العربية. أيعني هذا أنّ السياسة تتحكم في الفن؟ السياسة يا سيدتي تتحكم في كل شيء.. حتى في أكلنا وشربنا وملبسنا، فكيف لا تتحكّم في الفن، والدين وعلاقاتنا بالآخرين.. وأنت هل ستغير من طريقة تقديمك لأعمالك الفنية بعد ثورات الربيع العربي؟ لا لا لا.. أنا لن أتغير ولن أغيّر لأنني من البداية مشيت في الطريق الصحيح، لهذا فمسألة التغيير الذي سيشهده الوسط الفني العربي، لن تعنيني بشكل مباشر كما أنها لن تؤثر على مساري الفني. أي الأسماء الفنية الموجودة اليوم في الساحة العربية التي تستوقف نور مهنا بأعمالها وأغانيها وألحانها؟ العمالقة فقط، أمثال السيدة أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، صباح فخري، وديع الصافي، محمد عبد المطلب، وكل خريجي هذه المدارس الطربية الأصيلة. والسيدة وردة الجزائرية أين هي من هؤلاء، وهل فكّرت في تقديم عمل مشترك معها في المستقبل؟ طبعا والسيدة وردة الجزائرية، ويا ليت يجمعني بها عمل فني مشترك، فهي قامة من قامات هذا الزمن الجميل، التي أتمنى أن يمدها الله بطول العمر والصحة والعافية. بعيدا عن سيدة الطرب الأصيل، وردة الجزائرية، أي الأصوات الفنية الجزائرية التي تستمع إليها أو أنت على اطلاع بما تقدمه من تجارب في عالم الفن في المغرب العربي والعالم؟ أنا أعشق الفنان الكبير رابح درياسة، وخاصة أغنيته "نجمة قطبية" -توقف عن الردّ وغنّى مقطعا منها -، بالإضافة إلى الشاب خالد، فهذا الفنان المتكامل يحظى بإعجابي وأنا أراه فنان يمتاز بإمكانيات صوتية وحضور جميل على الركح، بالإضافة إلى أن أعماله الفنية جديرة بالمتابعة والاستمتاع بها. بعد هذه المسيرة الطويلة في عالم الفن، واحتكاكك مع عدّة تجارب فنية محلية وعربية، هل تقرّ بوجود الغيرة في الوسط الفني العربي؟ أنا لا تعنيني تلك الغيرة لا من قريب ولا من بعيد، فأنا لا أغار لأنه لا يوجد أحد اليوم في الوسط يستحق أن أغار مما يقدمه أو مما وصل إليه.. فالتراث والأصالة الفنية هي الغالبة، ولا يصح إلا الصحيح. ما يعنيني هو أنني أنتمي كفنان إلى فئة الأشخاص الذين يقدمون ويحرصون على تقديم فن نظيف وأصيل وعريق، بما تتطلبه العلاقة والأصالة الشرقية، وكما يقال لكل مجتهد نصيب. كيف تقيّم التجربة الفنية في الوطن العربي اليوم؟ لا حول ولا قوة إلا بالله عليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟-وضعي بعدها عشرات علامات الاستفهام حول هذا الفن-. ما رأيك في برنامج ستار أكاديمي، والبرامج المشابهة له وما تقدمه من مواهب فنية في الوسط الفني العربي؟ ستار أكاديمي برنامج تافه...ودعارة فنية راقية، وحسبنا الله ونعم الوكيل ومع ذلك فهذا البرنامج وغيره من البرامج المشابهة له، يجد صدى واسعا لدى الشباب العربي، فبالنسبة لأذواق الناس فأنا لست مسؤولا عنها، ولست محامي كي أدافع عن فئة دون أخرى. كيف وجدت مهرجان "جميلة"، العربي في طبعته السابعة، أنت الذي تسجل حضورك فيه لأول مرّة؟ أنا سعيد بهذا الحضور الأول الذي يجمعني بجمهور "جميلة"، وقد أسرتني هذه المنطقة الساحرة، الله يهنيكم بهذه الحضارة العريقة التي لا زالت صامدة في وجه الزمن بعد مرور قرون عن إنشائها. والجمهور..؟ آمل أن يرتقي الجمهور أكثر، وأن يحتفي بطريقة أكثر تحضرا معي، فلن أغوص معك في غمار السياسة. ولكن أنت كفنان سوري، كيف تقرأ الأحداث السياسية التي تشهدها الشقيقة سوريا اليوم؟ لقد تعبنا يا سيدتي، وسئمنا مما نراه كل يوم وكل ساعة وكل ثانية هناك.. وحزني وتعبي لا يتعلق بما يحدث في سوريا فقط، بل حزين على سوريا، وتونس، ومصر، وكل الأوطان العربية التي أعتب عليها أنها لم تجمع شملها بعد.